إعلام إيراني: وفد تفاوضي ودبلوماسي يرافق عراقجي إلى مسقط وخبراء نوويون يرافقون ويتكوف
كشف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ملامح خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تتضمن تنازلات وضمانات.
وتأتي الخطة، التي أعلِن عنها قبل لحظات من تنصيب ترامب، مخالفةً لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي دعم أوكرانيا بمبالغ ضخمة لمواجهة موسكو.
وقال فانس إن روسيا تحتفظ بالأراضي التي سيطرت عليها في أوكرانيا، وإن أي تسوية للسلام ستكون على الأرجح باعتبار خطوط التماس الحالية منطقة منزوعة السلاح، وتُعطي أوكرانيا ضمانات تتعلق بالسيادة، بينما تحصل روسيا على ضمانات بأن تبقى أوكرانيا محايدة ولا تنضم إلى حلف شمال الأطلسي.
وبعد تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، أمس الاثنين، يترقب العالم وتحديدًا أوروبا موقفه من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، خوفًا من تسوية النزاع وإعلان انتصار روسيا رغمًا عن الدعم الغربي غير المحدود والمشروط على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع قوله إن أوكرانيا تخطط للتعبير عن استعدادها للسلام، الذي يجب أن يكون مستدامًا يخدم المصالح الأوكرانية والأمريكية.
كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إمكانية تقديم تنازلات لإنهاء الحرب، قائلًا: إنه يدرس إمكانية التخلي مؤقتًا عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا خلال الحرب، مقابل الحصول على عضوية في حلف شمال الأطلسي "الناتو" للأراضي التي لا تزال تحت سيطرة بلاده.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، إن أوكرانيا الآن تحت رحمة الولايات المتحدة، وإنها ستقبل أي شروط يفرضها ترامب، وعلى الرغم من ذلك فإن المشكلة تكمن في روسيا، وإذا كانت الأراضي أحد أهداف العملية العسكرية الروسية، هناك أهداف أخرى أكثر أهمية بالنسبة إلى موسكو.
وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تستهدف منع انضمام أوكرانيا لحلف "الناتو" أو حتى تعاونها معه عسكريًا وأن تكون دولة محايدة، لذلك فإن الاعتراف بالأراضي ليس كل شيء بالنسبة إلى روسيا، وأهم شيء في العملية العسكرية الخاصة هو تحييد أوكرانيا ونزع سلاحها وإنهاء حكم النظام الحالي في كييف.
واعتبر الأفندي أن "موسكو لن تقبل بحل وسط يقوم على منح ضمانات لها بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، ولكن موسكو لن تصدق ذلك إلا في حالة واحدة وهي ألا تكون لأوكرانيا منافذ بحرية".
وأضاف أن انضمام أوكرانيا لحلف "الناتو" يمنح الحلف تفوقًا كبيرًا على روسيا في البحر الأسود، ولذا لن تقبل روسيا بهذا الأمر إلا إذا تخلت كييف عن أوديسا وعدم وجود منافذ بحرية لها.
وأشار الأفندي إلى أن أوكرانيا سترضخ للشروط الأمريكية، وروسيا الآن ليست في حاجة إلى وقف العملية العسكرية خاصة مع تقدمها على مختلف جبهات القتال.
وأوضح أن أمريكا أدركت جيدًا أن الحرب مع روسيا لم تلحق بها هزيمة استراتيجية كما كان يتمنى الغرب، وبهذا تدرك الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب أن الصين أصبحت هي الخطر الأكبر الذي يهدد عرش أمريكا وهيمنتها على العالم بتفوقها اقتصاديًا، ولذا سوف يقبل ترامب بشروط روسيا لتحييدها في موقفها مع الصين.
وبيّن الأفندي أن المفاوضات قد تستمر لمدة 6 أشهر دون توقف لإطلاق النار، وأن لعبة الكبار بين ترامب وبوتين ستحسم مستقبل الصراع بين روسيا والغرب.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية بسام البني، إن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا خلال العملية العسكرية الراهنة لن تكون محل نقاش، وإن روسيا ستذهب إلى أبعد من ذلك إذا حدثت مفاوضات مع الجانب الأوكراني برعاية أمريكية.
وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا ستطالب بضم أراضٍ ليس تحت سيطرتها، وهذا ما يدور الحديث عنه داخل مجمع الخبراء في روسيا، وتشمل تلك الأراضي خاركوف وأوديسا.
وأضاف بسام البني أنه فيما يتعلق بموافقة أوكرانيا من عدمها فلن يسأل أحد أوكرانيا، وإذا ما توقف الدعم الغربي لأوكرانيا فلن تصمد كثيرًا، وحتى مع استمرار الدعم الغربي فلن تصمد كثيرًا، والكل يرى التقدم الروسي الكبير على مختلف جبهات القتال، وفق رؤيته.
وأوضح أن ملف الأراضي يحدده صوت المدافع وليس الوعود، وأن المفاوضات الحقيقية لإنهاء الصراع هي بين روسيا وأمريكا، وليس لأوكرانيا أي دور، وبمجرد خروج أمريكا من لعبة الصراع ستستسلم أوكرانيا خلال أسبوع.
