logo
العالم

كيف تؤثر حرب غزة وأوكرانيا على مستقبل القطب الشمالي؟

كيف تؤثر حرب غزة وأوكرانيا على مستقبل القطب الشمالي؟
17 فبراير 2024، 10:16 م

نقل موقع "فيز اورغ" العلمي البريطاني، عن الباحث ألكسندروس ساريس، تحذيراته من تأثيرات الحرب في أوكرانيا وغزة على "مستقبل" القطب الشمالي.

حرب في مياه القطب الشمالي

وقال ساريس إنه عندما بدأ أبحاثه المتعلقة بالقطب الشمالي في عام 2010، كان الجميع يتحدثون عن تغير المناخ؛ إذ كانت المنطقة تذوب بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعًا، وكان هناك شعور حقيقي بالحاجة الملحة لحماية البيئة.

لدى الولايات المتحدة صواريخها النووية المتمركزة في ألاسكا، والتي يقع جزء منها في القطب الشمالي.
الباحث ألكسندروس ساريس

لكن في عام 2022، تغير الوضع بين عشية وضحاها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى وقف الخطط البيئية والتعاون بين دول القطب الشمالي، وفقًا لساريس.

وأشار ساريس، إلى أنه بعد أن دخل الصراع المسلح ليكون جزءًا من الحوار، تميل دول القطب الشمالي إلى النظر في أولوياتها بعناية أكبر، وبحسب احدى النظريات في العلاقات الدولية، فإن الحرب الباردة الثانية مستمرة وتؤثر أيضاً على القطب الشمالي.

غواصات نووية

ويتميز القطب الشمالي بكثافة الوجود العسكري، مع كثير من الأنشطة التي تجري في مياهه، وهو أمر غير معروف على نطاق واسع، وفقًا لساريس الذي بين أن روسيا تنشر غواصاتها النووية في مورمانسك، وهو خليج صغير في القطب الشمالي لا يضم سوى الغواصات وحيوان "السلطعون الملك" البحري.

وأوضح أنه نظرًا لمداها الطويل، تستطيع الغواصات الروسية استهداف أي مدينة في أوروبا أو الولايات المتحدة أو أوكرانيا.

ولفت إلى أنه لدى الولايات المتحدة، وهي القوة النووية الكبرى الأخرى ودولة القطب الشمالي، صواريخها النووية المتمركزة في ألاسكا، والتي يقع جزء منها في القطب الشمالي.

حتى عندما يكون هناك مستوى معين من السلام بين روسيا وأوكرانيا، سيصبح الطريق أكثر قابلية للملاحة.
الباحث ألكسندروس ساريس

ونوه ساريس بأن الغواصات "الشبحية"، التي أخذت اسمها من قدرتها على عدم إمكانية تعقبها أو رؤيتها، تسافر عبر منتصف القطب الشمالي، مبينًا أن تلك الغواصات الضخمة، التي يتراوح طولها بين 100 و120 مترًا، تتحرك على طول قاع البحر.

وكشف أنه أحيانًا تقع حوادث اصطدام بين الغواصات، لكن لا يتم الإبلاغ عنها، لافتًا إلى أنه اصطدمت أخيرًا غواصة أمريكية بجسم ما.

ومضى قائلًا: "أي شخص يستمع بعناية سيعرف أن الحادث على الأرجح يتعلق بتصادم بين غواصتين".

هجمات الحوثيين

وتتطرق ساريس إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، التي غيرت قواعد اللعبة بالنسبة لمستقبل القطب الشمالي؛ لأن الحرب غيرت الطرق البحرية بين ليلة وضحاها، نتيجة هجمات ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر.

وبين أن ميليشيا الحوثي تهاجم السفن في البحر الأحمر، حيث تستغرق عملية تغيير المسار عبر جنوب أفريقيا أسبوعين إضافيين؛ ما يعني أن الرحلة التي تستغرق 4 أسابيع تستغرق الآن من 5 إلى 6 أسابيع.

وأوضح ساريس أن تلك التأخيرات الهائلة باهظة الثمن، وأن ارتفاع أسعار الغاز والنفط يجعل الأمر أكثر تكلفة، ولا سيما أن شركات النقل تقول إنه إذا واصلنا السفر عبر جنوب أفريقيا، فسيتم تدمير سلاسل التوريد الحالية، وهذا ليس خيارًا مستدامًا.

طريق بديل

ونوه ساريس بأنه في الوقت الراهن يبرز طريق القطب الشمالي، الذي على الرغم أنه كان منطقة محظورة في السابق، إلا أنه بالنظر على الخريطة، فلا يوجد خيار آخر سوى السفر عبر القطب الشمالي.

وتخلو المنطقة القطبية الشمالية من الجليد بين شهري مارس/آذار، وأكتوبر/تشرين الأول من كل عام، ويستغرق الأمر أسبوعًا واحدًا فقط للإبحار من شنغهاي الصينية إلى روتردام الهولندية عبر طريق القطب الشمالي، وهي منطقة لا يمكن للقراصنة الذهاب إليها؛ لأن الجو بارد جدًا بالنسبة لهم.

أخبار ذات صلة

التغير المناخي يهدد النقل البحري ويقف عائقًا أمام العولمة

           

وأكد ساريس أن الطريق القطبي يُصبح خيارًا أكثر واقعية بشكل سريع وإن لم يكن ذلك في المستقبل القريب جدًا؛ إذ لا يمكن لأحد أن يجادل بأن منطقة الحرب تعتبر طريقًا قابلاً للتطبيق.

وتحدث عن سلبيات ذلك الطريق؛ إذ يمكن أن يؤدي النشاط العسكري إلى تعطيل اتصالات الشحن العادية، إلى جانب نقص في البنية التحتية الأساسية الأخرى مثل الموانئ، إضافة إلى أن هناك العديد من المناطق البحرية غير الخاضعة للتنظيم، فروسيا والولايات المتحدة لن تسمحا للسفن بالمرور عبر هذه المياه دون دفع رسوم.

كارثة بيئية

وقال ساريس إنه حتى "عندما يكون هناك مستوى معين من السلام بين روسيا وأوكرانيا، سيصبح الطريق أكثر قابلية للملاحة وأكثر استدامة من الناحية المالية، إلا "أنها فكرة ليست جيدة"؛ إذ يمكن أن يكون الأمر كارثيًا على الصعيد البيئي.

وأشار إلى أن تسرب الزيت في الماء البارد أسوأ بكثير من المياه ذات درجة الحرارة العادية؛ إذ يصعب تنظيفه، إلى جانب مخاطر مرتبطة بالتأثير على التنوع البيولوجي في المنطقة والسكان الأصليين، الذين يكافحون بالفعل من أجل البقاء بسبب فقدان مصائد الأسماك المجدية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC