إيران تعلن إلغاء الرحلات الجوية الليلة

logo
العالم

هيكل أمني جديد في أوراسيا يُهدد القارة العجوز.. ماذا يحدث؟

هيكل أمني جديد في أوراسيا يُهدد القارة العجوز.. ماذا يحدث؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
28 يوليو 2024، 4:41 م

ما زال الدبُ الروسي قادرًا على مُراوغة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ردًا على توتر العلاقات مع القارة العجوز والولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصا بعد الأزمة الأوكرانية، وفرض العقوبات ضد موسكو.

 ويبدو أن اتفاقية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بشأن الدفاع المشترك كانت البداية، وأعقبها تعزيز التعاون العسكري والأمني مع تايوان والهند.

وخلال قمة "دول شرق آسيا" في لاوس، أعلنت رابطة "آسيان"، عن اهتمامها بالمقترح الروسي، لتشكيل هيكل أمني جديد في أوراسيا، وهو ما أثار مخاوف الدول الأوروبية مجددًا، ومعها تساؤلات حول مدى جدية التحركات الروسية لإنشاء تحالفات جديدة مع دول جنوب شرق آسيا، وسط مخاوف الغرب من دولة الرئيس الروسي الآسيوي؟.

وأكد المراقبون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حُلفاء روسيا في رابطة دول جنوب شرق آسيا يدركون جيدًا المزايا من التقارب الروسي، في ظل التخبط الأوروبي داخل الناتو، وأن النظام الأمني الأوراسي حال تنفيذه - غير قابل للتجزئة -، قد يكون حلفا آسيويا موازيا لـ "الناتو"، ويضاهيه في القوة، نظرًا لتنامي النفوذ الآسيوي في أوروبا.

أخبار ذات علاقة

مع بدء تدريبات مشتركة.. هل تستعد روسيا والصين لحرب محتملة ضد الناتو؟

 إحياء التحالفات القديمة

ويقول د. سيد مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية: إن المبادرة الروسية بتشكيل هيكل أمني جديد في أوراس، تتمثل في إحياء التحالفات القديمة التي كانت بمثابة القوة العظمى أمام الاتحاد السوفيتي في مواجهة الغزو الأمريكي، والآن تسعى روسيا إلى أن تُعيد مجدها من خلال إعادة إحياء هذه العلاقات التي تراجعت، لكنها انخفضت خلال فترة الرئيس بوريس يلتسن.

ويضيف، أستاذ العلاقات الدولية: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعى الآن لاتباع سياسة الاتجاه شرقا، وربما تحالفه هذا – التشكيل الأمني في أوراسيا - يعزز من سياسة التوجه شرقا، خاصةً بعد نجاحه في إنهاء حالة "العزلة"، التي كانت تعانيها كوريا الشمالية، وهذه السياسة نجحت في اختراق استراتيجية العمق الأمريكي من خلال هذا الدعم.

ويشير مكاوي، إلى أنه من خلال هذا الهيكل الأمني في أوراسيا، يتعهد الدول أعضاء رابطة "آسيان"، بتقديم الأسلحة والدفاع المشترك بينهما حال أي غزو أوروبي، وخاصة فيتنام المعرضة للخطر، باعتبارها منطقة حيوية للغاز الروسي والنفط، كما يسعى الرئيس الروسي إلى إعادة القاعدة العسكرية الروسية في فيتنام، التي أُغْلِقَت في عام 2001.

مخاوف الناتو

ويوافقه في الرأي، د. وائل عواد، الباحث في الشؤون الأوروبية، قائلا: إن تنامي النفوذ الروسي الآسيوي داخل القارة العجوز ما زال يُثير مخاوف الناتو، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الروسي مبادرة إنشاء النظام الأمني في أوراسيا في مطلع العام الجاري، والتي جعلت الناتو يحاربه بطريقة غير مباشرة، بتعزيز الإنفاق الدفاعي والتجنيد الإجباري لزيادة قدرات دولها العسكرية.

ويضيف الباحث في الشؤون الأوروبية: "إن انهيار المشروع اليورو أطلسي، أدى إلى تجدد المطالب بتنفيذ المقترح الروسي بإنشاء هيكل أمني جديد يعتمد على تفاعل متعدد الأطراف، بالإضافة إلى عدم حصره في هيمنة دولة واحدة كما يحدث في الناتو بسيطرة أمريكا على الحلف.

أخبار ذات علاقة

الصين وروسيا تناقشان إنشاء "بنية أمنية جديدة" في أوراسيا

 سياسة الحوار والمشاركة

ويشير د. وائل عودة، إلى أن روسيا والصين، تعتبران قوتين عظميين، وتواجدهما في النظام الأمني يعزز من قوته في كبح جماح الولايات المتحدة التي سعت لمحاربة موسكو، لذلك تراهن الدول الآسيوية على سياسة الحوار والمشاركة، حتى تستطيع مواجهة التحديات المحتملة، بسبب الصراع في القارة العجوز، ومحاولات الغرب الهيمنة مجددًا على الدول الآسيوية مع تنامي نفوذها في المنطقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC