رويترز: جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب

logo
العالم

مناورة سياسية أم إفلاس أمريكي.. لماذا تأجلت زيارة مبعوث ترامب إلى أوكرانيا؟

مناورة سياسية أم إفلاس أمريكي.. لماذا تأجلت زيارة مبعوث ترامب إلى أوكرانيا؟
المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي كيث كيلوغالمصدر: رويترز
12 يناير 2025، 2:18 م

كان من المقرر أن تشهد أوكرانيا، منتصف الأسبوع الجاري، زيارة مرتقبة للجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلا أن الزيارة أُلغيت بشكل مفاجئ، وهو ما كشف وزير الخارجية الأوكراني عن تفاصيله لاحقًا.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عيّن ترامب صديقه المقرب كيلوغ، صاحب اقتراح التبرع بالأسلحة لكييف، مبعوثًا للولايات المتحدة إلى أوكرانيا، مع تكليفه بإيجاد حل للحرب الروسية - الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

مبعوث ترامب لأوكرانيا يحضر فعالية للمعارضة الإيرانية في باريس

وأكد أندريه سيبيها، وزير الخارجية الأوكراني، أن زيارة كيلوغ تم إلغاؤها، لكنها ستُدرج مجددًا في جدول الأعمال خلال الفترة المقبلة، مشددًا على أهمية اجتماعاته مع المسؤولين الأوكرانيين.

وقال سيبيها:"أثق أن الاجتماع مع المبعوث الأمريكي سيتم في الوقت المناسب. نحن على اتصال مستمر لتحديد جدول زمني واضح، وضمان أن يكون اللقاء ذا مغزى قدر الإمكان".

وكان كيلوغ قد شارك، في أبريل الماضي، في إعداد ورقة بحثية تدعو إلى استخدام التبرعات العسكرية المقدمة لكييف كوسيلة ضغط لدفع محادثات السلام مع موسكو، إلى جانب اتباع سياسة رسمية تسعى لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية تفاوضية.

ويحرص المسؤولون الأوكرانيون على إقناع ترامب بمواصلة دعم أوكرانيا، خاصة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشاد بقوة ترامب، معتبرًا أن "عدم القدرة على التنبؤ" التي يتميز بها قد تصب في مصلحة أوكرانيا.

يرى خبراء في الشؤون الروسية أن تأجيل زيارة كيلوغ يعكس صعوبات بدأت تواجه مبادرة ترامب، إذ لا يملك الرئيس الأمريكي المنتخب حتى الآن طرحًا مقبولًا لحل الصراع يرضي روسيا والدول الغربية.

ويشير الخبراء إلى أن ترامب كان يراهن على العقوبات كورقة ضغط على روسيا، لكنه أدرك أن الأمن القومي الروسي وأهداف العملية العسكرية أهم لموسكو من الضغوط الاقتصادية، مما دفع إدارته إلى محاولة التفاوض أولًا مع الكرملين.

ويؤكد سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن تأجيل زيارة مبعوث ترامب إلى أوكرانيا يعكس العقبات التي تواجه مبادرة ترامب السريعة لحل الصراع الروسي - الأطلسي.

وقال أيوب لـ"إرم نيوز":"تأجيل الزيارة يدل على أن ما وعد به ترامب من قدرته على حل الصراع في يوم واحد ليس بيده وحده، بل في يد الدولة العميقة. أوروبا لن تقبل بالهزيمة أمام روسيا بسهولة، ووقف الحرب ليس قرارًا منفردًا لترامب".

لفت الأنظار عن أوكرانيا

وأضاف: "إذا كان ترامب يسعى إلى تجميد الصراع والجلوس للتفاوض، فإن روسيا لن تقبل بذلك، لأنها ترى في ذلك مجرد محاولة لكسب الوقت وإعادة تسليح أوكرانيا، ما يعني تجدد الحرب لاحقًا".

وأوضح أيوب أن إدارة ترامب بدأت تدرك صعوبة حل الصراع، وأن وقف إطلاق النار قبل منتصف 2025 لا يزال مستبعدًا.

كما أشار إلى أن الخطاب الإعلامي التصعيدي لترامب، مثل تصريحاته حول "ضم كندا" أو "السيطرة على قناة بنما" و"شراء جزيرة جرينلاند"، يهدف إلى تحويل الأنظار بعيدًا عن الأزمة الأوكرانية، حتى تصبح الظروف مواتية للمفاوضات.

من جانبه، أكد رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن التقارير السابقة حول عدم إتمام الزيارة استغلها الكرملين، حيث أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، استعداد بلاده للقاء ترامب لحل النزاع.

a0851ae0-9ba3-4868-bd58-ac25adede141

وقال القليوبي لـ"إرم نيوز":"إدارة ترامب الجديدة تدرك الآن أن التفاوض يجب أن يكون مع روسيا أولًا، ثم مع أوكرانيا، لأن أدوات الضغط الأمريكية على كييف أقوى من تلك التي تملكها ضد موسكو".

وأضاف:"ترامب قد يضع زيلينسكي أمام خيار صعب: إما القبول بالتفاوض، أو وقف المساعدات المالية والعسكرية".

وبينما تتزايد التحديات أمام مبادرة ترامب، يرى المحللون أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت في أروقة صنع القرار في موسكو وواشنطن وكييف، مع استمرار المناورات السياسية بحثًا عن حل يرضي الأطراف جميعها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات