يستحضر تقرير نشره موقع "بوليتيكو" قرار الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون التنحي من منصبه، مشيرا إلى نقاط الالتقاء والاختلاف بين قراريْ الرئيسين.
وبعد 50 عاما من قرار نيكسون استقالته من منصبه في أعقاب فضيحة "ووترغيت" جاء قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي لولاية ثانية.
فضيحة "ووترغيت"
في أغسطس 1974 أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون استقالته من منصبه، واضطر للتنحي خشية أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في فضيحة التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي، المعروفة باسم فضيحة "ووترغيت" تحت وطأة تهديد الكونجرس بإدانته.
ويقول التقرير إنه ليس من السهل أن يترك الرؤساء مناصبهم ببساطة أو أن يتخلوا طوعا عن سباق إعادة انتخابهم، معتبرا أن "الأعداء في المعارضة ليسوا هم الذين يجبرونهم على ذلك، بل إن من المرجح أن يكون الإقدام على مثل هذه الخطوة من عمل حلفاء ظاهريين داخل حزب الرئيس نفسه، وهذا بالضبط ما حدث لبايدن هذا الصيف، بعد 24 يومًا من الأداء الضعيف على نحو صادم في مناظرة مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب.
وكان بايدن عضوا صغيرا في مجلس الشيوخ يبلغ من العمر 31 عاما، واُنْتُخِب قبل أقل من عامين، في يوم حار من شهر أغسطس قبل نصف قرن عندما ألقى ريتشارد نيكسون خطابا متلفزا إلى الأمة معلنا انسحابه من منصبه.
وقال نيكسون في الثامن من أغسطس 1974، معلناً أنه سيترك منصبه: "لم أكن قط منسحباً، إن ترك المنصب قبل انتهاء فترة ولايتي هو أمر مقيت" وفق تعبيره.
بيْن نيكسون وبايدن
ووفق التقرير، فإنّ نيكسون قدّم نوعًا من التفاصيل حول ظروف قراره، والتي كانت غائبة عن رسالة بايدن إلى الأمة، والتي نُشرت على ورق شخصي، وليس رئاسياً، ونشرت على موقع X.
واعترف نيكسون، الذي كان تحت الحصار خلال فضيحة "ووترغيت"، قائلاً: "لقد أصبح من الواضح بالنسبة لي أنني لم أعد أملك قاعدة سياسية قوية بما يكفي في الكونغرس لتبرير القتال من أجل البقاء في منصبي".
وفي حالة نيكسون، جاء هذا الإدراك عندما قاد السيناتور باري جولد ووتر، مرشح الحزب لانتخابات عام 1964، وفداً من زعماء الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ لمواجهة نيكسون في المكتب البيضاوي، ليقول له إن الوضع "ليس جيدا".
وبحسب تقرير "بوليتيكو" فإنّ "لحظة دراما مماثلة ظهرت في حالة بايدن، ربما مكالمة مصيرية من باراك أوباما أو بيل كلينتون، لا نعرف ذلك بعد، ولكن جاء الضغط الواضح عليه نتيجة لسلسلة من النداءات العامة من ديمقراطيين أقل شهرة، تصب في معنى واحد وهو أن لدى بايدن فرصاً ضئيلة للغاية للتغلب على ترامب في انتخابات الخريف المقبل.
لكن التقرير أشار إلى أنّه "خلافاً لما حدث في حالة نيكسون، فإن بايدن لن يغادر البلاد في حالة من العار، بل مع استعداد معظم الأشخاص في حزبه لتكريمه، بعد أن اتخذ قرار الانسحاب".