أُثيرت عاصفة من الغضب بين قادة الحزب الديمقراطي بسبب الغياب الكامل وغير المبرر من جانب الرئيس جو بايدن عن مناقشات الأسبوع الأخير في الكونغرس بشأن مشروع قرار الإنفاق الحكومي، الذي جعل الحكومة الفيدرالية أقرب إلى الإغلاق في الساعات القليلة الماضية منها إلى التوصل إلى اتفاق بين المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين حول قانون إنفاق قصير المدى حتى شهر مارس/ آذار المقبل.
بايدن، الذي لم يظهر أي أثر في النقاشات التي كانت تجري في المبنى المقابل للبيت الأبيض في الكابيتول، أثار استياء الديمقراطيين، ومن بينهم أعضاء الفريق المفاوض، حيث شعروا بعدم حضور البيت الأبيض في هذه الساعات الحرجة.
وأكدوا أن الرئيس بايدن كان يجب أن تكون له الكلمة الفصل في مسار المفاوضات التي يديرها الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء، باعتباره رئيس البلاد حتى العشرين من يناير المقبل.
وعلى الجانب الآخر، وكما يقول الديمقراطيون، ظهر الجمهوريون بصورة صاحب الصوت العالي في العاصمة واشنطن.
فمن جانب، كانت المناقشات العلنية من نصيبهم بالكامل، بالإضافة إلى الحضور الإعلامي اللافت عبر الاختلاف في وجهات النظر بين أجنحة الحزب المتنافسة حول النفوذ ومساحة القرب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وظهر الجمهوريون داخل المجلس وكأنهم الأكثر قدرة على تقديم المبادرات التشريعية، حيث قدموا 3 مشاريع قوانين للإنفاق خلال الت 48 ساعة الأخيرة، كما بدوا في صورة المتجادلين، عندما ظهر خلاف بين جناح الملياردير إيلون ماسك وجناح رئيس مجلس النواب مايك جونسون حول جودة المقترح الجمهوري المقدم للتصويت.
وأضيف إلى ذلك تدخل ترامب في النقاش، وانحيازه لوجهة نظر ماسك على حساب الآخرين، مع تعديلات طالب ترامب بإدخالها على النص الأصلي للمشروع. هذه الصورة المتشابكة والغنية بالتفاصيل قوبلت بغياب شبه كامل لإدارة الرئيس بايدن، سواء على مستوى الرئيس شخصيًا أو على مستوى مسؤولي إدارته من الصف الأول.
وتُرك الأمر بالكامل لأعضاء المجلس وفريق زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفري، دون حتى ظهور رسائل دعم علنية من الإدارة للمشرعين الديمقراطيين.
غياب بايدن بهذه الصورة أعاد طرح الأسئلة القديمة الجديدة حول قدرته على الوفاء بالتزاماته اليومية وكذلك بالمهام المنوطة به حزبيًا، بالنظر إلى حالته الصحية والجسدية التي باتت قضية عامة منذ ظهوره المخيب خلال المناظرة الرئاسية المثيرة للجدل مطلع شهر تموز الماضي.
ولم يقتصر الغياب على الرئيس بايدن فقط، بل امتد ليشمل نائبته كامالا هاريس، التي تُعتبر دستوريًا رئيسة مجلس الشيوخ حتى يتم تنصيب زعيم الأغلبية الجمهورية الجديد ونائب الرئيس المنتخب جي دي فانس.
ومع ذلك، لم يظهر أي أثر لهاريس خلال هذه النقاشات الساخنة داخل مبنى الكابيتول، في وقت كانت فيه البلاد على وشك الإغلاق الحكومي.
وتوصل المشرعون في الكونغرس في الساعات الأخيرة إلى اتفاق لم يمنع الجمهوريين من تسجيل مكاسب سياسية إضافية. وكان من بينها رفض الأعضاء تمرير طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب برفع سقف الدين الحكومي كجزء من قرار الإنفاق؛ ما أثار غضب ترامب مرة أخرى.