وزير الخارجية الإيراني: مستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بعيدا عن التهديدات
أثار وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، موجة من الغضب داخل أوكرانيا، وسط تساؤلات حول من سيحكم البلاد بعد الرئيس المنتهية ولايته.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية في العام 2024، لكن الأحكام العرفية المفروضة منذ العام 2022 بسبب الحرب الروسية حالت دون ذلك، إذ يمنع الدستور الأوكراني إجراء انتخابات خلال فترات الطوارئ.
وأكد زيلينسكي استعداده لإجراء الانتخابات فور أن يسمح الوضع الأمني بذلك، لكنه شدد على أن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة حاليًا أمر مستحيل.
ورغم الدعوات الدولية لكييف بإجراء الانتخابات الرئاسية، إلا أن مرشحا المعارضة الرئيسيان، بيترو بوروشينكو ويوليا تيموشينكو، رفضا فكرة إجراء انتخابات في ظل الحرب.
وبدأت الدعوات الأمريكية، من السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي شدد خلال زيارته إلى كييف في العام 2023 على أهمية الانتخابات لتعزيز الديمقراطية في أوكرانيا، وأعقبتها دعوة وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، التي ناقشت مع المسؤولين الأوكرانيين موضوع الانتخابات كجزء من جهود الشفافية والإصلاحات.
ووسط تصاعد دعوات مسؤولين أمريكيين، يبقى التساؤل الأهم: هل حان وقت رحيل زيلينسكي؟ ومن هو المرشح لرئاسة أوكرانيا؟
وفي هذا السياق، أكد خبراء أن زيلينسكي يواجه ضغوطًا متزايدة من الغرب، خاصة بعد فشل محادثاته مع ترامب حول الاستثمار في المعادن النادرة، وإمكانية إنهاء الحرب مع روسيا.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن بدأت تدرك أن استمرار زيلينسكي في السلطة يعيق السلام، لذا تسعى إلى إزاحته عبر الانتخابات أو التنحي المباشر.
وأشار الخبراء إلى أن هناك الكثير من الأسماء المرشحة لخلافة زيلينكسي، أبرزها عمدة كييف فيتالي كليتشكو، والقائد العام السابق للجيش الأوكراني والسفير الحالي في لندن فاليري زالوجني، الذي يحظى بدعم أكبر من القوى الغربية، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وأكدوا أن زيلينسكي لم يعد يتمتع بشرعية قانونية، وفقًا للدستور الأوكراني؛ ما يجعله غير قادر على توقيع أي اتفاقية نهائية لإنهاء الحرب.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، يرى أن فشل المحادثات بين زيلينسكي وترامب بشأن صفقة المعادن النادرة في أوكرانيا، تسببت في سئم أمريكا من الرئيس الأوكراني وتصرفاته، إذ أدركت واشنطن أن الحرب لن تنتهي في ظل وجوده، ولا يمكن تحقيق السلام.
وأضاف بوش، لـ"إرم نيوز"، أن زيلينسكي شخص نرجسي يعشق السلطة، ويعي أن شعبيته تراجعت إلى الحد الأدنى، لذلك بدأ الأمريكيون بمطالبته بالتنحي عن الحكم، أو على الأقل إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، قد يخسرها.
وحول من سيخلف زيلينسكي؟ ومن هو المرشح الذي يمكنه النجاح في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية؟ أجاب بوش بأن هناك شخصين مرشحين بقوة لخلافة زيلينسكي، هما عمدة كييف فيتالي كليتشكو، والقائد العام السابق للجيش الأوكراني والسفير الحالي في لندن فاليري زالوجني.
وأكد أن هذين الشخصين هما الأبرز حاليًا لخلافة زيلينسكي، كما أنهما مفضلان لدى الغرب، لكن الدول الغربية، لا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تفضل زالوجني؛ نظرًا لتوافقه مع سياساتها، وربما يلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهدافها.
وأكد بوش أن الولايات المتحدة لا تهتم كثيرًا بالشخص الذي سيخلف زيلينسكي بقدر اهتمامها بإزاحته؛ ما قد يفتح المجال للسلام والتفاوض مع موسكو لإنهاء الحرب، إضافة إلى الاستثمارات التي تحدث عنها ترامب، والتي تهدف فعليًا إلى استعادة أكثر من 350 مليار دولار للولايات المتحدة.
وخلص بوش إلى أن القائد العام السابق للجيش الأوكراني، والسفير الحالي في لندن، فاليري زالوجني، هو الأوفر حظًا والأكثر دعمًا من الغرب في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية الأوكرانية، في حين أن عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، المعروف بكونه بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، لا يتمتع بخبرة سياسية كافية؛ ما يقلل من فرص فوزه مقارنة بزالوجني.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن زيلينسكي وضع نفسه في مأزق كبير بعد المشادة التي حدثت في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب وفريقه، وقد يضطر للعودة إلى واشنطن للاعتذار والتنازل عن السلطة، إلا أن هناك عقبات قانونية كثيرة.
وأضاف الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن زيلينسكي قد يشارك في المفاوضات، لكن توقيعه لن يكون له أي شرعية قانونية، لافتًا إلى أنه في حال تم التوصل إلى صفقة بين روسيا وأمريكا، ووقّعت أوكرانيا عليها، فإن توقيع زيلينسكي لن يكون معترفًا به؛ نظرًا لأنه لم يعد الرئيس الشرعي وفقًا للدستور الأوكراني.
وتابع: "يمكن لأي رئيس يخلف زيلينسكي رفض هذه الاتفاقية؛ لأنها ستكون غير دستورية، ووفقًا للدستور الأوكراني الحالي، فإن الرئيس الشرعي هو رئيس البرلمان الأوكراني".
وأكد الأفندي أن مستقبل زيلينسكي شارف على الانتهاء، وأن المرشح الأوفر حظًا لخلافته هو القائد العام السابق للجيش الأوكراني والسفير الحالي في لندن، فاليري زالوجني، خاصة أنه رفض التجنيد الإلزامي وتخفيض سن التجنيد، وقدم استقالته اعتراضًا على ذلك.
ولفت إلى أن سحب الشرعية من زيلينسكي من قبل الولايات المتحدة كان متوقعًا، ما يعني أنه لن يكون قادرًا على توقيع أي اتفاقية مع واشنطن، وبالتالي، فإن زالوجني هو الأوفر حظًا بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، في حال ترشحه؛ ما سيسهّل مهمة ترامب في تحقيق السلام.
