الخارجية الروسية: نبحث مع واشنطن معايير اتفاق جديد لمبادرة البحر الأسود
رأى ساسة وخبراء أمريكيون أن أبرز توظيف لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يومًا، سيكون موجهًا بالدرجة الأولى للضغط على كييف، التي تستحوذ على جزء كبير من هذه المساعدات.
وأشاروا إلى أن قرار ترامب ينطلق من مبدأ عزمه وقف الحرب، في وقت ينتظر فيه عقد جلسة تجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكدوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التوجه يأتي أيضًا في إطار إرضاء الداخل الأمريكي، الذي يعارض استخدام أموال دافعي الضرائب في الحروب.
وبينوا أن هذه النقطة تحديدًا أثرت على شعبية الرئيس السابق جو بايدن، وهو ما يستغله ترامب لتخصيص المبالغ المقتطعة من هذه المساعدات لمشروعات حماية اجتماعية وتنمية اقتصادية، ولتكون أيضًا وسيلة ضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول خطة ترامب لوقف الحرب.
في الوقت ذاته، أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه المراجعة إلى وقف هذه المساعدات بشكل دائم في المستقبل.
وأشاروا إلى أن هذه المساعدات تعتمد عليها عشرات البلدان، أبرزها أوكرانيا ودول البلطيق وجورجيا، وغيرها من البلدان، وأن توقفها سيؤثر على البرامج الإنمائية واللوجستية خلال الفترة المقبلة.
وكان ترامب قد أمر مؤخرًا بوقف المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يومًا، في انتظار تقييم مدى فعاليتها واتساقها مع السياسة الخارجية الأمريكية. ونص الأمر التنفيذي على أن جميع رؤساء الإدارات والوكالات المسؤولة عن هذه البرامج يجب أن يوقفوا الالتزامات الجديدة وصرف الأموال المخصصة للمساعدات الإنمائية على الفور.
وقال السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي، نعمان أبو عيسى، إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أصدر أوامره بتنفيذ قرار ترامب بإيقاف كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، مع استثناءات محددة لمساعدات موجهة لإسرائيل ومصر، وبعض المساعدات الملحة لبعض المتضررين حول العالم.
وأوضح أبو عيسى، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه المساعدات، التي تركز على التنمية والتعليم والغذاء والصحة، تؤدي دورًا دوليًا مهمًا.
لكنه لفت إلى أن هذه الفترة الانتقالية قد تؤثر بشكل كبير على أهداف هذه المساعدات، محذرا من أن عدم استمرار هذه المساعدات قد يكون له تداعيات خطيرة على البلدان التي تعتمد عليها.
من جهته، يرى الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، أن قرار تعليق المساعدات يُستخدم بشكل كبير كورقة ضغط من قبل ترامب على أوكرانيا، بهدف إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل التحضيرات للقاء يجمع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح يعقوب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن قرار إيقاف المساعدات يهدف بالأساس إلى إرغام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القبول بخطة ترامب، الذي يسعى لتقديم نفسه كرجل سلام يسعى لوقف الحرب وتهدئة الأوضاع.
وأشار يعقوب إلى أن القرار يتناغم مع رغبات قطاعات كبيرة من الشارع الأمريكي، التي تطالب بتوجيه أموال الضرائب لتحسين أوضاعهم المعيشية، بدلًا من إنفاقها على الحروب وعلى دول أجنبية.
كما أشار إلى أن الانتقادات التي طالت الرئيس السابق جو بايدن، بسبب حجم المساعدات الخارجية التي كان يخصصها لدول مثل أوكرانيا، ساهمت في تراجع شعبيته. ويرى يعقوب أن ترامب يحاول استغلال هذه النقطة لتحسين شعبيته عبر توفير هذه الأموال للداخل الأمريكي، واستخدام القرار كورقة ضغط على أوكرانيا.
ويعتقد يعقوب أن استراتيجية ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا أصبحت أمرًا واقعًا، وأن تعليق المساعدات المالية يمثل الخطوة الأولى على هذا الطريق، في إطار جهوده لإحلال السلام.
