رئيس تايوان يحذر من "محاولات التسلل" الصينية ويتعهد بـ"اتخاذ إجراءات مضادة"
ملاذ عماد
بدأت واشنطن تتبنى أكثر استراتيجية الاستثمار في مناطق الأزمات التي تشهد حروبا وصراعات، لما يمثله ذلك من عوائد اقتصادية ضخمة لا سيما فيما يتعلق بالمعادن الثمينة.
وفي أعقاب الانسحاب الفرنسي من مناطق النفوذ التقليدية في أفريقيا، تسعى الإدارة الأمريكية إلى تعزيز حضورها في القارة عبر استغلال صراعات وأزمات تشهدها بعض الدول، حيث تعمد إدارة ترامب على عقد صفقات كالتي تسعى إليها مع كييف في سبيل الحصول على امتيازات استثمارية تؤمن لها الحصول على المعادن مقابل خدمات عسكرية ولوجستية.
معادن الكونغو
وأفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلا عن مصادرها بأن الولايات المتحدة كثفت مناقشاتها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية حول صفقة تمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى المعادن الموجودة في البلاد مقابل تقديم الدعم اللازم لمواجهة العمليات العسكرية التي تشهدها البلاد، بما في ذلك تلك التي تقودها حركة "إم 23" المتمردة".
وتتجلى هذه الاستراتيجية بوضوح في سعي الإدارة الأمريكية إلى الدخول إلى القارة الأفريقية من بوابة جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تشهد صراعات داخلية وأزمات اقتصادية متفاقمة.
تحول استراتيجي
وأشار المحلل السياسي هانسن هيبسون في حديثة لـ"إرم نيوز" إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية تشهد تحوّلًا استراتيجيًا ملحوظًا، إذ تتجه واشنطن نحو ضخّ الاستثمارات في مناطق الصراعات والأزمات، سعيًا لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية طويلة الأمد.
وأضاف هيبسون، مستندًا إلى تحليله للوضع السياسي الراهن والتوجهات الخارجية لأوكرانيا، أن كييف أبدت استعدادها لتوقيع اتفاقية قبل عدة اشهر تهدف إلى استغلال مشترك لمواردها المعدنية بما في ذلك النفط والغاز، ما يعكس رغبتها في الانخراط في مشاريع استثمارية مع الولايات المتحدة، ويؤكد الاهتمام الأمريكي المتزايد بالاستثمار في هذه البؤر المضطربة.
المعادن مقابل الدعم السياسي والعسكري
وعرضت حكومة الكونغو الديمقراطية، برئاسة الرئيس تشيسكيدي، صفقة مغرية على الإدارة الأمريكية، تتضمن منح الشركات الأمريكية حقوق التنقيب عن المعادن الثمينة في البلاد، مقابل تقديم الدعم السياسي والعسكري.
وبحسب هيبسون تثير هذه الصفقة تساؤلات حول دوافع الإدارة الأمريكية، وما إذا كانت تسعى إلى تكرار سيناريو أوكرانيا، فقد بدأت فكرة الاستثمار في المعادن في ظل سعي إدارة ترامب السابقة إلى توقيع صفقة مماثلة مع كييف قبل أن تتسبب الخلافات السياسية بتعطيلها.
فرص وتحديات
وفي إفادتها لـ"إرم نيوز" سلطت الكاتبة المهتمة بالشأن الأفريقي، منة صالح، الضوء على الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ تملك مخزونًا كبيرًا من المعادن الحيوية الضرورية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أبدت انفتاحًا على بحث إمكانية إقامة شراكات في هذا القطاع الحيوي الواعد.
وقالت منة صالح إن التدخل الأمريكي المحتمل في الكونغو يمثّل فرصة ذهبية للإدارة الأمريكية لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية، وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال السيطرة على موارد المعادن الثمينة التي تزخر بها البلاد.
وأوضحت صالح أن "هذا التدخل، على الرغم من الفرص التي يحملها، يواجه تحديات، من بينها حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني المتفاقمة في الكونغو، بالإضافة إلى التنافس الشديد بين القوى الإقليمية والدولية على النفوذ في القارة الأفريقية. كما أن إرث الاستعمار الغربي لا يزال يُلقي بظلاله ويثير الشكوك والريبة لدى العديد من الأفارقة تجاه أي تدخل أجنبي.