logo
العالم

هل تستعيد فرنسا نفوذها في أفريقيا من بوابة كوت ديفوار؟

هل تستعيد فرنسا نفوذها في أفريقيا من بوابة كوت ديفوار؟
جنود فرنسيون في العاصمة أبيدجانالمصدر: أ ف ب
14 مارس 2025، 7:37 م

أثارت تدريبات عسكرية مشتركة أجرتها فرنسا مع كوت ديفوار تساؤلات حول دلالات ذلك وما إذا كانت باريس تسعى لاستعادة نفوذها المفقود في إفريقيا من بوابة أبيدجان.

وبحسب وزارة الدفاع الإيفوارية، فإن هذه التدريبات التي أُجريت في منطقة سان بيدرو جنوب غرب البلاد تهدف إلى "تحسين الجاهزية القتالية للقوات المسلحة عبر محاكاة سيناريوهات واقعية تشمل عمليات إنزال برمائي، وهجمات مضادة، وتأمين المناطق الساحلية الإستراتيجية".

كما تهدف هذه التدريبات إلى "مواجهة التهديدات غير التقليدية من خلال سرعة انتشار العناصر" وهي تدريبات تأتي في أعقاب انسحاب هادئ لفرنسا من كوت ديفوار، فيما احتفظت باريس بقاعدة رئيسة لها في هذا البلد تستخدمها لمواجهة المسلحين في غرب إفريقيا.

أخبار ذات علاقة

ساحل العاج.. تحول إستراتيجي في التعاون العسكري مع فرنسا

حفاظ على المصالح

وتأتي هذه التطورات في وقت تضطر فيه فرنسا لسحب قواتها من دول مثل السنغال وتشاد، وذلك بعد انسحابات متتالية من بوركينا فاسو والنيجر ومالي وهي دول شهدت انقلابات عسكرية.

وقالت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، إن: "ساحل العاج غنية بالثروات، وبالتالي فإن مصالح فرنسا في هذا البلد الغني بالثروات بعد خسارتها لدول الساحل الإفريقي واستبدالها بالنفوذ الروسي".

وأضافت عبد الخالق في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الهدف المعلن هو تعزيز التعاون العسكري من أجل كوت ديفوار، ولكن الهدف الخفي هو الحفاظ على المصالح، ويعتبر دخول فرنسا إلى كوت ديفوار من جديد مؤشرا على عودتها بعد انسحابها من الساحل الإفريقي".

وشددت على أن "دول الساحل تفتش عن حليف جديد وجدوه في روسيا، وبالتالي فإن عودة فرنسا إلى كوت ديفوار تأتي ضمن إعادة تثبيت وجودها بعد انسحابها من منطقة الساحل الإفريقي، وطبعا هي خطوة مهمة لباريس التي دخلت كوت ديفوار بهدف المحافظة على مصالحها".

إعادة تموضع

وتُعد كوت ديفوار حليفا تاريخيا لفرنسا، التي فقدت بشكل كبير شعبيتها ونفوذها في القارة الإفريقية التي تعرف تغيرات سياسية كبيرة، انبثقت عن موجة من الانقلابات التي أسقطت حلفاء لباريس كان آخرهم الرئيس النيجري، محمد بازوم، الذي لا يزال محتجزاً.

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "هذه التدريبات تعكس سعي فرنسا إلى إعادة تموضع قواتها في إفريقيا حيث لديها شركاء لا يزالون متمسكين بالاتفاقيات معها حتى وإن تم مراجعة بعضها أو سحب بعض القوات، وهي في اعتقادي تدريبات مهمة في توقيتها".

أخبار ذات علاقة

فرنسا تسلم قاعدتها العسكرية في ساحل العاج

وأوضح ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذه التدريبات مهمة لأنها تأتي في سياق تصاعد الهجمات المسلحة في منطقة غرب إفريقيا لذلك ستسمح بمراقبة دول المنطقة، واستهداف بعض الجماعات التي قد تشكل خطراً على مصالح فرنسا ونشاط شركاتها بشكل خاص".

وبيّن أن "فرنسا لن تستعمل المجال الأمني مع ذلك للعودة إلى إفريقيا؛ إذ أدركت البلاد فشل الرهان على هذا المجال، وقد تستعمل أدوات ناعمة في سبيل استعادة نفوذها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات