"نيويورك تايمز" عن مسؤول: الخلافات متجذرة بين حماس وإسرائيل
في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى قمة ميونخ للأمن التي ستشهد أول لقاء رسمي بين الإدارة الأمريكية الجديدة، يمثلها نائب الرئيس جي دي فانس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع المقبل، يعود الحديث بواشنطن مجددًا عن وعود دونالد ترامب بإنهاء هذه الحرب مرة أخرى، إلى الواجهة، بعد إفصاحه شخصيا عن سلسلة اتصالات تمت بينه وبين نظيره الروسي، ولكن من غير تقديم أي تفاصيل تتعلق بزمن وفحوى هذه الاتصالات.
ترامب، في مقابل ذلك، أعاد مجددًا التأكيد أن هذه الحرب يجب أن تتوقف، مشددًا على أنه لو كان رئيسا في السنوات الماضية ما كان لهذه الحرب أن تحدث، وهو تصريح قديم جديد لترامب، في كل مناسبة يتحدث فيها عن الحرب الروسية الأوكرانية.
ولم يُشرِ الرئيس الأمريكي، وهو يفصح عن اتصالاته بنظيره الروسي، إلى زمن هذه الاتصالات الهاتفية، إن كانت خلال فترة المرحلة الانتقالية مباشرة بعد انتخابه في الخامس من نوفمبر الماضي أو في فترة الأسابيع الثلاثة الأولى له في البيت الأبيض، ليس ذلك فقط، لكنه لم يشر كذلك إلى أي محتوى يرتبط بالمحادثات التي تمت بين الرئيسين لكنه اكتفى بالقول: إنه يعتقد أن بلاده تحقق تقدمًا في محادثاتها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي تقاليد البيت الأبيض عادة، يقدم مسؤولوه بيانات كاملة عن اتصالات ومحادثات الرئيس مع نظرائه الأجانب حتى يكون الرأي العام مطّلعًا على هذه الاتصالات لذلك جاء إعلان الرئيس ترامب عن هذه الاتصالات في صورة مفاجئة.
وقبل تأكيدات ترامب لمراسلي البيت الأبيض على متن الطائرة الرئاسية لحضور مباراة كرة القدم النهائية في مدينة نيو أورلينز، قال إنه يفضل ألّا يقول شيئا عن عدد المرات التي تحدث فيها مع الرئيس الروسي بشأن أوكرانيا، مضيفا أن بوتين لايرغب في سقوط المزيد من القتلى.
ترامب أكد بالمناسبة أنه سيلتقي بالرئيس الأوكراني قريبا في البيت الأبيض لمناقشة سبل إنهاء الحرب.
وقبل ذلك، كان ترامب قد كشف لصحيفة "نيويورك بوست" عن اتصالات حدثت بينه وبين نظيره الروسي بوتين، في وقت لم يقدم فيه البيت الأبيض أي توضيحات عن هذه الاتصالات، وكذلك الجانب الروسي لم يقدم أي توضيحات حتى الآن على الأقل. واكتفى مسؤولو الكرملين بالقول من جانبهم إن هناك اتصالات تجرى على مستويات مختلفة ومن ثم لايستطيعون تأكيد أو نفي هذه الأخبار.
وأوضح ترامب أنه لطالما كانت له علاقات جيدة مع بوتين، وأن لديه خطة ملموسة لإنهاء الحرب، وأنه يأمل أن يتحقق ذلك سريعًا؛ "لأن الناس يموتون كل يوم.. هذه الحرب سيئة للغاية في أوكرانيا"، مشددا على أنه يريد إنهاء هذا الشيء اللعين.
ويقول مسؤولون في البيت الأبيض لـ"إرم نيوز" توضيحًا لهذه المسألة، إن هناك جهودًا تُجرى مع الأطراف المعنية لرسم معالم اتفاق في الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأن هناك مساعي لأجل بناء أرضية محادثات جادة وعميقة تساعد على إطلاق عملية سياسية في هذا الاتجاه.
