خبراء يكشفون الموعد المرتقب لإعلان نتنياهو قبول "الصفقة"

أكد خبراء ومختصون سياسيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر عطلة الكنيست المرتقبة، لإعلان قبوله بصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.

ورأى الخبراء بأن ذلك الإجراء يحول دون انهيار ائتلافه الحكومي.

ومن المقرر أن يبدأ الكنيست إجازته الصيفية في الـ 28 من الشهر الجاري، والتي تستمر 3 أشهر متواصلة، فيما يصعّد شركاء نتنياهو اليمينيون تهديداتهم بشأن الانسحاب من الحكومة في حال إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس بغزة.

فرصة نتنياهو

ويمتلك ائتلاف نتنياهو 64 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي، 14 منهم يتحكم بهما الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذان أكدا قرارهما بالانسحاب من الائتلاف حال توقيع اتفاق تهدئة مع حماس، وهو ما سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو.

ويضمن خروج الكنيست في عطلته الصيفية لنتنياهو عدم إسقاط حكومته حتى نوفمبر/تشرين أول المقبل، كما سيؤدي إلى التقليل من أهمية معارضة الأحزاب اليمينية لقراراته المتعلقة بالحرب والهدنة في قطاع غزة.

وخلال عطلة الكنيست لا يمكن عقد جلسة طارئة إلا بطلب من الحكومة التي يترأسها نتنياهو، أو بموافقة خطية من 25 عضوًا، وهو العدد الذي لا يمتلكه معارضو اتفاق التهدئة من أعضاء الائتلاف الحكومي.

ووفق التقديرات، فإن "التعنت الذي يظهره نتنياهو تجاه صفقة التبادل مع حماس يأتي لضمان دخول الكنيست في عطلته الصيفية، ثم الإعلان عن قبوله بالصفقة، بما يمنحه فرصة لمعالجة القضايا الخلافية مع شركائه اليمينيين".

ويحتاج نتنياهو لهذه المدة من أجل تهدئة الشارع الإسرائيلي الذي سيثير غضبه مشاهد عودة العشرات من الرهائن والمحتجزين القتلى من غزة في توابيت، مقابل الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

قرارات حاسمة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "نتنياهو ينتظر عطلة الكنيست للتخلص من تهديدات الوزيرين بن غفير وسموتريتش، والتهرب من الخلافات العميقة داخل حزبه الليكود"، مبينًا أن نتنياهو سيحصل على مزيد من الحرية خلال الفترة المقبلة.

وقال جعارة، لـ"إرم نيوز"، إنه "وخلال هذه الفترة بإمكان نتنياهو اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التهدئة مع حماس بغزة دون الخوف من انهيار ائتلافه الحكومي"، مبينًا أن أي حراك لذلك يحتاج إلى أشهر من أجل نجاحه وهي فرصة كافية لنتنياهو لترتيب أوراقه.

وأوضح أن "عطلة الكنيست والضغط الذي سيزيد على نتنياهو من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سيكونان عاملين رئيسين لقبوله بصفقة تبادل أسرى مع حماس"، لافتًا إلى أن نتنياهو يحاول بالوقت الحالي كسب مزيد من الوقت حتى مطلع الشهر المقبل.

وأشار إلى أنه "بالرغم من كون الظروف المقبلة مواتية، إلا أن المستقبل السياسي لنتنياهو سيتضرر وسيخسر الكثير من الأصوات في أي انتخابات مقبلة للكنيست لصالح منافسه بيني غانتس زعيم معسكر الدولة".

وبين أن "لقاء نتنياهو بالرئيس الأمريكي يمثل النقطة الحاسمة في صفقة تبادل الأسرى، وستؤدي إلى تحول كبير في مسار مفاوضات التهدئة برعاية الوسطاء".

وتابع يقول: "بتقديري بايدن سيلقن نتنياهو درسًا صعبًا قبل مغادرته البيت الأبيض".

مرونة بالمفاوضات

ويرى المحلل السياسي، علي السرطاوي، أنه "مع دخول الكنيست في إجازته الصيفية سيبدي نتنياهو مرونة أكبر من أجل التوصل لصفقة تبادل مع حركة حماس، خاصة مع ضمان استمراره في الحكم وعدم انهيار ائتلافه الحكومي".

  وقال السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "عطلة الكنيست ستكون الفرصة العظيمة لنتنياهو من أجل ترتيب أوراقه السياسية، وإنهاء الخلافات العميقة مع شركائه اليمينيين بشأن الحرب في غزة وصفقة تبادل الأسرى مع حماس".

وأضاف: "بتقديري نتنياهو سينجح خلال هذه المدة بإقناع شركائه في الائتلاف الحكومي بالعدول عن أي قرار يمكن أن يؤدي لانهيار حكومته، كما أنه سينجح في إنهاء الخلافات داخل حزب الليكود وتحديدًا مع وزير الدفاع يوآف غالانت".

وأشار إلى أن "نتنياهو سيقبل باتفاق مرحلي للتهدئة مع حماس يضمن بمرحلته الأولى الإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين بغزة، ويمكن الجيش الإسرائيلي من استئناف القتال في أي لحظة"، مرجحًا أن تكون حماس وإسرائيل في طريقهما لإبرام مثل هذا الاتفاق.