الإذاعة الإسرائيلية: الجيش هاجم 20 موقعا في غزة
بينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء أوكرانيا إلى توسيع دائرة الصراع بين موسكو وكييف، فاجأت روسيا الغرب بإطلاق أول صاروخ باليستي عابر للقارات قد يهدد الأمن الأوروبي، ردًا على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية وضرب العمق الروسي.
ويبدو أن أوروبا على موعد مع مفاجأة روسية جديدة، ولكن في آسيا، أشار إليها نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، وأثارت حالة من الترقب لدى زعماء أوروبا، خوفًا من تنامي النفوذ الروسي داخل القارة الآسيوية باعتباره الباب الخلفي لحماية روسيا.
وأكد ريابكوف أن نشر صواريخ روسية متوسطة وقصيرة المدى في دول آسيا أحد الخيارات التي تدرسها موسكو، وأن ظهور المنظومات الأمريكية المماثلة في أي منطقة من العالم سيحدد الخطوات الروسية المقبلة، مشددا على أنه لا توجد قيود على النشر المحتمل لهذه الصواريخ الروسية.
وتعليقًا على هذه الخطوة، ذكر خبراء في الشؤون الروسية، أن التحركات الجديدة قد تثير حفيظة الدول الغربية، وكذلك الصين.
مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، وصف إعلان روسيا عن إمكانية نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا، بــ"الخطوة التصعيدية".
وقال إن تحالف روسيا وكوريا الشمالية وتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بينهما يخيف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
وأوضح بريجع، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة بدأت تدرك أن دورها في آسيا يضعف بسبب السياسة الروسية والتقارب الروسي الصيني من جانب، وأيضا تقارب روسيا مع عدد من دول آسيا لكبح جماح الولايات المتحدة ونفوذها.
وأكد أن هناك احتمالية أن تصحح الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها بمجيء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بينما لا أحد يتوقع كيف ستكون سياسته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: هناك إمكانية نحو التهدئة، وفي الوقت نفسه يتحدث ترامب عن عودة الولايات المتحدة الأمريكية بقوة إلى الساحة الدولية والعمل على حل المشكلات الداخلية الاقتصادية لأمريكا.
وذكر بريجع أن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإدارته تحاول استعراض العضلات والعودة إلى سباق التسلح مع الغرب، لافتا إلى أن نشر صواريخ روسية في آسيا يعتبر رد فعل من جانب روسيا ورسالة تهديد مباشرة للغرب وأمريكا على استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى تشمل "أتاكمز" الأمريكية و"ستورم شادو" البريطانية و"سكال الفرنسية".
من جانبه، قال مدير مركز JSM للدراسات في روسيا، د. آصف ملحم، إن نشر صواريخ روسية متوسطة المدى في آسيا والمحيط الهادي مرتبط بسلوك الولايات الولايات المتحدة وظهور المنظومات الأمريكية في بعض مناطق العالم، ولذلك فإن الخطوات الروسية تأتي رداً على الخطوات الأمريكية.
وأشار ملحم في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن إطلاق صاروخ أوريشنيك البالستي يأتي ردًا على خروج واشنطن من معاهدة الصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى في الثاني من أغسطس آب عام 2016، بالإضافة إلى أنها أجرت التجارب على صاروخ يطلق من منصة إطلاق إمكا 41 يتعارض مداه مع هذه الاتفاقية، كما أنها نشرت في الفلبين منظومة تيفون التي يصل مدى صواريخها إلى 1600 كيلومتر .
وتابع الخبير في الشؤون الروسية أن "أمريكا أجرت تدريبات في جزيرة بورنهولم الدنماركية الواقعة في بحر البلطيق ونقلت إليها منظومات أنكا 70، فضلاً عن أنها تنوي ابتداءً من عام 2026 نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى من نوع أس أم 6، وتوماهوك، ودارك إيجل في ألمانيا، لذلك فإن الخطوات الروسية جاءت كرد فعل على الخطوات الأمريكية".
وأضاف مدير مركز JSM للدراسات بروسيا في تصريحاته، أن قيام روسيا بنشر منظومات مماثلة في منطقة جنوب شرق آسيا قد يثير حفيظة الصين التي لا تميل إلى عسكرة تلك المنطقة.
وأشار محلم إلى أن أكثر منطقة مرشحة لنشر الصواريخ الروسية هي منطقة الشرق الأقصى الروسي مثل منطقة تشايكوفسكي، التي تمكنها من ضرب أي مدينة أو منطقة على السواحل الغربية للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح: تبلغ المسافة من تشايكوفيسكي إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية 5000 كيلومتر فقط، بينما مدى الصواريخ متوسطة المدى 5500 كيلومتر.
وذكر الخبير في الشؤون الروسية أن المقاطعات الروسية الشرقية قريبة جداً من السواحل الغربية للولايات المتحدة وكندا.
وأضاف أن هناك دولا آسيوية أخرى بإمكانها الاعتراض على هذا كالصين والهند، معتبرا أن الأقرب لنشر الصواريخ الروسية متوسطة المدى هي مناطق الشرق الأقصى الروسي على المحيط الهادئ.