التجارة الصينية: نؤكد الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف لمواجهة "التنمر الأمريكي"
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن أوروبا تبذل جهودًا حثيثة للتخلص من اعتمادها على أقمار إيلون ماسك الصناعية الرخيصة، في ظل ما يوصف بعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته.
ورغم أن خدمة "ستارلينك" لم تُجمّد في أوكرانيا، فإن المخاوف الأوروبية تتزايد بشأن الثغرات المحتملة في الاعتماد على هذه المنظومة.
وبحسب الصحيفة، أثارت تصريحات ماسك، التي أشار فيها إلى أن أوروبا تدفع جزءًا ضئيلًا من تكلفة الخدمات، وأنه لا يوجد بديل حقيقي لستارلينك، قلقًا واسعًا لدى المؤسسات الأمنية الأوروبية، دفعها للبحث عن بدائل، من بينها تعزيز وتوسيع قدرات شركة "يوتلسات" الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن يوتلسات تمتلك حاليًا أقل من 700 قمر صناعي في مدار أرضي منخفض، وتخطط لإطلاق 500 قمر إضافي خلال السنوات المقبلة، في حين أن ستارلينك، الخدمة المهيمنة عالميًا، تدير نحو 7000 قمر صناعي، أي 10 أضعاف ما تملكه يوتلسات، وتبلغ تكلفة محطاتها نحو عُشر تكلفة نظيرتها الأوروبية.
وبينما يعتمد الجنود الأوكرانيون على ستارلينك، تُعدّ يوتلسات المشغّل الوحيد الآخر، إلى جانب ستارلينك، الذي يوفر تغطية شبه عالمية واتصالًا شبه فوري.
ولمنافسة ستارلينك بفاعلية، ترجّح الصحيفة أن تحتاج يوتلسات إلى تمويل بمليارات الدولارات من كبار مساهميها، وهم: الحكومتان الفرنسية والبريطانية، وتكتل تابع للملياردير الهندي سونيل بهارتي ميتال.
وكانت الحكومات الأوروبية قد أنشأت يوتلسات عام 1977 بهدف تطوير وإطلاق أقمار صناعية مستقلة عن الولايات المتحدة.
وقد اقتصر نشاطها لعقود على تشغيل أقمار صناعية ثابتة المدار على ارتفاع 22 ألف ميل، تبث إشاراتها إلى مناطق محددة، وكان زبائنها الرئيسون هم محطات التلفزيون حول العالم.
وفي عام 2021، اشترت يوتلسات حصة 24% في شركة "ون ويب" البريطانية، التي تمتلك شبكة أقمار صناعية تدور على ارتفاعات منخفضة شبيهة بشبكة ستارلينك.
ويأمل الاتحاد الأوروبي وفرنسا أن تتمكن يوتلسات من تسريع إطلاق المزيد من أقمار "ون ويب"، إلا أن الرئيسة التنفيذية للشركة، إيفا بيرنيكي، صرّحت بأن الشركة تحتاج إلى نحو 4.5 مليار دولار لتجديد وتوسيع أسطولها الفضائي.
وتتمتع ستارلينك بميزة كبيرة تتمثل في سعة الإطلاق العالية لشركتها الأم، "سبيس إكس"، التي تُطلق مئات الأقمار شهريًا عبر صواريخها القابلة لإعادة الاستخدام جزئيًا.
ومن المفارقات أن يوتلسات تعتمد، في كثير من الأحيان، على صواريخ سبيس إكس، المملوكة أيضًا لإيلون ماسك، للوصول إلى الفضاء.
واختتمت الصحيفة بالقول إن السلطات الأوروبية تسعى، على المدى الطويل، للاعتماد على يوتلسات في بناء شبكة اتصالات فضائية تعزز استقلالية القارة، إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بقدرة يوتلسات على منافسة ستارلينك في المستقبل القريب.
