logo
العالم

كبير مستشاري زيلنسكي لـ"إرم نيوز": هجوم كورسك "ورقة ضغط" لإجبار روسيا على السلام

كبير مستشاري زيلنسكي لـ"إرم نيوز": هجوم كورسك "ورقة ضغط" لإجبار روسيا على السلام
ميخايلو بودولياكالمصدر: إرم نيوز
23 أغسطس 2024، 8:38 ص

اعتبر ميخايلو بودولياك (Mykhailo Podolyak)، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (Volodymyr Zelenskyy)، أنّ "أوكرانيا تقوم في منطقة كورسك التابعة للاتحاد الروسي، بممارسة حقّها في شنّ حرب دفاعية في إطار القانون الدولي، ما يضمن لأوكرانيا القدرة على ضرب البنية التحتية للحرب على أراضي الدولة المعتدية"، وفق تعبيره.

وقال بودولياك، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، إنّ "أوكرانيا تعمل على حلّ مشكلة أساسية، فهي تقوم بإبعاد القوّات الروسية عن الحدود قدر الإمكان، وبالتالي تشكيل منطقة آمنة فعّالة على أراضي منطقة كورسك (Kursk)، وضمان سلامة سكّانها المدنيين".

وحول المساحة التي باتت القوات الأوكرانية تسيطّر عليها في كورسك، قال مستشار زيلينسكي إنه "اعتبارًا من اليوم، تسيطر أوكرانيا بالفعل على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من المنطقة، وكذلك على أكثر من 100 مستوطنة، فيما تواصل القوات الأوكرانية التقدّم".

أخبار ذات علاقة

الكشف عن خطة أوكرانية لتوجيه ضربة جديدة للقوات الروسية في كورسك

 

وشدّد على أنّ "أهداف أوكرانيا الرئيسة تكمن في دفع قوّات المدفعية الروسية إلى عمق روسيا، وتدمير لوجستيات النقل والقواعد العسكرية في منطقة كورسك، وكذلك تبديد سمعة روسيا العسكرية، وضمان أمن أراضيها الحدودية، وبالتالي نقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية".

هل القوات الأوكرانية قادرة على الصمود في كورسك؟

وعمّا إذا كانت القوّات الأوكرانية قادرة على الصمود في كورسك ()، قال بودولياك إنّه "لا يمكن مناقشة المهام العملياتية والتكتيكية، لأنّ العملية في منطقة كورسك مستمرة، لكن أوكرانيا لا تنوي احتلال تلك الأراضي، فنحن لسنا بحاجة إليها، إنّما تسيطر قواتنا عليها تمامًا طالما كان ذلك ضروريًا لضمان أمن أراضينا".

وتابع أن "أوكرانيا لديها الوسائل والموارد والمهارات والأساليب لضمان نجاح تلك العملية وغيرها من العمليات الهجومية المضادة، بما في ذلك على الأراضي الروسية"، مضيفًا أنّ "عملية كورسك فتحت مرحلة جديدة من الحرب وأتاحت لأوكرانيا اعتراضًا جزئيًا للمبادرة، ونحن سنحاول تحقيقها، وزيادة الضغوط المختلفة على روسيا بشكل حاد".

هل ثمّة مخاوف من ردّ روسي قوي؟  

وبخصوص المخاوف من رد روسي محتمل قال مستشار زيلينسكي إنّ "أوكرانيا خاضت بالفعل حربًا واسعة النطاق وعنيفة ضدّ روسيا لأكثر من عامين ونصف العام، ولذلك السبب فإنّ كلمة الخوف ليست موجودة في قاموس الأوكرانيين" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي: توغلنا في "كورسك" يهدف لإنهاء الحرب وفق شروطنا

 

وتابع بودولياك: "نحن نفهم جيّدًا نوع الحرب التي تستخدمها روسيا، فهي تستخدم على نطاق واسع كلّ مواردها الصاروخية والجوية والقنابل المتاحة ضدّ السكان المدنيين في أوكرانيا... إنّ روسيا تقاتل بالفعل بكامل قوتها، وبكلّ الأدوات العسكرية. وعلينا أن نفهم ذلك أوّلاً، ليس أمامنا أي وسيلة أخرى سوى مواجهة روسيا بفاعلية، بما في ذلك على أراضيها. وثانيًا، تتصرف أوكرانيا بشكل صارم في إطار القانون الدولي، وبالتالي فإنّ أعمالنا في منطقة كورسك مبررة قانونيًا وواقعيًا" وفق تأكيده.

زمام المبادرة

وحول المعلومات التي تتحدث عن أنّ الرد الروسي على دخول القوات الأوكرانية إلى كورسك قد يكون في دونباس، أجاب المسؤول الأوكراني قائلاً: "تحاول روسيا بنشاط الهجوم في دونباس تحديدًا منذ أكثر من عدة أشهر وحتّى الآن، وبالتالي ليس هناك أيّ جديد في ذلك الأمر، وهي ستستمر في محاولة القيام بذلك".

وأضاف أنه "في نهاية المطاف، إمّا أن نأخذ زمام المبادرة على صعيد العديد من الجبهات، أو حتّى يتكبّد الروس خسائر فادحة بشكل يومي. وبالمناسبة، لا يمكن لروسيا أن تخوض حربًا إلّا إذا راكمت الكثير من الموارد على جزء صغير من الجبهة وكانت لها أفضلية ساحقة، ونحن نعلم ذلك".

وأردف: "لدينا مبادرات دفاعية فعّالة في هذا الاتجاه، وعملية كورسك ستجبر روسيا، من بين أمور أخرى، على سحب الوحدات الجاهزة للقتال جزئيًا من تلك الاتجاهات التي تقوم فيها بأعمال هجومية، وذلك أمر لا مفرّ منه، لأنّ روسيا، كما اتضح، لا تملك الموارد الكافية لتنظيم الدفاع عن أراضيها، وتلك الحقيقة في حدّ ذاتها تقول الكثير بالفعل".

هل تجعل أوكرانيا كورسك ورقة ضغط؟

وعمّا إذا كانت أوكرانيا تسعى إلى جعل كورسك ورقة مساومة في المفاوضات، أوضح بودولياك أنّ "أوكرانيا تعمل، من حيث المبدأ، على تشكيل مجال تفاوضي مناسب، وعملية كورسك هي إحدى أدوات ذلك التشكيل".

وأكّد وجوب أن "يستند مجال التفاوض الحقيقي على أساس قانوني يسمى القانون الدولي، وأن يأخذ بعين الاعتبار سيادة الدول ووحدة أراضيها، إذ لا يمكن أن يستند مجال التفاوض على الإنذارات الروسية البدائية".

وختم المستشار بقوله: "لكي تدرك روسيا خطورة الوضع الذي تجد نفسها فيه وتجلس على طاولة مفاوضات عادلة، علينا أن نستخدم أدوات لإجبار روسيا على السلام، وذلك بالطبع عمل فعّال في ساحة المعركة، وكورسك تثبت ذلك، كما أنّ ذلك يمثل ورقة للضغط الاقتصادي لجعل تكلفة الحرب باهظة للغاية بالنسبة إلى روسيا، وكذلك هو أيضًا ضغط دبلوماسي من خلال الدول التي تعتمد عليها روسيا ماليًا وتجاريًا في المقام الأول... وفي المحصلة، فإنّ "أوكرانيا تعمل بشكل فعّال ومثابر على كل تلك الجبهات".

شاهدوا أيضاً:  ممر فيلادلفيا نقطة خلافية رئيسية.. وماذا عن دور لـ "حماس" في غزة بعد الحرب؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC