لوفيغارو: 4 سيناريوهات وراء هجوم كييف على "كورسك" الروسية

تحدثت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، عن 4 سيناريوهات محتملة وراء هجوم كييف على منطقة كورسك الروسية، معتبرة أن الهجوم الأوكراني يُعد خطوة تصعيدية كبيرة في الصراع.

وقال مصدر عسكري فرنسي، إنه "لأول مرة منذ العام 1941، تقوم دولة بغزو رسمي للأراضي الروسية"، مبينًا أنه، في الـ6 من آب/أغسطس الماضي، شنت القوات الأوكرانية، هجومًا بريًا في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

وأفادت تقارير بأن الأوكرانيين استولوا على عدة قرى، ويحتفظون بجزء من بلدة سودجا الصغيرة، الواقعة على بعد 10 كيلومترات من الحدود، حيث أعلن حاكم المنطقة حالة الطوارئ، وأمر بإجلاء آلاف السكان.

 

وذكرت الصحيفة أنه على عكس التوغل السابق من قبل قوات المتطوعين الروس الموالين لأوكرانيا في أواخر العام 2023، يشارك في هذا الهجوم الجيش النظامي الأوكراني بشكل مباشر.

وأشارت إلى أن المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية تمتد على مساحة تقدر بنحو 150 كيلومترًا مربعًا، موضحة أن التكهنات تتنوع حول أهداف كييف من عمليتها العسكرية ذات المخاطر العالية.

وبيّنت أن حجم الهجوم الأوكراني، أدى إلى جانب أسر جنود روس، إلى إثارة القلق في روسيا، ودفع البيت الأبيض إلى الرد بحذر، حيث يسعى للحصول على مزيد من الوضوح بشأن أهداف أوكرانيا.

"الألف جرح"

ويرجح بعض المحللين أن يكون السيناريو الأول، عبارة عن محاولة أوكرانيا تخفيف الضغط على جبهة خاركيف، حيث قامت القوات الروسية بتمديد دفاعات أوكرانيا عبر شن هجوم جديد في منطقة دونباس.

ولفتوا إلى أن ذلك من خلال إجبار روسيا على نقل أصولها الثقيلة من خاركيف إلى كورسك، موضحين أن أوكرانيا قد تستخدم إستراتيجية "الألف جرح" لتشتيت القوات الروسية، لكن هذا النهج يفترض أن أوكرانيا تتمتع بتوازن قوة مواتٍ، وهو ما لم يكن الحال منذ خريف 2023.

خطوة تحضيرية

فيما يشير السيناريو الثاني إلى أن العملية قد تكون خطوة تحضيرية لهجوم مضاد أوسع، ربما يهدف إلى استعادة الأراضي المفقودة في خاركيف، بحسب الصحيفة.

 

وأوضحت أن تحويل القوة الجوية والمدفعية الروسية إلى كورسك يمكن أن يضعف المواقع الروسية في أماكن أخرى، مما يخلق فرصة لأوكرانيا لشن هجوم مضاد كبير، إلا أن ذلك سيتطلب أن تمتلك أوكرانيا احتياطيات أكثر مما كان يُعتقد سابقًا.

عمليات جريئة

وفي سيناريو ثالث، قد يكون الهجوم خطوة إستراتيجية تهدف إلى إظهار قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات جريئة على الرغم من الوضع الصعب على الجبهات الأخرى، لا سيما في دونباس.

وسيلة ضغط

وأضافت الصحيفة أن السيناريو الأخير، يرجح أن تكون عملية أوكرانيا العسكرية الكبيرة، وسيلة للضغط في مفاوضات السلام المستقبلية، على الرغم من أن إمكانية الاحتفاظ بهذه الأراضي على المدى الطويل غير مؤكدة.

وتطرقت إلى مخاطرة كبيرة على كييف جراء عمليتها، نظرًا للموارد العسكرية الكبيرة المخصصة للهجوم، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والمركبات المدرعة، واحتمالية الرد الروسي من خلال القصف الجوي.

وأكدت الصحيفة أنه مع استمرار الهجوم، يبقى المراقبون في حالة تكهن حول أهداف أوكرانيا النهائية والرد الروسي المحتمل، مشيرة إلى الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد نجاح وتأثير هذه العملية الجريئة.