رئيس إندونيسيا: نحن على استعداد لأن نستقبل "مؤقتاً" فلسطينيين متضررين من حرب غزة

logo
العالم

بعد إلغاء وكالة التنمية الدولية.. هل تخلت واشنطن عن سلاحها "الناعم"؟

بعد إلغاء وكالة التنمية الدولية.. هل تخلت واشنطن عن سلاحها "الناعم"؟
شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليةالمصدر: (أ ف ب)
30 مارس 2025، 7:20 ص

أكد مختصون أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) استند إلى قناعته بأن الدور الذي كانت تلعبه يمكن تحقيقه من خلال سياسة "الضغط الأقصى".

وأكّدت إدارة ترامب رسمياً حلّ الوكالة، في إطار التخفيضات الكبيرة لمساعدات الولايات المتحدة إلى الخارج، والتي أثارت استياء كثير من البلدان والمنظمات الإنسانية.

وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الوكالة كانت بمثابة "السلاح الناعم" لتنفيذ مخططات وأهداف السياسة الأمريكية، حيث لعبت أدوارًا بارزة في تغيير حكومات وإسقاط أنظمة، إذ كانت تدخل العديد من الدول تحت غطاء محاربة الفقر وتقديم المساعدات في مجالات الغذاء والتعليم والصحة، ثم تتوسع لاحقًا إلى نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان.

أخبار ذات علاقة

ترامب يلغي 2000 وظيفة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

وأشار الخبراء إلى أن السياسة الأمريكية كانت تعتمد على الوكالة، التي اعتُبرت في كثير من الأحيان جهاز استخبارات آخر، مؤكدين أن لها دورًا حاسمًا في الحرب الباردة، حيث ساهمت في فصل دول الاتحاد السوفيتي عن موسكو وتفكيكه.

ومؤخرًا، أعلنت إدارة ترامب رسميًا عن حل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في إطار التخفيضات الكبيرة في المساعدات الخارجية، حيث بدأ استهداف الوكالة في 20 يناير، يوم تنصيب ترامب، حين قرر تجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا لمراجعة البرامج وضمان امتثالها لـ"القيم الأمريكية" وأهداف السياسة الخارجية.

تأسست الوكالة عام 1961 على يد الرئيس جون كينيدي كجزء من سياسة المساعدات الخارجية الأمريكية خلال الحرب الباردة، وكان هدفها المعلن تقديم الدعم المالي والفني والإنساني للدول المحتاجة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

عملت الوكالة في أكثر من 100 دولة حول العالم، وظلت أداة رئيسة في السياسة الخارجية، حيث تضم حوالي 10 آلاف موظف، يعمل ثلثهم في الخارج، وكانت تحصل على نحو 1% من الميزانية الفيدرالية الأمريكية سنويًا لتمويل برامجها، إلا أن إدارة ترامب سعت إلى خفض الإنفاق العام من 7 إلى 6 تريليون دولار، بهدف توفير تريليون دولار سنويًا.

ويقول الباحث في الشأن الأمريكي أحمد ياسين، إن ترامب يتعامل مع القرارات الاقتصادية والسياسية بعقلية التاجر، حيث يرى أن تقليص النفقات الحكومية يستوجب الاستغناء عن الوكالة، التي لعبت دورًا في تحقيق أهداف أمريكية تتعلق بالهيمنة على دول أخرى.

وأضاف ياسين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الوكالة كانت بمثابة السلاح الناعم الذي استخدمته الإدارات الديمقراطية والجمهورية لتمهيد الطريق أمام التدخلات الأمريكية"، موضحًا أن "الديمقراطيين اعتمدوا عليها بشكل واسع لتحقيق مكاسب سياسية، فيما استخدمها الجمهوريون كأداة لتنفيذ سياساتهم الدولية".

وأشار إلى أن الوكالة ساهمت في تحقيق نجاحات للولايات المتحدة من خلال صورتها كجهة تعمل على تنمية المجتمعات، بينما كانت في الواقع أداة لفرض الهيمنة ونشر الديمقراطية وفق الرؤية الأمريكية. كما ساعدت واشنطن في غسل سمعتها خلال أزمات كبرى، مثل حرب فيتنام، عبر ترويج مزاعم بأن الولايات المتحدة تتعرض لحملات دعائية مضادة من أنظمة ديكتاتورية.

التأثير على الأنظمة والمجتمعات

ولفت ياسين إلى أن عمل الوكالة من خلال مؤسسات المجتمع المدني كان له دور في تغيير أنظمة سياسية، خاصة في الشرق الأوسط، حيث استخدمت جمعيات أهلية كوسيلة لنشر أفكار سياسية واجتماعية تمهد لتغيير الحكومات.

وبدوره، أوضح الخبير في السياسات الدولية حسين فودة أن الوكالة كانت تتدخل في الدول عبر تقديم مساعدات تنموية، تشمل الغذاء والتعليم والصحة، لكنها كانت تحوّل نشاطها تدريجيًا نحو أهداف سياسية تخدم المصالح الأمريكية.

وقال فودة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "السياسة الأمريكية اعتمدت على الوكالة كأداة استخباراتية غير رسمية، حيث ساهمت في اختراق الدول والتأثير على أنظمتها عبر برامج تستهدف تغيير الأفكار وأساليب المعيشة، وصولًا إلى الأديان والطوائف".

وأشار إلى أن الوكالة لعبت دورًا حاسمًا في الحرب الباردة، حيث ساهمت في تفكيك الاتحاد السوفيتي من خلال عملها في دول القوقاز، مثل قيرغيزستان وداغستان وأوزبكستان وأرمينيا، مستغلة العوامل السياسية والاجتماعية والدينية لتحقيق أهدافها.

أخبار ذات علاقة

لمواجهة قرارات ترامب.. 3 دول آسيوية تمضي نحو "اتفاقية تجارة حرة"

 

وأكد فودة أن الوكالة كانت تُعتبر في بعض الأحيان أكثر أهمية من وزارة الخارجية، حيث كانت تمتلك صلاحيات تتجاوزها، وكان تأثيرها يفوق تأثير السفارات الأمريكية.

وأضاف أن بعض الرؤساء الأمريكيين، مثل باراك أوباما وجورج بوش الأب، أولوا اهتمامًا مباشرًا بأنشطة الوكالة، ما يعكس حجم الدور الذي لعبته في تنفيذ السياسات الأمريكية على المستوى الدولي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات