الرئيس الصيني: نشجع المزيد من شركاتنا على الاستثمار في جنوب شرق آسيا
في خطوة نادرة الحدوث تحمل أبعاداً مختلفة، أعلنت موسكو وكييف عن اتفاقيتين منفصلتين لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، ووقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة.
وجاء هذا التطور وسط تصعيد عسكري مستمر، وتكتم على تفاصيل دقيقة وشروط غير معلنة بالكامل، ما يفتح الباب أمام التساؤلات.
وتُعد الاتفاقيتان أول التزامات رسمية منذ تولّي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، وتبدو كخطوة تهدف إلى تهدئة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لكن تنفيذها يظل موضع شك كبير.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية بسام البني، إن "روسيا وأوكرانيا لم تتوصّلا إلى اتفاق مباشر بشأن ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، خاصة أن الاتفاق تم أولاً بين الولايات المتحدة وروسيا، ثم نقلته واشنطن إلى أوكرانيا".
وأضاف البني لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا لم تستخدم السفن التجارية لأغراض عسكرية، خلافاً لما قامت به أوكرانيا، التي استغلت النقل البحري المدني لنقل الأسلحة إلى ميناء أوديسا أثناء تنفيذ صفقة الحبوب، التي أصبحت، اليوم، جزءاً من اتفاق أوسع حول الملاحة في البحر الأسود".
وأوضح أن "روسيا لم تقدم أي تنازلات في هذه الصفقة، بل وافقت عليها لضمان عدم استغلال أوكرانيا للسفن التجارية لأغراض عسكرية".
وأشار البني، إلى أن "المحادثات في الرياض جرت أولاً بين روسيا والولايات المتحدة، ثم بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وركزت على أمن الملاحة في البحر الأسود، وإا ذتمكنت الأطراف من التوصل إلى اتفاق، فقد يشكل ذلك أساساً لمفاوضات مستقبلية وحل سياسي للأزمة".
وحذّر من أن "صفقة الحبوب السابقة شهدت تلاعباً وتسويفاً، حيث تم تعطيل البنوك التي تتعامل مع هذه الصفقة، وتأخير رفع العقوبات عن شركات التأمين، وهو ما كان يفترض أن تضمنه الولايات المتحدة مقابل وقف إطلاق النار".
ورأى البني، أن "روسيا مستمرة في مشاوراتها الشاقة مع الولايات المتحدة، والدليل على ذلك استمرار المفاوضات في الرياض لمدة 10 ساعات، ما يعكس اتباع موسكو نهجاً عقلانياً لإقناع الجانب الأمريكي بأن ميثاق الأمم المتحدة يهدف إلى حقن دماء الشعوب".
وأعرب عن تفاؤله الحذر بشأن المفاوضات، مشيراً إلى أن روسيا تعرضت للخداع مراراً، ولن تسمح بتكرار ذلك هذه المرة.
واعتبر أن "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إلزام أوكرانيا بتنفيذه، وهو ما يفسر عدم الإعلان عن تفاصيل المفاوضات التي حملت طابعاً فنياً تفصيلياً".
وتوقع البني أن يكون الحوار بين واشنطن وموسكو سلساً إلى حد ما، بحيث يتم التوصل إلى توافق أو تناغم في غضون أسابيع أو حتى أشهر.
لكنه شدد على أن جوهر الأزمة لا يتعلق فقط بالعلاقات الحالية بين البلدين، بل بجذورها التاريخية، وانعكاساتها على الوضع الراهن.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية نبيل رشوان، إن "اتفاق سلامة الملاحة في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا قد تم فعلياً، لكن كل طرف لديه مجموعة من الشروط لتنفيذها على أرض الواقع".
وعن الشروط الروسية، قال رشوان لـ"إرم نيوز"، إن "موسكو، على سبيل المثال، تطالب برفع العقوبات عن البنك الزراعي الروسي، الذي يتم من خلاله تصدير الحاصلات الزراعية الروسية إلى دول العالم، وفي المقابل، تشترط أوكرانيا أن تكون الولايات المتحدة الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق ليصبح سارياً".
ورأى أن "الاتفاق لا يزال يثير الشكوك، وروسيا لم تحسم موقفها بعد، ومع ذلك، فإن استعادة حرية الملاحة في البحر الأسود تمثل نقلة نوعية في عودة حركة التجارة بين روسيا ودول العالم".
وأضاف رشوان أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "يبدو أنه يدرس، حالياً، إمكانية رفع جزئي للعقوبات عن روسيا، خاصة مع إظهار موسكو مرونة كبيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار، وذلك تعبيراً عن حسن النوايا لتخفيف الأعباء الاقتصادية عنها".
وأشار إلى أن "روسيا تسعى لإغراء الولايات المتحدة بعقد صفقات اقتصادية، خاصة في مجال شراكة المعادن النادرة، وهو ما قد يسرّع عملية رفع العقوبات الاقتصادية عن موسكو".