"لو بوان": فوز بزشكيان خروج عن هيمنة المحافظين

 

اعتبرت صحيفة "لو بوان" الفرنسية أن فوز مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية يمثل خروجًا عن هيمنة المحافظين في الانتخابات الوطنية الأخيرة على الرغم من السلطات المحدودة التي يتمتع بها الرئيس، والتي تتمثل في المقام الأول في تنفيذ السياسات التي وضعها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية إن فوز مسعود بزشكيان "يأتي مع سلسلة من الانتخابات الوطنية التي شهدت تعزيز المعسكر المحافظ قبضته على جميع مراكز السلطة". 

وأضاف: استمرار هيمنة المحافظين على مؤسسات الدولة الأخرى وحدود السلطة الرئاسية تعني أن مسعود بزشكيان سيواجه معركة شاقة لضمان الحقوق الاجتماعية والأنشطة الثقافية في الداخل والمشاركة الدبلوماسية في الخارج.

ويدعم بزشكيان، المعروف باسم "الطبيب" بالنسبة للعديد من الإيرانيين، إقامة علاقات بناءة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية للتخفيف من عزلة إيران.

وتقول الصحيفة إن بزشكيان، الذي قام بتربية ثلاثة أطفال بمفرده بعد الخسارة المأساوية لزوجته وطفل آخر في حادث سيارة عام 1993، يقدم نفسه على أنه "صوت من لا صوت له". وهو يدعو إلى معالجة مسألة الحجاب الإلزامي، وهو عامل مهم في الاحتجاجات واسعة النطاق التي أعقبت وفاة مهسا أميني في أواخر عام 2022 بسبب انتهاك قواعد اللباس الصارمة. 

ويمثل انتخابه رغبة في التغيير بين بعض الإيرانيين، على الرغم من استمرار الشكوك حول إمكانية حدوث تحولات جوهرية في السياسة والحكم.

وأعرب بزشكيان، النائب عن تبريز، عن التزامه بالتعاون والتعاطف والثقة في خطاب الفوز الذي ألقاه على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وعلى الرغم من أنه لم يكن شخصية بارزة في المعسكر الإصلاحي، إلا أنه حصل على الدعم من الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني. ووصف روحاني الانتخابات بأنها "استفتاء وطني" يفضل المشاركة العالمية البناءة، كما عمت الاحتفالات في طهران وتبريز، مما يشير إلى الحماس الشعبي لفوز بزشكيان.

يذكر أن مسعود بزشكيان، المرشح الإصلاحي البالغ من العمر 69 عامًا والمدافع عن انفتاح إيران على الغرب، قد فاز بالانتخابات الرئاسية، متغلبًا على المحافظ المتشدد سعيد جليلي. 

وتم تسريع الانتخابات بعد وفاة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار الماضي وسط الاستياء العام من الوضع الاقتصادي الذي تفاقم بسبب العقوبات الدولية.

وحصل بزشكيان على أكثر من 16 مليون صوت مقابل 13 مليونًا لجليلي، من أصل 30 مليون صوت تم فرزها.