عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
العالم

باحثة أمريكية: الاغتيالات الإسرائيلية "محاولة يائسة محفوفة بالمخاطر"

باحثة أمريكية: الاغتيالات الإسرائيلية "محاولة يائسة محفوفة بالمخاطر"
الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزةالمصدر: (أ ف ب)
05 أغسطس 2024، 4:48 م

حذرت باحثة أمريكية من أن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل "محفوفة بالمخاطر ومحاولة يائسة لاستعادة الردع"، مشيرة إلى أن "السلام الدائم مع الفلسطينيين هو وحده القادر على جلب الأمن الحقيقي".

وتساءلت داليا داسا كاي، الباحثة في مركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا، في مقال بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية عن الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى التصعيد بهذه الطريقة المحفوفة بالمخاطر.

وأشارت إلى أنه من المؤكد أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة بما فيها اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية ليست غير مسبوقة في حد ذاتها، حيث تمتلك إسرائيل سجلاً طويلاً في اغتيال القادة الفلسطينيين، وقتلت المئات من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا. 

وشددت الباحثة الأمريكية على أن إسرائيل أظهرت منذ فترة طويلة قدرات استخباراتية تسمح لها بالتوغل في عمق إيران فيما لم تؤدِ جولات التصعيد السابقة خلال الأشهر العشرة الماضية إلى حرب إقليمية شاملة.

وفي المقابل، حذرت الكاتبة من أن خفض التصعيد والاحتواء في النهاية ليسا مضمونين بالمطلق، مشيرة إلى أن الحسابات العقلانية لأي دولة وضبط النفس يمكن أن تطغى عليها فجأة الأحداث التي تقع على الأرض، ما يؤدي إلى حدوث حسابات خاطئة أو حتى قرارات استراتيجية متعمدة لإثارة صراع أوسع نطاقاً.

واعتبرت أنه، ومما لا شك فيه أن قادة إسرائيل يدركون أن الاغتيالات المتتالية لشكر وهنية، وحقيقة أن أساليب القتل أدت إلى تعظيم إذلال إيران من المرجح أن تدفع طهران، وربما الجماعات المسلحة الأخرى التي تدعمها إلى الانتقام.

وتميل روايات الاغتيالات التي وقعت الأسبوع الماضي في وسائل الإعلام الغربية إلى تسليط الضوء على قدرات إسرائيل على شن هجمات عسكرية وتقنية متطورة في عمق أراضي العدو.

عامل الخوف 

ورأت الباحثة أن من الأهمية بمكان أن ندرك مدى التغير الذي طرأ على الحالة النفسية لإسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر حيث أصبحت إسرائيل تعتقد أنها تستطيع ضرب إيران وحلفاءها دون عواقب تقريبًا ودون تعريض الدعم الذي تتمتع به من الولايات المتحدة للخطر، لكن هذه "الثقة" تحولت بحسب الكاتبة بين عشية وضحاها إلى شعور عميق بالضعف.

وتابعت: "قلب هجوم حماس العديد من معتقدات إسرائيل السابقة حول قوتها، وحطم أبسط الافتراضات الإسرائيلية أن تفوقهم العسكري والتكنولوجي قادر على ردع خصومهم، وأنهم قادرون على العيش بأمان خلف الجدران والحدود المحصنة. ورأت الباحثة أن الكثيرين في المؤسسة الأمنية يدركون أن "إسرائيل ليست بهذه القوة"، حيث إن العديد من الإسرائيليين الذين يدرسون أو يعملون في مجال الأمن القومي غاضبون من حكومتهم بسبب إخفاقاتها الأمنية الهائلة في السابع من أكتوبر. 

ورأت الكاتبة أن هذا القلق والغضب يعكسان تحديات داخلية ملموسة للأمن القومي الإسرائيلي.

كذبة إبريل 

واعتبرت الكاتبة أن تأثير الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان على إسرائيل لا يحظى بالتقدير خارج البلاد ومن الواضح أن إسرائيل أخطأت في حساباتها عندما استهدفت أفراداً من الحرس الثوري الإسلامي في منشأة في دمشق اعتبرها الإيرانيون موقعاً دبلوماسياً. 

وأردفت "لم تتوقع إسرائيل مثل هذا الرد غير المسبوق والضخم والمباشر الذي يشمل مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل، وعلى الرغم من إعجاب الإسرائيليين بالدفاع المتطور والمنسق الذي قادته الولايات المتحدة والذي صد الهجوم، إلا أنه عزز أيضًا صورتهم التي تعتمد على الذات".

أخبار ذات علاقة

الجيش الاسرائيلي يؤكد مقتل جندي جثته محتجزة في غزة

وتابعت: "لكن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين لا يشعرون بالضرورة بالارتياح في الاعتماد على الردع عن طريق الإنكار - أي من خلال إقناع الخصوم بأن الهجمات لن تنجح".

في المقابل "يفضل مخططو الدفاع الإسرائيليون الردع بالعقاب، أي أن يظهروا للأعداء أن الهجمات ستؤدي إلى عواقب".

وأشارت الباحثة إلى أن العديد من المحللين الأمنيين الإسرائيليين يشعرون بالقلق إزاء تآكل مكانة إسرائيل الإقليمية ومن أن إيران وحلفاءها يكتسبون قوة، وأن إيران قد يتم تشجيعها بشكل أكبر على تسليح قدراتها النووية إذا اعتقدت طهران أنها غير قادرة بما فيه الكفاية على ردع إسرائيل من خلال الوسائل التقليدية".

ورأت الكاتبة أنه وبالنظر إلى التصور وواقع الضعف المتزايد وثقة الإسرائيليين في أنهم سيحتفظون بدعم الولايات المتحدة، فإن إسرائيل من المرجح أن تحافظ على موقف عدواني في المنطقة، حتى لو كان ذلك يزيد من خطر نشوب حرب إقليمية أوسع".

وشددت الكاتبة على أن قبول الجمهور الإسرائيلي للمخاطرة وشهيته للقيام بأعمال هجومية قد يكون أعلى أيضاً بعد السابع من أكتوبر. 

وخلصت الباحثة الأمريكية إلى أن العمليات "العسكرية التكتيكية المبهرة" التي تنفذها إسرائيل قد تعطي الوهم بالنصر، لكن السلام الدائم مع الفلسطينيين هو وحده القادر على جلب الأمن الحقيقي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC