ما "السبب الحقيقي" لمناورات الصين في بيلاروسيا؟

تساءلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن السبب الحقيقي الذي يدفع الصين لإجراء مناورات عسكرية في بيلاروسيا، التي تلعب دوراً حيويًّا في الحرب الروسية الأوكرانية.

وبحسب الصحيفة، بدأ الجيش الصيني مناورات مشتركة في بيلاروسيا تجرى على مدى 11 يومًا في مدينة بريست القريبة من الحدود مع بولندا، الدولة التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتأتي التدريبات العسكرية المشتركة التي يجريها اثنان من أهم حلفاء روسيا بعد أن أصبحت بيلاروسيا العضو العاشر في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين خلال اجتماعها الرابع والعشرين لرؤساء المجلس في أستانا، كازاخستان.

المرة الأولى منذ ست سنوات التي ترسل فيها الصين أفرادًا عسكريين إلى بيلاروسيا

"إندبندنت"

وقالت حكومة بيلاروسيا، "إن التدريبات ستسمح بوضع الأساس لمزيد من تطوير العلاقات البيلاروسية الصينية في مجال التدريب المشترك".

ومن جهتها قالت الصين إنها "تدريبات على مكافحة الإرهاب"، مشيرة إلى أنها تجري وفق "خطة سنوية".

وذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى منذ ست سنوات التي ترسل فيها الصين أفرادًا عسكريين إلى بيلاروسيا لإجراء مثل هذه التدريبات، حيث جرت آخر تدريبات ثنائية مشتركة في الصين.

وشارك البلدان أيضًا في مناورات فوستوك الروسية المتعددة الأطراف في أغسطس آب 2022.

وفي أغسطس آب الماضي، اتفقت الصين وبيلاروسيا على إجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة بعد اجتماع بين وزير الدفاع الصيني آنذاك لي شانغ فو، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك.

وأظهرت الصور التي نشرتها وزارة الدفاع البيلاروسية وصول قوات جيش التحرير الشعبي الصيني إلى بيلاروسيا على متن طائرة نقل استراتيجية صينية من طراز Y-20.

ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة بريست تقع على بعد أقل من 5 كيلومترات، من الحدود مع بولندا، وهي دولة عضو في كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وحليف مهم لأوكرانيا منذ الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير شباط 2022، وتقع بريست أيضًا على بعد 50 كيلومترًا فقط من أوكرانيا نفسها.

وقال مارتن سيبينا، المحاضر في جامعة هونغ كونغ والمتخصص في العلاقات الصينية الأوروبية، "إن توقيت التدريبات وموقعها يعني أنه من المرجح أن يُنظر إليها على أنها إشارة أخرى إلى الدعم الصيني لروسيا وحلفائها في أوروبا".

وعلى الرغم من تحذير الناتو والولايات المتحدة للصين من العواقب الوخيمة لتقديمها المساعدة العسكرية لروسيا، عبرت الصحيفة عن خشيتها من أن تكون التدريبات المشتركة مع بيلاروسيا إحدى الطرق الخفية لتقديم المساعدة لموسكو من خلال بيلاروسيا.