ترامب لـ"إن بي سي نيوز": العالم كان "ينهب" الولايات المتحدة منذ أكثر من 40 سنة

logo
العالم

ضمانات السلام في أوكرانيا.. بين ثقة ترامب والتزام بوتين

ضمانات السلام في أوكرانيا.. بين ثقة ترامب والتزام بوتين
فلاديمير بوتين ودونالد ترامبالمصدر: رويترز
03 مارس 2025، 11:57 ص

في ظل الدعم الأمريكي المطلق لأوكرانيا خلال رئاسة جو بايدن، والتحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه موسكو مع صعود دونالد ترامب، تتوالى المفاجآت يومًا بعد يوم، خاصة من خلال تصريحات ترامب في اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبيين وردوده على أسئلة الصحفيين.

ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين، أطلق ترامب تصريحات جديدة خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ما قد يزيد من تعقيد الخلافات ويعرقل الجهود الغربية الرامية لاحتواء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

تايم: تحول في موقف الكونغرس الأمريكي بشأن أوكرانيا

وعند سؤاله: "ماذا ستفعل إذا لم يلتزم بوتين بشروط أي اتفاق سلام؟"، رد الرئيس الأمريكي قائلاً:

"أعتقد أن بوتين سيفي بوعوده. لقد تحدثت معه وأعرفه منذ فترة طويلة، ولا أعتقد أنه سينتهك أي اتفاق. عندما تُبرم الصفقة، أعتقد أنها ستصمد".

أثارت هذه التصريحات تساؤلات بين المراقبين حول مدى التزام روسيا باتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا برعاية أمريكية.

ويرى بعض الخبراء أن تصريحات ترامب تحمل إيحاءً بأن روسيا تحترم الاتفاقيات الدولية أكثر من الولايات المتحدة، التي يُقال إنها دفعت بالأزمة إلى هذا المستوى عبر دعمها العسكري والمالي لكييف.

تحليل الموقف الروسي – الأمريكي

يرى سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن القضية لا تتعلق فقط بثقة ترامب في بوتين، بل بالأبعاد الاستراتيجية لأي اتفاق مستقبلي بين القوتين العظميين.

وقال أيوب في تصريحات لموقع "إرم نيوز": "أي اتفاق سلام بين موسكو وكييف يجب أن يتضمن ضمانات واضحة؛ لأن روسيا لن تثق في اتفاقيات لا تحظى بضمانات أمريكية صريحة".

كما أشار إلى أن العلاقات الروسية – الأمريكية تشهد تحسُّنًا ملحوظًا، خصوصًا بعد اللقاء الأخير بين ترامب وزيلينسكي، والذي تخللته مشادة كلامية، مما كشف عن تراجع أهمية أوكرانيا بالنسبة لواشنطن، إذ لم تعد تراهن على كييف كحليف رئيسي.

أوروبا واستفزازات الناتو

وأوضح أيوب أن الصراع بين روسيا والغرب بدأ نتيجة استفزازات حلف الناتو ومحاولته ضم أوكرانيا، وهو ما أثار حفيظة موسكو ودفعها إلى اتخاذ إجراءات عسكرية.

وأضاف: "تصريحات ترامب حول ثقته في بوتين تعكس حقيقة أن روسيا تلتزم بالاتفاقيات الدولية، كما أن بوتين لديه نية حقيقية لإنهاء هذا الصراع".

وأشار إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن، فسيكون ذلك دليلًا على استعداد إدارة ترامب لإعادة تشكيل التحالفات الدولية بما يخدم مصالحها.

كما بيّن أن الصراع لم يكن في جوهره مواجهة مباشرة مع روسيا، بل كان نتيجة مصالح أوروبية استغلت الدعم الأمريكي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

وأكد أيوب أن موازين القوى تغيرت بشكل ملحوظ، إذ تفرض روسيا سيطرة ميدانية واسعة في أوكرانيا، ما يعزز موقفها التفاوضي ويدفع نحو إيجاد حل دبلوماسي يأخذ المخاوف الأمنية الروسية بعين الاعتبار.

وأشار إلى أن موقف إدارة ترامب الجديد يمثل انتصارًا دبلوماسيًّا لموسكو، ويُظهر أن روسيا لم تكن الطرف الذي سعى إلى هذه الحرب، بل كانت مستهدفة من قبل الغرب.

من جانبه، قال آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن تصريحات ترامب التي تؤكد على التزام بوتين بأي اتفاق سلام، تحمل في طياتها إشارة إلى تحميل روسيا مسؤولية الحرب، رغم أن الولايات المتحدة كانت الطرف الأكثر تورطًا فيها عبر دعم أوكرانيا بالأسلحة والتمويل.

وقال ملحم، في تصريح لـ"إرم نيوز": "الولايات المتحدة هي التي دفعت أوكرانيا إلى الصراع، وعليه؛ فإن أي اتفاق سلام يتطلب ضمانات من واشنطن قبل موسكو".

وأضاف أن روسيا وأوكرانيا دولتان جارتان تربطهما علاقات تاريخية، وأي زعزعة لاستقرار كييف ستنعكس مباشرة على موسكو.

كما أوضح أنه رغم التفوق العسكري الروسي في الحرب، إلا أن الاقتصاد الروسي يعاني من تحديات كبيرة، ما يجعل أي اتفاق سلام خيارًا عقلانيًّا لموسكو أيضًا.

هل تلتزم روسيا بالاتفاقات الدولية؟

وأشار ملحم إلى أن روسيا لديها سجل حافل بالالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ولم يسبق أن أخلّت بتعهداتها بشكل صريح، على عكس الولايات المتحدة التي انسحبت من اتفاقيات دولية عديدة، مثل الاتفاق النووي الإيراني ومعاهدة الصواريخ متوسطة المدى.

وختم حديثه بالقول: "تصريحات ترامب بشأن ضمانات السلام ليست دقيقة تمامًا؛ لأن موسكو تُعرف بأنها دولة مؤسسات تحترم القوانين الدولية، بينما واشنطن هي التي خالفت تعهداتها في مناسبات عديدة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات