النيجر: مقتل 44 مدنياً في هجوم بجنوب غرب البلاد
تراقب أوساط سياسية واسعة، الاتصال الهاتفي المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، والذي من الممكن أن يكون محطة مفصلية في مسار الحرب الأوكرانية، خاصة بعد أن لمّح ترامب إلى وجود "تطور مهم" سيُعلَن بعد المباحثات.
هذا الوعد يفتح الباب أمام عدة احتمالات، خصوصًا أن ترامب معروف بقدرته على المفاجآت الدبلوماسية وإعادة رسم المشهد السياسي وفق مصالحه.
تصريحات ترامب لم تكن مجرد إعلان روتيني، بل حملت دلالات تشير إلى تحول محتمل في الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا، فحين يتحدث عن "تطور مهم"، فهو يترك المساحة للتأويلات، سواء كانت صفقة محتملة مع موسكو، أو تحولًا في نهج واشنطن تجاه الصراع، أو حتى محاولة كسب نقاط سياسية داخلية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
سيناريوهات منتظرة
قد يكون الاتصال فرصة لترامب لإعلان وقف إطلاق نار محدود، أو وفقا لما وصفه المراقبين، بالاتفاق المبدئي على هدنة مؤقتة، وذلك بناءً على المقترح الأمريكي-الأوكراني السابق الذي عرضته واشنطن على موسكو.
ومن المحتمل أن يسعى ترامب إلى إحياء مفاوضات السلام عبر تقديم ضمانات أمنية جديدة لموسكو، مقابل انسحاب تدريجي من مناطق معينة.
ووفقا للخبراء، قد يكون التطور الذي يتحدث عنه ترامب مرتبطًا بتخفيف المساعدات العسكرية لكييف، كخطوة ضمنية لجذب موسكو نحو تسوية سياسية.
كيف سترد موسكو؟
ويشارك بوتين بثقة سياسية وعسكرية، خاصة مع التطورات الأخيرة التي تعزز موقفه في ساحة المعركة، ولكنه يدرك أيضًا أن ترامب شخصية براغماتية، وقد يحاول استغلال هذه الديناميكية لصالحه، سواء بالحصول على تنازلات سياسية من واشنطن، أو بتعزيز موقفه التفاوضي أمام الغرب.
في النهاية، يبقى السؤال: هل سنشهد إعلانًا حقيقيًا عن تحول في مسار الحرب، أم أن تصريحات ترامب مجرد مناورة سياسية في ظل التنافس الانتخابي الأمريكي؟
ويرى محللون أن المحادثة الهاتفية المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب قد تمثل بداية لمفاوضات أكثر جدية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها لن تخلو من التحديات.
وأكد المحللون، أن بوتين يستعد لطرح شروطه الجديدة التي باتت أكثر حزمًا، وعلى رأسها الاعتراف الغربي بالمناطق التي ضمتها روسيا، وضمانات أمنية تمنع انضمام أوكرانيا للناتو، ورفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.
تداعيات المحادثة الهاتفية
وقالت نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية والمتخصصة في الشأن الروسي، إن المباحثات الهاتفية بين الزعمين ترامب وبوتين تأتي في لحظة حاسمة على الصعيد الدولي، والتي تُشير إلى إمكانية حدوث تطور مهم ليس فقط لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بل العلاقات الشاملة بينهما.
وأكدت الشيخ في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن بوتين لديه قائمة طويلة من الشروط التي يسعى لتحقيقها في المفاوضات الأمريكية، ولعل أبرزها الاعتراف بسيادة روسيا على المناطق التي ضمّتها في أوكرانيا، ورفع العقوبات الغربية، وتقديم ضمانات أمنية بعدم توسع الناتو شرقًا.
وأشارت أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه من المُرجح أن يتستغل الرئيس الروسي هذه المحادثة لوضع خطوط حمراء واضحة أمام أي مفاوضات مستقبلية، ورغم ذلك فأنه يدرك أيضًا أن ترامب لن يمنحه تنازلات مجانية، بل قد يستخدم هذه المطالب كورقة ضغط على حلفائه الأوروبيين.
ترامب وصانع السلام
وتابعت: "ترامب ما زال موقفه غير واضح، نظرًا لمخاوفه من تأثير أي اتفاق محتمل على مصالح الولايات المتحدة مع حلفائها في أوروبا، ولكنه يبدو أكثر انفتاحًا على التفاوض مقارنة بالإدارات السابقة، خاصة إذا كان ذلك سيؤدي إلى تخفيف التكاليف الأمريكية في الصراع الأوكراني، بالإضافة إلى أنه يسعى إلى تقديم نفسه كصانع سلام".
وأوضحت المتخصصة في الشأن الروسي، أن بوتين يتعامل مع ترامب من منطلق براغماتي، وهو يعلم أن الأخير يفضل الحلول السريعة التي يمكنه تقديمها كنصر سياسي داخلي، لذا فأنه من المحتمل يوافق بوتين على وقف الحرب المؤقت مقابل الحصول على الضمانات الصلبة التي ترغب في الحصول عليها.
وفي هذا السياق، أوضح عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة سيفاستوبول، أن بوتين سيدفع بهذه المطالب بقوة، لكنه يدرك أن ترامب قد لا يكون قادرًا على تقديم التزامات رسمية دون الرجوع إلى الكونجرس والمؤسسات الأمريكية الأخرى.
اتفاق شامل صعب التنفيذ
وأضاف قناة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الروسي قد يركز على اختبار مدى استعداد ترامب لتخفيف الدعم العسكري لكييف والضغط على زيلينسكي للقبول بمفاوضات بشروط روسية، بدلًا من انتظار اتفاق شامل يصعب تحقيقه في المرحلة الحالية.
وتابع أن بوتين سيدفع بهذه المطالب، ولكنه يدرك أن الرئيس الأمريكي قد لا يكون قادرًا على الالتزام بأي وعود رسمية دون موافقة الكونجرس والمؤسسات الأمريكية، لذا، قد يركز بوتين على اختبار مدى استعداد ترامب لتخفيف الدعم العسكري لكييف والضغط على زيلينسكي للقبول بمفاوضات بشروط روسية.
وأوضح، أنه من المتوقع أن يضع بوتين شروطًا أكثر تشددًا، مثل سحب القوات الأوكرانية من مناطق معينة كشرط مسبق لأي وقف لإطلاق النار، لذا فأن هناك تساؤلا هاما، إلى أي مدى سيكون ترامب مستعدًا لممارسة ضغوط على أوكرانيا للقبول بهذه المطالب؟.
وتابع: "أعتقد أن موقف ترامب سيكون غامضًا، لذلك فأن هذه المحادثة المترتقبة بين بوتين وترامب ستكون اختبارًا لمدى تقارب وجهات النظر بين الطرفين، لكنها لن تحسم الملف الأوكراني على الفور".