غارتان إسرائيليتان على بلدتي ياطر ورشاف جنوبي لبنان
ألقى الانقسام الأمريكي بظلاله على الحرب الروسية الأوكرانية، بعد تصريحات متفاوتة حول ضرب العمق الروسي.
ففي الوقت الذي حذر فيه البنتاغون من ضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة الغربية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن منح مساعدات مالية وعسكرية إضافية لمساعدة كييف في حربها ضد الروس.
ووسط تضارب التصريحات والتحركات الأمريكية، يُثار تساؤل عن قدرة أوكرانيا على ضرب العمق الروسي.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن "المؤسسة العسكرية الأمريكية تعتقد بأنه لا يوجد نوع واحد من الأسلحة سيكون بمنزلة وصفة سحرية تتيح لكييف تحقيق النصر على روسيا، وأن كييف يجب عليها استخدام الأسلحة الأمريكية بطريقة تضمن لها الحصول على أفضل موقف في المفاوضات المستقبلية المحتملة".
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجموعة الاتصال الدولية لمساعدة أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، أن واشنطن تعدُّ احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى لن يلعب دورًا حاسمًا في النزاع، على الرغم من طلبات كييف المتكررة للحصول عليها.
ورأى خبراء، أن استخدام القوات الأوكرانية للأسلحة الأوروبية قد يحسن نوعية العمليات العسكرية والقدرات الأوكرانية ضد موسكو، إلا أنه لن يغير الوضع الحالي والسيطرة الروسية على كثير من الأراضي الأوكرانية.
وتطالب كييف بسرعة الموافقة على استخدام هذه الأسلحة بعد نجاح روسيا في إعادة السيطرة على 10 قرى داخل كورسك الروسية.
وعدَّ أستاذ العلاقات الدولية محمد كمال، أن "الموقف الأمريكي هو في ظاهره انقسام بعدم الموافقة على استخدام الأسلحة الغربية أو حتى الأمريكية في ضرب العمق الروسي، وفي حقيقة الأمر مراوغة أمريكية لإبعاد الأنظار عنها خوفًا من رد فعل روسيا واستخدامها للأسلحة النووية".
وقال كمال لـ"إرم نيوز"، إن "منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي تُطالب كييف الدول الغربية بإرسالها تمهيدًا لاستخدامها في أرض المعركة لن تُجدي، ولن يكون لها تأثير كبير في سير المعركة، ولكن قد تحسن بنسبة قليلة القدرات الأوكرانية، وذلك نظرًا لامتلاك روسيا أفضل منظومات للدفاع الجوي في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار إلى "عدم توفر خبرات كافية لدى أوكرانيا للتعامل مع هذه الأسلحة، وبالتالي لن تحقق الفائدة المرجوة منها".
بدوره، قال نائب رئيس مركز فيجن للدراسات محمود عروقي، إنه "مع زيادة الهجمات العسكرية الروسية على شرق أوكرانيا، خاصة في خاركيف وسوني، باتت المطالب الأوكرانية ملحة للحلفاء بضرورة تزويدها بصواريخ قد تحسم الحرب ضد روسيا".
وأضاف عروقي وهو رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "الضغوط الأوكرانية المتزايدة على الغرب، وتحديدًا في أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى كييف، قد تؤدي بالنهاية إلى حلول تضمن الموافقة الصريحة على ضرب الأراضي الروسية بطريقة مفتوحة، ولكن قد يكون هذا مشروطًا".
وأوضح أن "كييف أثبتت للغرب جدواها ونجاحها منذ بداية الحرب في وقف الغزو الروسي من محيط العاصمة كييف بأسلحة بسيطة، ومن خلالها استطاعت أوكرانيا استرداد مناطق كبيرة في أوكرانيا العام الماضي، بالتالي أوكرانيا أثبتت بأنها جديرة بالدعم، ومع الدعم الجديد لن يستطيع أن يفعل الجيش الروسي أكثر مما فعل حتى الآن".
وتابع عروقي: "أعتقد أن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الدعم، فإذا أسرع الغرب بدعمه لأوكرانيا بالأسلحة المطلوبة، وكان الدعم غير مشروط، أعتقد أن أوكرانيا تستطيع تحقيق نتائجها أي تحرير أراضيها جميعها".