ما الذي أخفاه منفذ محاولة اغتيال ترامب؟

تُثار شكوك حول معرفة دوافع منفذ محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب إثر القضاء عليه، فيما تُطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان مدفوعاً من جهات أم أنه أقدم على فعلته لتصحيح أوضاع سياسية واجتماعية معينة.

توماس ماثيو كروكس، المنتمي للجمهوريين، والذي خرج في مقطع فيديو، يتحدث فيه عن كراهيته لترامب وللحزب، قد يكون، بحسب محللين ومتابعين تحدثوا لـ"إرم نيوز"، نفذ العملية "لكونه محملًا برفض سياسات الحزب في الفترة الحالية، وامتعاضه من ترشيح ترامب المدان بـ35 تهمة، لذا قرر تصحيح الوضع بالسلاح، أو ربما كان ساعياً للشهرة".

أحداث الكابيتول 

ولم يبدِ عضو اللجنة الاستشارية للحزب الجمهوري الأمريكي الدكتور أحمد صوان، أي استغراب من كون المتهم بمحاولة اغتيال ترامب، ينتمي إلى الجمهوريين، وفي الوقت ذاته يكره الحزب ومرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال صوان: "هناك عدد كبير من الأعضاء في الحزب، باتوا معارضين لسياسات سار عليها الجمهوريون في الفترة الماضية، واستكملت بترشيح ترامب في ظل انتقاد قطاع كبير لذلك، لكونه مدانًا بـ35 تهمة".

وأوضح صوان أن "عددًا كبيرًا من أعضاء الحزب، مستاؤون من ترشيح شخص تسبب منذ سنوات قليلة في أعمال عنف"، في إشارة لأحداث الكابيتول، و"يرون أنه لا يمثل مبادئ الحزب وسياساته المقتنعين بها".

وتابع: "هناك جمهوريون كثر يرفضون أن يتصدر واجهة الحزب مرشح مثل ترامب، مثلما هناك تمامًا أعضاء بالحزب الديمقراطي، يريدون مرشحًا آخر غير بايدن".

الاغتيال السياسي

وعن صياغة اعتراض شخص ينتمي إلى الجمهوريين على سياسة الحزب ومرشحه بالانتخابات من خلال العنف والذهاب إلى محاولة قتل باستخدام السلاح، قال صوان أن "الحزب الجمهوري بداخله الكثيرون من المتعصبين الذين هم في حالة اقتناع بأن التوجه إلى الطريق الصحيح على حد تفكيرهم داخل الحزب، يجب أن يكون باستخدام السلاح المتاح بشكل كبير، وذلك كله يحدث تحت عنوان عريض، وهو أن أمريكا تعيش الآن حالة فوضوية ومتجهة على نحو سيئ لأحداث تتعلق باضطرابات".

واستكمل صوان: "يجب أن نضع في الاعتبار أن كثيرًا من مثل هذه الحوادث تتم بدوافع من أشخاص يرون أنهم مهمشون في المجتمع، في ظل معاناتهم من ارتباك أو توتر في محيط حياتهم، ويتزامن ذلك مع وجود رغبات للشهرة، وهذا تكرر كثيرًا في حوادث الاغتيال السياسي ليس في أمريكا فقط، ولكن حول العالم، وفي حقب وأزمنة مختلفة".

ومن جانبه، قال الباحث في الشؤون الدولية رضوان قاسم، إن "الحديث عن الدوافع بشكل واضح، يكون مع انتهاء التحقيقات الخاصة بالواقعة، وحتى لو كان المنفذ من الجمهوريين، فهذا لا يمنع إقباله على عملية من هذا النوع، وسط احتمالات عدة منها أن تكون على سبيل المثال عملية مدفوعة الأجر".

وأضاف: "من الممكن أنه كان موعودًا بالمال أو أشياء أخرى، وذلك لا يمنع أن يكون مندسًا داخل الحزب أو تمت السيطرة عليه"، مرجعًا ذلك إلى ما خرجت به بعض الصحف، بالحديث عن أن "المنفذ" كان يسدد أموالًا على شكل تبرعات للحزب الديمقراطي، وهذا يعني أن هذا الشاب المنتمي للجمهوريين قد تكون رغبته أو سياسته، باتوا في عالم آخر.

ويعتقد قاسم أن "أي تحقيق سيخرج دون حمل اتهامات للديمقراطيين، سيشكك فيه ترامب والجمهوريون، وسيعتبرونه تغيرًا للحقائق بهدف إبعاد الشبهة عن منافسه الرئيس بايدن، وسيذهب ترامب كثيرًا إلى التشكيك في سير التحقيقات ونتائجها وما يتعلق بالدوافع الخاصة بإقدام الشاب على ذلك".

وأسند قاسم الدوافع التي جعلت "المنفذ" يسير في هذه العملية إلى عدة أمور كلها تحت رغبة الكثيرين في الداخل والخارج بعدم تولي ترامب فاتحًا "القوس" الذي يضم كثيرين دون حصر، منهم الديمقراطيون، والمثليون، ودول أوروبية ليس من مصلحتها وصول ترامب إلى السلطة، والمهاجرون، وصولًا إلى الإيرانيين وآخرين لهم مصلحة في ذلك، حيث لا نستطيع الحسم بالخلفية الواقفة وراء هذه المحاولة.

تعدد الدوافع

بينما يشدد المحلل السياسي ياسر روزي، على "تخبط المشهد المرتبط بالانتخابات الأمريكية وما يحيطها من احتقان يحمل درجات متصاعدة من العنف السياسي، يفتح كافة الاحتمالات لما وراء منفذ محاولة الاغتيال".

وشكك روزي بـ"طريقة إبطال خطورة الفاعل عبر التخلص منه، على الرغم من أن الجهات الأمنية المعنية بمثل هذا الحدث، والتي تعتبر الأقوى والأكثر احترافية في العالم بالتعامل مع هذا النوع من المواقف، وتمتلك قدرات تجعلها تبقى عليه، إذا كانت تريد ذلك".

وأردف: "ليس معلومًا أي أبعاد خاصة بالتخلص من الفاعل، والدخول في ما وراء الحدث، وسط تعدد الدوافع إن كانت تخص المنفذ فقط أم وراءه جهة، سواء داخلية أو خارجية".