المسؤولون يوضحون أن اللقاء المرتقب بين فانس وزيلينسكي سيكون هو اللقاء الأعلى مستوى، والأول من نوعه بين الإدارة الجديدة، منذ استلامها الرئاسة رسميا وهو لقاء من شأنه أن يسمح للطرفين إيضاح وجهات نظرهما بصورة أفضل، عن كيفية إنهاء هذه الحرب.
وقال الرئيس الأوكراني إن بلاده على استعداد لمحادثات، إذا كان هناك دعم أمريكي وأوروبي لجهودها ومطالبها؛ فهي على استعداد للسعي؛ لأجل التوصل إلى إنهاء هذه الحرب، بما يضمن للأوكرانيين، وحدة تراب بلادهم وحريتهم واستقلالهم وأمنهم بالدرجة الأولى.
زيلينسكي وهو يقدم وجهة نظره بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب في بلاده يقول: "يجب ألّا يقتصر الهدف على إيقاف الحرب فقط. ولكن يجب أن يعمل أيضا على منع تكرار أي اعتداء روسي آخر محتمل، ضد أوكرانيا، مشيرًا إلى المحادثات والاتفاقات التي كانت سبقت الحرب الأخيرة التي لم تكن كافية لمنع وقوع حرب جديدة في فبراير عام 2022.
وقال الرئيس الأوكراني مخاطبا ترامب إنه مطالب بالتحرك إلى هدف يتجاوز إيقاف الحرب الحالية، لكن ذلك يجب أن يكون مشروطًا بعدم تكرار ما حدث في السنوات الماضية، مشددًا على أن ذلك هو الانتصار الحقيقي في الحرب الحالية.
أما عن مباشرة المحادثات مع موسكو، فإن زيلينسكي يربط ذلك بضرورة توفر الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا حتى تدخل هذه المفاوضات، مؤكدًا أن توفير الضمانات الأمنية هو الشرط الأساس لإنهاء الحرب الساخنة الحالية. وذكر أن كييف تقف في الجانب نفسه عندما يتعلق الأمر برؤية الحرب الحالية التي يقف عندها الشركاء الأوروبيون والأمريكيون.
ويقول مقربون من إدارة الرئيس ترامب إن خطة هذه الإدارة لإنهاء الحرب الحالية في أوكرانيا تقوم على فكرة إنهاء القتال بشكل فوري، وتجميد الأوضاع على ما هي عليه على الأرض في مرحلة أولى، دون الكشف عن تفاصيل تتعلق بمصير ومستقبل الأراضي الأوكرانية التي هي تحت سيطرة القوات الروسية في الوقت الحاضر.
الخطة التي يتوقع أن يعلن عنها المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ خلال مؤتمر الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية في الفترة الممتدة بين 14 و16 فبراير الحالي، تُقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا تلتزم من خلالها روسيا بعدم شن هجمات جديدة على أراضيها، وتتضمن أيضًا الدعوة إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أوكرانيا.
ومع انتهاء ولاية الرئيس الأوكراني الحالي، لم تسمح ظروف الحرب لحكومته بإجراء انتخابات في الظروف الحالية، كما أنه يتخوف من أن رفع حالة الطوارئ من شأنه أن يعرض المكاسب التي حققتها قوات بلاده للخطر.
وأوضح المسؤولون، أن المبعوث الأمريكي وبعد الكشف عن ملامح خطته خلال مؤتمر ميونيخ، من المنتظر أن يقوم بأول زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وكذلك عواصم أوروبية لشرح خطة إدارة ترامب للحلفاء الأوروبيين.
وفي مناسبات سابقة، أعلن ترامب أن واشنطن قدمت مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا أكثر مما فعلت مع شركائها الأوروبيين، مشيرًا إلى أنه يتطلع لعقد صفقة مع أوكرانيا، حيث تؤمن من خلالها الولايات المتحدة حقها في الوصول إلى العناصر الأرضية النادرة وأشياء أخرى.
وقال ترامب وهو يتحدث في هذا السياق، إنه تلقى وعدا من الحكومة الأوكرانية لإتمام صفقة تعطي الولايات المتحدة، إمكانية الوصول إلى العناصر الحيوية للاقتصاد الحديث الذي يعتمد في الأساس على التكنولوجيا الحديثة.
