القوات المسلحة: لا صحة لما يتم تداوله باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للأردن

logo
العالم

ما دور فرنسا في المشاورات الصينية مع الاتحاد الأوروبي؟

ما دور فرنسا في المشاورات الصينية مع الاتحاد الأوروبي؟
وزير الخارجية الصيني وانغ ييالمصدر: (أ ف ب)
12 أكتوبر 2024، 4:26 م

رأى محللون سياسيون فرنسيون أن دعوة الصين لفرنسا للقيام بدور بناء في المشاورات مع الاتحاد الأوروبي تعكس أهمية باريس كلاعب رئيسي في العلاقات الدولية والاقتصاد الأوروبي.

يأتي ذلك وسط تساؤلات حول كيفية تحقيق فرنسا لتوازن بين تعزيز التعاون مع الصين من جهة والحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي، وتلبية التوقعات الأمريكية من جهة أخرى.

أخبار ذات علاقة

"كالكاليست": الهجوم على حقول النفط الإيرانية سيضر بمصالح الصين

وقالت إيزابيل ديفور، خبيرة في العلاقات الأوروبية-الصينية، لـ"إرم نيوز"، إن بكين تراهن على "استراتيجية التفريق" داخل الاتحاد الأوروبي، موضحة أنها تحاول استمالة دول قوية مثل فرنسا لتخفيف الضغط الأوروبي الموحد. 

وحذرت ديفور من أن مثل هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى تزايد التوترات داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، خصوصًا إذا ما شعرت دول أخرى أن فرنسا قد تلعب دورًا مزدوجًا في القضايا الحساسة.

وأعرب وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، عن أمله في أن تنظر فرنسا إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي بموقف إيجابي ومنفتح، وتشجع جانب الاتحاد الأوروبي على العمل مع الصين في القيام بدور بناء من خلال التشاور والتفاوض بين الجانبين.

المصالح الاقتصادية والجيوسياسية

ورأت ديفور أن الدعوة تأتي في وقت تتقاطع فيه المصالح الاقتصادية والجيوسياسية، ما يطرح تساؤلات حول الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه في هذا السياق، وكيف يمكن لهذه الدعوة أن تؤثر على العلاقات الأوروبية-الصينية عمومًا.

ووفقًا للباحثة السياسية فإن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي معقدة، بحيث تجمع بين التعاون الاقتصادي المتزايد في مجالات مثل التجارة والاستثمار، وفي الوقت نفسه تصاعد التوترات حول قضايا مثل حقوق الإنسان، والتغير المناخي، والمنافسة الجيوسياسية. 

وتابعت: "يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي على أنه أحد أكبر الشركاء التجاريين للصين، لكن هناك قلق أوروبي متزايد من السياسة الاقتصادية الصينية التوسعية، فضلاً عن نفوذ بكين المتزايد في أفريقيا وأوروبا الشرقية".

من جهته، قال الباحث السياسي الفرنسي، المتخصص في الشأن الصيني والعلاقات الدولية في منطقة آسيا، أنطوان بونداز لـ"إرم نيوز"، إن الصين تحاول عبر هذه الدعوة إلى فرنسا تعزيز الانخراط الأوروبي الإيجابي في المشاورات المشتركة، إذ ترى في باريس جسرًا مهمًا بين الصين وباقي دول الاتحاد الأوروبي، متسائلًا ما الذي يمكن أن تقدمه فرنسا في هذا الإطار؟

وأشار أنطوان بونداز إلى أن فرنسا تعد واحدة من القوى الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بجانب ألمانيا، وتتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير داخل الكتلة الأوروبية، موضحا أنه يمكن لفرنسا أن تؤدي دور الوسيط بين الصين والاتحاد الأوروبي، مستغلة علاقاتها التاريخية مع الصين، إذ إن باريس تسعى دائمًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع بكين.

طوة ذكية دبلوماسيًا

وطرح الباحث السياسي الفرنسي عدة تحديات تواجه فرنسا داخلية وخارجية عند لعب دور بناء في المشاورات الأوروبية-الصينية، رغم مكانتها المتميزة، مشيرا إلى أنه داخليًا، هناك قوى سياسية فرنسية ترى أن السياسات الصينية لا تتوافق مع القيم الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وقضايا مثل الأويغور وهونغ كونغ، أما خارجيًا، فإن علاقات فرنسا مع الولايات المتحدة وشراكاتها الأطلسية قد تجعلها أكثر حذرًا في تعزيز العلاقات مع الصين بشكل يتجاوز إطار الاتحاد الأوروبي.

واعتبر أنطوان بونداز أن دعوة الصين لفرنسا تعتبر خطوة ذكية دبلوماسيًا، إذ تستهدف الصين بشكل أساسي تليين المواقف الأوروبية المتشددة إزاء سياساتها التجارية. وذكر أن فرنسا تمتلك علاقات اقتصادية قوية مع الصين، خاصة في مجالات مثل الطيران والطاقة النووية، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا لبكين في أوروبا.

كما رأى أنه من الممكن أن يسهم التدخل الفرنسي البناء في تخفيف التوترات بين الاتحاد الأوروبي والصين، ما قد يؤدي إلى إبرام اتفاقيات اقتصادية جديدة وزيادة الاستثمارات بين الجانبين، محذرًا من أن القضايا الحساسة مثل حقوق الإنسان ومنافسة التكنولوجيا في صدارة التحديات التي قد تعيق هذا التحسن في العلاقات.

وحذر أيضا من أن أي توجه فرنسي لتعزيز العلاقات مع الصين قد يؤدي إلى توتر مع الولايات المتحدة، الحليف الأطلسي الرئيسي لفرنسا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC