الحوثيون يقولون إنهم سيصدرون بعد قليل بيانا بشأن تنفيذ عملية عسكرية في عمق إسرائيل

logo
العالم

من سليماني إلى "الضاحية".. كيف اخترقت إسرائيل وشركاؤها الحرس الثوري؟

من سليماني إلى "الضاحية".. كيف اخترقت إسرائيل وشركاؤها الحرس الثوري؟
عناصر من الحرس الثوري الإيرانيالمصدر: yandex
24 سبتمبر 2024، 6:23 ص

قال متخصصون في الشأن الإيراني، إن الاختراق الأمني الذي عملت عليه إسرائيل وشركاء لها من أجهزة استخباراتية في عواصم أوروبية، لهيئات ومؤسسات حكومية وعسكرية ومعلوماتية إيرانية عبر السيطرة على قيادات وعناصر بداخلها، له حضوره وفاعليته الواضحة منذ اغتيال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني في 2020، وتصاعد مع حوادث استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق، ومقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.

وأوضحوا في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أنه كان من الممكن التعامل مع دوائر "عمالة" بالداخل الإيراني قبل توسعها، ولكن نفوذ "الحرس الثوري" حال دون ذلك، في ظل ما يُوجه من اتهامات لقيادات وعناصر فيه، حول الاختراق الذي تمكنت منه تل أبيب وأصدقاؤها.

ويأتي ذلك في وقت يجري فيه "الحرس الثوري" الإيراني، تدقيقًا أمنيًّا لقيادته المتوسطة والرفيعة، ويحظر استخدام أجهزة الاتصالات التي يستخدمها "حزب الله" اللبناني.

وكانت "رويترز" نقلت مؤخرًا، عن مسؤولين أمنيين إيرانيين، أن الحرس الثوري أصدر أوامر لجميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أجهزة الاتصال بعد تفجيرات آلاف الأجهزة اللاسلكية في أيدي عناصر "حزب الله" ما بين "البيجر" والووكي توكي.

ويتزامن ذلك مع إعادة فحص تقني لكافة الأجهزة اللاسلكية ووسائل الاتصالات التي يملكها عناصر "الحرس الثوري"، وذلك للتأكد من عدم اختراقها أو تفخيخها كما حدث مع "حزب الله"، رغم أن أجهزة "الحرس الثوري"، إما أنها محلية الصنع، وإما مستوردة من الصين أو روسيا.

ووسط قلق طهران من وجود اختراق إسرائيلي يستخدم بالفعل قيادات بالحرس الثوري كعملاء في الداخل لصالح إسرائيل، يتم إجراء تحقيقات تستهدف القيادات المتوسطة والرفيعة بالحرس الثوري، وتشمل هذه التحقيقات، تدقيق عدة أمور منها الحسابات المصرفية لتلك القيادات في الداخل والخارج.

منعرج سليماني

ويقول الباحث الإستراتيجي والمختص في الشأن الإيراني عارف معتصم، إن هذه "الهواجس" تأخرت لما وصلت إليه الأجهزة الأمنية الإيرانية من حالة "تصلب في الشرايين"، في ظل اقتناع القيادات والمسؤولين بأن الأمن الداخلي والاستخباراتي الإيراني، في حالة تأمين دائم، ولكن ما جرى من اختراقات منذ مقتل قاسم سليماني وعدم التعامل معها، فتح نوافذ الاختراق على أكبر متسع.

ويبين معتصم في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل بمساعدة أجهزة دول أوروبية صديقة لها وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت تكوين "خلايا" جنَّدت عناصر وقيادات في أهم جهاز أمني ومعلوماتي وعسكري في إيران، وهو "فيلق القدس"، ورغم افتضاح الأمر إلى حد كبير، فإن القيادة الإيرانية لم تستطع اتخاذ أي إجراء مع هذا الاختراق، نظرًا لِما يتمتع به "فيلق القدس" من نفوذ هو الأكبر والأهم بالنظام الإيراني.

أخبار ذات علاقة

الحرس الثوري الإيراني يعلن اعتقال 12 عميلاً لإسرائيل

وذكر معتصم أن هناك صراعات أجنحة بين مؤسسات النظام هي التي دفعت بقيام مثل هذا النوع من التحقيق والعمل على الوصول إلى تصفية حسابات والتخلص من مراكز قوى، ولكن "الاختراقات" التي قامت بها إسرائيل ومعها عواصم أوروبية عبر بضع وسائل، لساسة وعناصر عسكرية من "الحرس الثوري"، من الصعب التوصل إليها؛ لأنها تحمل اندماج من اُسْتُمِيلُوا كـ"عملاء" من الداخل في مفاصل الدولة، وفي صدارة ذلك "الحرس الثوري".

اختراق قديم

ويؤكد المحلل السياسي طاهر نضال، أن الاختراق الأمني قائم داخل "الحرس الثوري" وليس بجديد، وهناك العديد من الحوادث خلال الأشهر الماضية توضح تفشي "العمالة" داخل الصفوف بين مسؤولين مهمين، وفق قوله.

ودلل نضال في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" على ذلك بحادث استهداف إسرائيل لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي كان يجمع وقتئذ اجتماعات لقيادات كبيرة في الحرس الثوري، ومن ثم حادث اغتيال الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، مرورًا بعدة حوادث توضح مدى الاختراق القائم على أن الجانب الإسرائيلي يمتلك "طاقمًا" من العملاء داخل الحرس الثوري الإيراني، وصولًا إلى اجتماع "الضاحية الجنوبية" مؤخرًا الذي كان يجمع قيادات من الحرس الثوري وعناصر حوثية مع قيادات عسكرية في "حزب الله"، بحسب تعبيره.

ويوضح نضال أن هذا التحرك يعكس وجود صراعات داخل "الحرس الثوري" وتدخلا من المرشد الأعلى الإيراني، في ظل ظهور هذا الاختراق بوضوح في الشارع الإيراني قبل قيادات "ولاية الفقية"، مشيرا إلى أن هذا الاختراق الأمني ليس بين قيادات الحرس الثوري فقط، ولكن أيضا على مستوى القيادات السياسية في النظام.

وتابع نضال أن أدلة الاختراق الأمني ترمي الكرة في ملعب هشاشة أجهزة معلومات واستخبارات عسكرية إيرانية، تفرض وجودها بشكل قوي على المرشد الإيراني ومحيطه، ولكن هذا الوجود بات مهتزا مع توالي الاختراقات الداخلية والخارجية أيضا.

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق باختراقات فقط بقدر وجود انتهاك وانقسامات داخل الأجهزة الأمنية بالداخل الايراني، مما جعل الكثيرين يتوقعون بأن الصراعات القائمة ووجود اختراقات من الخارج لهذه الأجهزة، ستجعلها تتساقط كـ"أوراق التوت" في أقرب وقت، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC