ما تأثير فوز حزب العمال البريطاني على الأزمة الأوكرانية؟

اتخذت الحكومة البريطانية التي تزعمها المحافظون على مدار سنوات الحرب الروسية الأوكرانية، موقفًا شديد العداء من موسكو، اعتبر في بعض الأحيان الأكثر تطرفًا بين المواقف الأوروبية.

ووضع هذا الموقف لندن كثاني أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، بعد واشنطن.

 ومنذ بدء الحرب في 22 فبراير/شباط من العام 2022، قدمت بريطانيا أكثر من 6 مليارات دولار لحكومة كييف، إلى جانب فرض عقوبات قوية على موسكو، وتقديم معلومات استخباراتية شكلت انعطافات مهمة في سير المعارك على الأرض.

لكن مع توجه الأنظار إلى حزب العمال البريطاني، الذي تشير الاستطلاعات إلى فوزه في الانتخابات التشريعية التي تنطلق غدًا الخميس، ووضع حد لـ 14 عامًا من حكم المحافظين، أثار الأخيرون مخاوف من تغير السياسة البريطانية تجاه الأزمة الأوكرانية.

 

وقد برز ذلك جليًا أخيرًا، على لسان رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك، الذي غامر في الدعوة إلى انتخابات مبكرة قد تُخسره الحكم، إلى جانب رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

وزعم سوناك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل فوز حزب العمال بانتخابات الخميس.

وأضاف أن دعم بلاده القوي لأوكرانيا يعني أن "روسيا لا تريد إعادة انتخابنا".

وأردف: "لا يرغب بوتين في شيء أكثر من تراجع بريطانيا، لتهدئة عدوانه بدلا من مواجهته، وهذا هو ما سيحدث مع وجود حزب آخر في السلطة"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "تلغراف".

بدوره، قال جونسون إن حكومة حزب العمال "لن تقف في وجه فلاديمير بوتين"، وذلك خلال تجمع لحزب المحافظين، بحسب ما أوردت صحيفة "الإندبندنت".

وأضاف: "لا تجعلوا أنصار  بوتين يسلمون أنصار كوربين (زعيم حزب العمال السابق). لا تجعلوا ببغاوات بوتين الأليفة تصيب هذا البلد بأكمله بمرض الببغاء".

 

لكن في المقابل، رأت مجلة "بوليتيكو" أن هنالك جبهة موحدة تقريبًا بشأن السياسة الخارجية لبريطانيا بين "العمال" والمحافظين".

وأشارت إلى التزام الطرفين "الثابت بحلف شمال الأطلسي والحرب في أوكرانيا".

ونقلت عن زعيم حزب العمال، كير ستارمر، قوله، الأحد الماضي، إن "آخر شيء يريده أي شخص في أوكرانيا هو رؤية الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة تتشاجر حول شيء يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم".

وبينت أن مجموعة واسعة من استطلاعات الرأي أظهرت أن البريطانيين يثقون "الآن بحزب العمال مقارنة بحزب المحافظين، فيما يتصل بالدفاع والأمن القومي، تماما كما هو الحال في أية قضية أخرى تقريبا".

وترد هذه الاستطلاعات على اتهامات "المحافظين" لحزب "العمال" بأنه "ضعيف" وسيكون له تأثير سلبي على الأمن القومي البريطاني.

وفي حال فوز حزب "العمال" بالانتخابات القادمة، فإن حكومته ستختبر على أرض الواقع أحد أشرس الحروب في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وستظهر الأيام قدرتها على التعامل مع الأزمة من عدمها.