logo
العالم

"مراجعة بلا قطيعة".. خطة خاصة لتعامل السنغال مع الوجود الفرنسي

"مراجعة بلا قطيعة".. خطة خاصة لتعامل السنغال مع الوجود الفرنسي
الرئيس السنغالي مع الرئيس الفرنسي في باريسالمصدر: رويترز
17 يوليو 2024، 10:14 ص

أعلنت السنغال أنها ستراجع الحضور العسكري لفرنسا على أراضيها، نافية وجود قطيعة مفاجئة مع باريس.

وقرأ مراقبون هذه التصريحات على أنها محاولة من دكار لتجنب الصدام مع باريس، بخلاف ما حصل بين فرنسا ودول أفريقية أخرى مثل النيجر ومالي وبوركينافاسو.

وأعرب الرئيس السنغالي الجديد باسيرو فاي عن رغبته في بحث مسألة الوجود العسكري الفرنسي في بلاده "بهدوء" و"من دون قطيعة مفاجئة".

ولم يكشف فاي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتعهد بالانفصال عن "النظام القديم"، عن موعد محتمل لإغلاق القواعد الفرنسية في السنغال.

ويأتي ذلك بعد أشهر من حديث رئيس الوزراء السنغالي عن إمكانية إغلاق القواعد العسكرية التي تستضيف قوات فرنسية.

وردا على سؤال صحفي، قال فاي "لا أستطيع أن أخبركم متى سيتم ذلك؛ لأن التعديلات التي يجب أن تتم بين الدول يجب مناقشتها بهدوء تام وبود. لا أعتقد أننا بحاجة اليوم، مهما كان الشريك، إلى أن نتجه نحو قطيعة مفاجئة".

فاي يطرح برنامجا يتماشى مع الواقع الجديد.

عمر طليقة، محلل سياسي

وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية عمر طليقة على هذا الإعلان بالقول إنه "كان متوقعا بالنظر إلى أن فاي كان يطرح برنامجا يتماشى مع الواقع الجديد في أفريقيا، وهو واقع مناهض لوجود فرنسا، لكن المفاجئ هو الطريقة التي عبر من خلالها عن رغبته في مراجعة الحضور الفرنسي، وأنه لم يكن صداميا، وهذا مهم للغاية".

وتابع طليقة لـ "إرم نيوز" أن "فرنسا في مأزق، ومع ذلك حاول فاي قدر الإمكان تجنب القطيعة معها، وهذا يبدو أنه خيار مدروس بعناية، ذلك أن الرجل يريد قيادة بلاده إلى نهضة حقيقية لا يمكن الوصول إليها بافتعال أزمات كما فعلت دول أخرى، وموازنة العلاقات بعيدا عن الاصطفافات".

وشدد على أنه "يمكن أيضا إرجاع الهدوء الذي يريد فاي به مناقشة الحضور الفرنسي في بلاده إلى تعهدات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السابقة بمراجعة الوجود العسكري لبلاده في أفريقيا والسنغال تحديدا".

وتحتفظ فرنسا بعدة قواعد عسكرية في دكار، وبدأت في تقليص وجودها في عام 2023، على أن تبقي على نحو مئة جندي فقط في السنغال، مقارنة بـ 350 حاليا.

أرضية مشتركة للعمل دون صدام

جيروم بونيه، محلل سياسي

وبحسب المحلل السياسي الفرنسي جيروم بونيه، فإن "هذا الإعلان يكشف أنه عندما تغيب الدعاية الروسية القائمة على ادعاءات مثل استغلال فرنسا لثروات أفريقيا فإن باريس والدول الأفريقية تجد أرضية مشتركة يمكن العمل عليها بعيدا عن منطق الصدام والماضي الاستعماري".

وأوضح بونيه لـ "إرم نيوز" أن "الرئيس السنغالي يتصرف بحكمة من خلال تعهداته هذه خاصة أن فرنسا منفتحة على تخفيض حضورها العسكري في بلاده كما في دول أخرى".

وأشار إلى أن القوات الفرنسية لم تأت إلى أفريقيا من تلقاء نفسها بل جاءت بموجب اتفاقيات وبمهام محددة للغاية وهي مكافحة الجماعات الإرهابية التي تروع المدنيين وتغذي الفوضى في القارة".

أخبار ذات علاقة

رئيس وزراء السنغال يلوح بإغلاق القواعد العسكرية الفرنسية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC