logo
العالم

لماذا يصب "انتظار" الرد الإيراني في مصلحة نتنياهو؟

لماذا يصب "انتظار" الرد الإيراني في مصلحة نتنياهو؟
بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
13 أغسطس 2024، 11:58 ص

قدّرت مصادر إسرائيلية، الثلاثاء، أن تكون التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، وانتظار هذا الرد، يصب في مصلحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفسرت ذلك بأن انتظار الرد وحالة التوتر الكبير بالمنطقة، تتزامن مع محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن للوصول إلى صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين ووقف الحرب في غزة.

مفترق طرق مصيري

إلا أن انتظار الرد الإيراني وضع بايدن في مأزق، بشأن كيفية التعاطي مع موقف نتنياهو المتشدد من ملف غزة، وحرر الأخير من ضغوط بايدن للذهاب إلى صفقة مع حماس.

وذكرت صحيفة "معاريف" الثلاثاء، على لسان خبير الشأن الأمريكي وكبير الباحثين بمعهد السياسات والإستراتيجية بجامعة رايخمان، شاي هار تسفي، أن بايدن "يواجه مأزقًا عميقًا".

وأشار إلى أن رؤية الرئيس بايدن "تنص على أن منطقة الشرق الأوسط تقف أمام مفترق طرق مصيري، سيحدد إلى أي مسار ستتجه المنطقة، إما لمسار سيقود إلى إعادة المحتجزين ووقف الحرب في غزة بشكل كامل، أو حرب إقليمية واسعة".

وذهب إلى أن مأزق بايدن "يتعلق بالطريقة التي يتعين عليه التعاطي بها مع نتنياهو، ولا سيما في هذا التوقيت، وكيف يمكنه ممارسة ضغوط عليه لتغيير سياساته بشأن غزة من دون المساس بالمصالح الحيوية الإسرائيلية".

وبيّن أنه "في الوقت الذي يعلن فيه بايدن أنه ملتزم بحماية أمن إسرائيل، يبدو أنه يدرك أن هذا ليس التوقيت المناسب لممارسة ضغوط علنية على نتنياهو، أو الإعراب عن انتقاده المباشر والحاد تجاهه بشأن ملف غزة".

سبب اضطرار بايدن للامتناع عن انتقاد نتنياهو في الوقت الراهن، على عكس ما كان يحدث منذ أن شكل حكومته قبل أكثر من عام ونصف العام، وفق الخبير الإسرائيلي، "هو خشيته من المساس بصورة الردع الإسرائيلي وتفسير الانتقادات الأمريكية لنتنياهو من جانب محور إيران على أنه تصدع في علاقات تل أبيب-واشنطن".

ويتجنب بايدن كذلك انتقاد نتنياهو؛ لعدم التأثير على ثقته الذاتية في هذا التوقيت الحرج؛ حيث تعد واشنطن، كما يشير هار تسفي "العمود الفقري لأمن ومناعة إسرائيل الوطنية، ولا بديل عن التحالف الإستراتيجي والعلاقات الاستثنائية بين البلدين".

أخبار ذات علاقة

مسؤول إسرائيلي: أي مغامرة لـ "حزب الله" ستدفع ثمنها بيروت

 

وأوضح هار تسفي أنه "للوهلة الأولى يمكن الظن أن بايدن مازال يمتلك أوراق ضغط كثيرة على نتنياهو، ولكن طالما استمر التوتر الحالي، وطالت فترة انتظار رد إيران، وبقيت هناك فرصة لإبرام صفقة أسرى ووقف حرب غزة، سيحاول بايدن التعاطي بحذر، ولن يتبع خطًا هجوميًا ضد نتنياهو".  

ونبّه إلى أن الانتخابات الأمريكية تحمل تأثيرًا على الأداء الحذِر للرئيس بايدن، وأنه في أعقاب الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، سيبقى قرابة شهرين ونصف الشهر لحين إدلاء الرئيس الجديد بالقسم في 20 كانون الثاني/ يناير 2025.

وخلال الفترة بين الانتخابات والإدلاء بالقسم، يعتقد هار تسفي أن بايدن وكاملا هاريس سيكونان تحررا من كل الضغوط السياسية، ولو استمرت الحرب حتى تلك الفترة، يمكنهما أن يتخذا خطوات حادة للغاية ضد نتنياهو.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC