زيلنسكي: ربما لن نستعيد أراضينا قريبا لكن لن نتنازل أبدا عنها لروسيا فهي ملك للأوكرانيين
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر عسكرية قولها إن الوضع العسكري في أوكرانيا أصبح يثير قلقًا بالغًا، لا سيما مع تقدم القوات الروسية بشكل أسرع من أي وقت مضى.
ويأتي هذا الاعتراف الغربي تزامنا مع كشف مماثل لمصادر صحفية منفصلة أفادت بفرار 1700 جندي أوكراني من اللواء 155، الذين تم تدريبهم في فرنسا، من أرض المعركة.
وبعد مرور نحو 3 سنوات من الصراع، يواجه الجيش الأوكراني تحديات متزايدة، أبرزها نقص الأسلحة نتيجة لتراجع الدعم الغربي، بالإضافة إلى انخفاض كبير في أعداد الجنود المدربين.
وكشفت هذه الضغوط عن تراجع معنويات الجنود الأوكرانيين، حيث يقول البعض منهم في الميدان إن الهجمات الروسية المستمرة أجبرت القوات الأوكرانية على التراجع تدريجيًا، مما أسهم في تقدم روسيا واقترابها من السيطرة على بلدة باكروفسك في الشرق، الأمر الذي يهدد بقطع طرق الإمداد الحيوية للقوات الأوكرانية.
وفي خطوة لافتة، فر 1700 جندي أوكراني من اللواء 155، الذين تم تدريبهم في فرنسا، من أرض المعركة قبل وصولهم إلى جبهة كراسنوارميسك في جمهورية دونيتسك.
ووفقًا لـ"فوربس"، تم إصدار أوامر من قائد القوات الأوكرانية ألكسندر سيرسكي بتعزيز هذا اللواء، وذلك بعد فرار العديد من الجنود بعد وقت قصير من عودتهم إلى أوكرانيا.
ومع تزايد الضغوط العسكرية وفرار الجنود الأوكرانيين من أرض المعركة، أصبح من الواضح أن الخيارات العسكرية للرئيس الأوكراني وقيادة الجيش أصبحت أكثر محدودية، ما قد يجبره على البحث عن حل دبلوماسي لإنهاء الحرب، رغم أنه قد يتطلب تقديم "تنازلات مؤلمة"، بحسب محللين.
وقال الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، لـ"إرم نيوز" إن التراجع الأوكراني والتقدم الروسي أصبح حقيقة مؤكدة، مؤكداً أن فرار الجنود الأوكرانيين يعكس الإرهاق الكبير في المجتمع الأوكراني، حيث لم تعد الدعاية الإعلامية تثمر كما كانت في السابق.
وأوضح القليوبي أن "هذا الوضع يذكر بما حدث في سوريا قبل سقوط نظام الأسد، حيث بدأت القوات الموالية للنظام تظهر ضعفًا في المقاومة بعد سنوات من الحرب"، لافتاً إلى أن الوضع في أوكرانيا قد يسير نحو السيناريو ذاته.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د.نبيل رشوان، إن روسيا لا تزال تحقق تقدمًا ملحوظًا في محيط مقاطعة دونيتسك، وأن التدهور العسكري على الجبهة الأوكرانية يزداد، مع تزايد الشكاوى من نقص المساعدات الغربية.
وأضاف رشوان في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوكرانيا شنت هجومًا مضادًا في كورسك كرسالة للغرب بأنها لا تزال قادرة على مواجهة القوات الروسية، رغم التحديات العسكرية.
وتابع رشوان أن "المعركة بين الطرفين لا تزال في حالة سجال، مع كل طرف يحاول التمسك بأوراق الضغط، وسط ترقب لما سيحدث بعد قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى سدة الحكم، الذي يُتوقع أن يسعى للجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب".
وأكد رشوان أن فرار الجنود الأوكرانيين ليس أمرًا غير مألوف في الحروب، وأنه يمكن أن يحدث من الطرفين، لكن على المستوى الأوكراني، قد تتزايد حالات الفرار بسبب الخسائر المتزايدة والتقدم المستمر للجيش الروسي.