انتهاء المباحثات الهاتفية بين ترامب وبوتين
أشارت تقارير إلى أن المستقبل السياسي لمارين لوبان، التي تطمح لقيادة فرنسا، بات مرهوناً بمسارات ونتائج قضية الفساد التي يتم التحقيق فيها حالياً.
وخضعت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبان، لجلسة استماع والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، وخلال المحاكمة حولت القضية من قضية فساد إلى قضية سياسية زاعمة أنها محملة بالتحيز ضدها.
وتواجه لوبان مع 24 متهمًا آخرين تهمًا تتعلق بـ "اختلاس الأموال العامة أو التستر أو المشاركة"، وذلك من خلال إدارة منظومة مركزية لاستغلال الأموال المخصصة لدفع رواتب مساعدي النواب الأوروبيين لتمويل موظفين يعملون فعلياً لصالح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
وكانت لوبان قد أعطت لمحة عن استراتيجيتها الدفاعية في 9 أكتوبر/تشرين الأول، عندما انتقدت بشدة الإجراءات القانونية، ووصفت التحقيق بأنه "مُحمل" بالتحيز، متهمة البرلمان الأوروبي بملاحقة حزبها، وحولت الدفاع إلى قضية سياسية.
وقال الباحث السياسي الفرنسي أوليفييه روزنبرج لـ"إرم نيوز" إن "هذه المحاكمة تحمل مخاطر كبيرة لزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، حيث تواجه احتمال السجن، وفرض غرامة مالية كبيرة، والأهم من ذلك، عقوبة عدم الأهلية السياسية".
وأشار إلى أن "مثل هذه العقوبة قد تعرقل بشكل كبير طموحاتها في الترشح للرئاسة في عام 2027".
وفي محكمة الجنايات بباريس، غادرت مارين لوبان المنصة بعد مواجهة استمرت عشرين دقيقة مع القضاة وممثل النيابة العامة، كمن يودع الجمهور بعد أداء مسرحي.
وبعد ذلك، توجهت بسرعة إلى مقعدها في الصف الأول من مقاعد المتهمين، وقامت نائبة "با دو كاليه" بتقديم نسختها الخاصة من قضية مساعدي البرلمان الوهميين لحزب التجمع الوطني، وهي القضية التي قد تهدد مستقبلها السياسي وتعرضها لعقوبة شديدة.
ومنذ البداية، تصر لوبان على أن التحقيق في هذه القضية كان "متحيزًا" ضدها وضد حزبها، وتصفه بأنه مبني على سلسلة من الافتراضات المسبقة من النيابة العامة و"سوء نية" واضح.
وأضافت: "إن كانت أفكار النيابة العامة مغروسة في أذهان المحكمة، فهذا أمر يزعجني"، محاوِلةً التأثير على القاضية بينيديكت دو بيرتوي.
وعاد الباحث السياسي الفرنسي قائلا"بأسلوبها القوي والحازم، سيطرت مارين لوبان بالفعل على قاعة المحكمة، مستعرضة ثقتها بنفسها، لتقدم لمحة عما سيأتي خلال أيام المحاكمة".
وخلال الاستجواب، تفادت لوبان الرد على الأسئلة المباشرة المتعلقة بدور مساعدتها البرلمانية كاثرين جريسيه، في حين تعتبر الاتهامات أن جريسيه كانت تعمل فعلياً كرئيسة مكتبها في الحزب وليس كمسؤولة برلمانية.
حاولت لوبان تبرير تصرفاتها بتوضيح السياق التاريخي الذي بدأت فيه عملها في البرلمان الأوروبي عندما كان نواب الجبهة الوطنية قلة "بدون كتلة برلمانية"، مما استدعى "تقاسم" الأعمال بين المساعدين البرلمانيين.
وأشارت لوبان إلى أن "النائب يعمل لصالح أفكاره، وهذه الأفكار يمثلها الحزب".
وأضافت أن عمل النواب يتم لصالح أحزابهم السياسية، مما يجعل من الطبيعي أن يعمل المساعدون لصالح الحزب.
لكن بعد ساعتين من الاستجواب، لم تنجح المحكمة في معالجة القضية الأساسية المتعلقة بعقد كاثرين غريسيه الذي استمر خمس سنوات، والذي تُتهم فيه بأنها كانت تعمل فعلياً كرئيسة مكتب للحزب بدلاً من كونها مساعدة برلمانية.
