الخارجية الأمريكية: اجتماع مسقط يهدف لاختبار مدى جدية طهران

logo
العالم

"العفو الاستباقي".. خطوة بايدن لحماية معارضي ترامب في الإدارة الجديدة

"العفو الاستباقي".. خطوة بايدن لحماية معارضي ترامب في الإدارة الجديدة
بايدن ونجله هانترالمصدر: رويترز
07 ديسمبر 2024، 5:16 م

يتعالى في هذه الأيام في العاصمة الأمريكية واشنطن، الحديث عن الخطوة اللافتة التي يعتزم الرئيس جو بايدن اتخاذها في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض.

وهذه الخطوة تتمثل في تفعيل العفو الاستباقي كإجراء قانوني لحماية شخصيات سياسية وعسكرية بارزة من الحزبين، ممن اختاروا معارضة الرئيس السابق دونالد ترامب ورفضوا تصريحاته وخطاباته خلال فترة الحملة الانتخابية. 

وفي البيت الأبيض، يؤكد مسؤولو إدارة بايدن أن الأمر لا يزال في إطار المشاورات الداخلية بين الرئيس وكبار مستشاريه، وبين فريق البيت الأبيض القانوني.

ومع ذلك، فإن مرحلة التفكير المتقدمة في اتخاذ هذه الخطوة، بمفردها، تعد مؤشرًا قويًا على توجه بايدن لتوقيع هذا القرار قبل مغادرته البيت الأبيض.

ويوضح المسؤولون في إدارة بايدن أن التفكير في هذا العفو جاء نتيجة للتهديدات التي أطلقها ترامب ضد شخصيات معينة خلال مسار انتخابات نوفمبر، حيث كانت هذه الشخصيات ترفض وتندد بتصريحات ترامب وممارساته تجاههم. 

ومن بين الأسماء المعنية بقرار الرئيس بايدن المحتمل، العضو الديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف، الذي كان أحد الشخصيات البارزة في محاولتي عزل الرئيس ترامب، الأولى خلال ولايته الرئاسية السابقة، والثانية في نهايتها عقب الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.

ومنذ ذلك الحين، أصبح شيف هدفًا لتصريحات ترامب وأنصاره في الكونغرس، فيما تشمل قائمة الشخصيات المعنية بالنظر في العفو النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، التي اختارت معارضة ترامب طيلة فترة خدمته في البيت الأبيض. 

وتعقدت الأمور أكثر عندما انضمت تشيني إلى الديمقراطيين في اللجنة المستقلة للتحقيق في محاولة ترامب التأثير على نتائج الانتخابات والهجوم على مبنى الكابيتول، حيث شغلت منصب نائب الرئيس في تلك اللجنة. 

وبعد ذلك، انضمت إلى حملة المرشحة الديمقراطية السابقة كامالا هاريس في جولات انتخابية عبر ولايات الغرب الأوسط، محاولاتٍ منها لدفع الناخبين الجمهوريين للتصويت لصالح هاريس.

وهذه المواقف جعلت تشيني هدفًا مباشرًا لتصريحات ترامب في عدة مناسبات، حيث طالب بمحاكمتها بتهمة الخيانة، بل ذهب إلى حد المطالبة بجعلها هدفًا لعملية إطلاق نار مشتركة.

خارج مبنى الكونغرس، يظهر أيضًا اسم الدكتور أنتوني فاوتشي، المستشار الطبي السابق للرئيس بايدن، الذي ترأس فريق البيت الأبيض لمواجهة أزمة كورونا. 

وفاوتشي، الذي كان قد خدم أيضًا في فريق ترامب، تعرض لاتهامات من ترامب في عدة مناسبات، بما في ذلك المسؤولية عن سوء إدارة أزمة كوفيد، وكذلك اتهمه بالكذب على الأميركيين بشأن أسباب انتشار الفيروس والتطعيمات.

شخصية أخرى معنية بقرار الرئيس بايدن هو الجنرال المتقاعد مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية في عهد الرئيسين ترامب وبايدن.

وميلي، الذي تقاعد في وقت سابق من العام الحالي، وصف ترامب بالفاشي، وشدد على أنه غير مؤهل لقيادة القوات الأميركية، بل ويعتبر أكبر خطر على البلاد.

أخبار ذات علاقة

البيت الأبيض: عفو بايدن عن هانتر جاء بعد "تغير الظروف"

 وقد ازداد قلق مسؤولي فريق بايدن القانوني بعد إعلان ترامب تعيين هاش باتل مديرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي في إدارته الانتقالية، حيث أعلن باتل أنه سيلاحق جميع الشخصيات التي ساعدت بايدن في "تزوير" انتخابات 2020. 

وترامب نفسه أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية أنه سيطبق أقصى العقوبات القانونية ضد أولئك الذين ساعدوا في التزوير.

وفي حال قرر بايدن إصدار هذا العفو، فإنه سيمثل سابقة أولى من نوعها، إذ يتعلق الأمر بقرار احتياطي لحماية شخصيات معينة من الملاحقات القضائية. وهذا القرار قد يحدث أو لا يحدث في ظل الإدارة المقبلة، لكنه يشكل سابقة غير مسبوقة في السياسة الأميركية.

من جانبه، قال النائب الديمقراطي آدم شيف إنه يأمل ألا يقدم بايدن على هذا العفو، مشيرًا إلى أن هو وغيره من النواب في الكونغرس مارسوا جزءًا من مهامهم التشريعية، بما في ذلك الدعوة للتحقيق في الهجوم على الكونغرس ورفع الدعوى ضد ترامب في فترة ولايته السابقة.

على الجانب الآخر، يعتقد خبراء قانونيون في واشنطن أن لجوء بايدن إلى إصدار هذا العفو سيضر بصورة المؤسسة القضائية في البلاد، ويعزز الشعور بالانتقام السياسي في المشهد السياسي الأميركي، وهو ما يراه البعض خطوة غير مستحسنة، وينبغي على بايدن أن يتجنبها.

وازداد سقف التوقعات هذا الأسبوع بشأن احتمال إقدام بايدن على هذه الخطوة، بعد أن أصدر عفوًا شاملاً عن ابنه هانتر خلال عطلة عيد الشكر الشهر الماضي. 

أخبار ذات علاقة

"ليست معركتنا".. ترامب: يجب ألا يكون لأمريكا أي صلة بالصراع في سوريا

 هذا القرار أثار عاصفة من الاستياء بين الجمهوريين وحتى بعض الديمقراطيين في الكونغرس، نظرًا للتصريحات السابقة من بايدن بأنه لن يصدر عفوًا عن ابنه، وأنه سيحترم قرارات المؤسسة القضائية بغض النظر عن نوعها.

إلا أن انتخاب ترامب لولاية جديدة دفع بايدن لتغيير خططه، وهو الموقف الذي أثار استياءً في صفوف موظفي وزارة العدل بشكل خاص.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC