متحدث باسم الأمم المتحدة: الأمين العام يريد العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قراره بمنع سلفه الرئيس، جو بايدن، من الحصول على الإفادات الأمنية اليومية بصفته رئيسا سابقا، خطوة مفاجئة للعارفين بالخصومة بين الرجلين التي يبدو أنْ لا نهاية لها في الأفق القريب أو البعيد، فقد خالف كلاهما تقاليد الرؤساء السابقين من لدن كينيدي.
وأوضح ترامب أن بايدن يعاني من ضعف في الذاكرة، وأنه لم يعد مناسبا اطّلاعه على معلومات سرية ترتبط بالأمن القومي في البلاد وفي بقية العالم.
هذه الخطوة من جانب ترامب جاءت في نهاية الأسبوع الثاني من ولايته الرئاسية، وهي خطوة متوقعة بين العارفين لطبيعة العلاقة بين الرئيسين؛ نظرا إلى أن بايدن كان قد اتخذ القرار نفسه في مطلع ولايته الرئاسية ضد سلفه حينها دونالد ترامب، باعتبار أنه لم يكن مؤهلا للاطلاع على هذه الإفادات الاستخبارية، بسبب ما حدث خلال محاولة اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، والجدل المثير وقتها حول نتائج الانتخابات الرئاسية.
ترامب هو الآخر كان قد خالف تقليدا رئاسيا خلال وجوده في البيت الابيض باتخاذ قرار منع وصول الإفادة الأمنية اليومية للرئيس المنتخب وقتها، جو بايدن، في فترة المرحلة الانتقالية بين الإدارتين؛ لأن ترامب كان يرفض وقتذاك الإقرار بالهزيمة في انتخابات الرئاسة لعام 2020.
"جو أنت مطرود"
ويقول مسؤول في فريق إدارة ترامب لـ"إرم نيوز"، إن الرئيس ترامب اتخذ هذا القرار في نفس التوقيت الذي اتخذه بايدن قبل أربع سنوات وفي نفس الظروف.
وكان بايدن قد اختار حينها مناسبة الحوار التلفزيوني التقليدي للرئيس الأمريكي الذي عادة ما يجريه بمناسبة المباراة النهائية لكرة القدم الأمريكية، وهو الموعد الذي يسجل عادة المعدل الأعلى للمتابعة التلفزيونية بين الأمريكيين طيلة أيام السنة، لذلك يحرص الرؤساء الأمريكيون على استغلال المناسبة لتمرير رسائلهم لعموم الناخبين.
وترامب اختار نفس التوقيت وفي نفس المناسبة، وأعلن عن قراره في نهاية أسبوع المباراة النهائية التي سوف يحضرها بمدينة نيو أورلينز بولاية أريزونا هذا الأحد، والتي سوف يتابعها من أرضية الملعب لإعلان قراره بمنع بايدن، وفي مناسبة مماثلة خلال مقابلة تلفزيونية على قناته المفضلة، "فوكس نيوز".
وحتى هذه اللحظة لم يصدر أي تعليق من الرئيس السابق، جو بايدن، الذي غادر المشهد السياسي قبل أسبوعين لقضاء إجازة عائلية بولاية كاليفورنيا مباشرة بعد أداء خلفه اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وخلال إعلانه القرار استخدم ترامب تعبيره الشهير: "جو أنت مطرود".
المنع أو السماح تقليد رئاسي وليس قانونا
ما حدث من تبادل للمنع بين بايدن وترامب ليس مخالفة قانونية بين رئيسين بالقدر الذي هو تخلٍّ عن تقليد درج عليه الرؤساء السابقون، حيث عادة ما يقرر الرئيس القادم إلى البيت الأبيض الإبقاء على هذه الخدمة لصالح سلفه أو غيره من الرؤساء السابقين، إما بصفة عامة أو محددة أو حتى مقيّدة في قضايا معينة في حال احتاج إلى طلب المشورة الدبلوماسية في قضايا معينة أو احتاج إلى تبادل الرأي مع سابقيه في البيت الأبيض.
وتاريخيا يعد الرئيس كينيدي أوّل من وضع تقليد موافاة الرئيس الأمريكي بإحاطة أمنية يومية خلال عملية "خليج الخنازير" مع الجارة كوبا في مطلع ستينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين درجت المصالح المختصة على تقديم هذه الإحاطة السرية للرئيس في مطلع يومه في المكتب البيضاوي، وجعلت من ذلك بندا ثابتا على جدول أعمال جميع الرؤساء الذين مروا على البيت الأبيض من بعد ذلك.
حافظ الرؤساء المتعاقبون جميعهم على تلك العلاقة الودية في مسألة تبادل المعلومات، وطلب المشورة، ومن الحزبين طيلة العقود الماضية، وكان بعض هؤلاء من حزبين مختلفين، بل إن الرئيس رونالد ريغان الجمهوري أبقى سلفه الديمقراطي جيمي كارتر على اطلاع كامل بكل التفاصيل الاستخبارية المتعلقة بملف إيران طيلة وجوده في البيت الأبيض، تقديرا لجهوده خلال ولايته الرئاسية، حتى وإن كانت ولاية واحدة من أربع سنوات.
انتخابات العام 2020 بكل ما شهدته من أحداث في الفترة التي أعقبت فوز بايدن بها أدى إلى غياب بعض تقاليد الخدمة في البيت الأبيض، ومنها استمرار استفادة الرئيس السابق من الإحاطة الأمنية السرية، بدءا من قرار بايدن بمنع ترامب من الحصول عليها.
إلغاء مراسيم بايدن بالجملة.. قرارات اليوم الأول
في يومه الأول بالمكتب البيضاوي وقّع ترامب جملة من المراسيم الرئاسية التنفيذية، لكن أبرزها على الإطلاق كان ذلك المرسوم الذي يقضي بإلغاء جميع المراسم الرئاسية التي كان سلفه قد وقّعها خلال الأربع سنوات التي قضاها في البيت الأبيض، ومجموعها 80 مرسوما رئاسيا.
وتقضي الأعراف الأمريكية بأن يسمح للرئيس القادم إلى البيت الأبيض بإلغاء مراسم كان قد وقّعها سلفه خلال فترته الرئاسية، لكن ذلك لا يشمل تلك القرارات التي كان الرئيس قد اقترحها وصادق عليها "الكونغرس" بغرفتيه قبل أن تعود إلى المكتب البيضاوي ليوقعها الرئيس لتصبح بذلك قوانين نافذة وغير قابلة للإلغاء في ظل إدارة جديدة في البيت الأبيض.
هذا الأمر كان هو الآخر متوقعا بالنظر لما سبق من تصريحات المرشح الجمهوري وقتها، دونالد ترامب، وهجومه الدائم على سياسات الإدارة الديمقراطية، كما أن ذلك يظهر أن الخلاف بين الرؤيتين لا يقتصر على مسائل محددة، بل هو شامل هنا لجميع القضايا التي تتعلق بسياسات الداخل والخارج.
مصاصات من بلاستيك أو مصاصات من ورق
آخر أوجه الخلافات بين ترامب وبايدن كان إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه سيوقّع هذا الأسبوع على قرار تنفيذي يوقف استخدام المصاصات الورقية، واستبدالها بالمصاصات البلاستيكية.
ويخالف ترامب بذلك القرار الذي اتخذه سلفه بالدعوة إلى الاعتماد على المصاصات الورقية؛ لأنها أقل ضررا بالبيئة، وهي خطوة أخرى يضيفها إلى سلسلة قرارات سابقة خالف من خلالها توجهات الإدارة السابقة في قضايا البيئة، ومنها قراره بالانسحاب من اتفاق باريس للتغير المناخي، وإلغاء قيود تنظيمية لتشجيع عمليات استخراج الوقود الأحفوري.
وفي خطوة معارضة هي الأخرى لسياسات الإدارة الديمقراطية سعت إدارة ترامب إلى تعطيل تمويل محطات شحن السيارات الكهربائية في كامل جهات البلاد، وهو توجه قوبل باستياء كبير من مستعملي هذا النوع من السيارات وأنصار البيئة.
موقف ترامب من المصاصات الورقية ليس بالجديد، فقد روّج أنصاره خلال حملته الانتخابية للمصاصات البلاستيكية، وكتبوا عليها إن "مصاصات الليبراليين الورقية لا تعمل" في إشارة إلى قرار إدارة بايدن بالاعتماد على المصاصات الورقية بوصفها صديقة للبيئة.
