غارات أميركية تستهدف شرقي صعدة في اليمن
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن التباين في سياسات "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، سينعكس على مسار تعامل الرئيس الأمريكي الجديد، سواء دونالد ترامب أو كامالا هاريس، مع نزاعات الشرق الأوسط.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التباين يتلاشى بين الجانبين في التعامل مع ما يسمى بـ"أمن إسرائيل"، والعمل على أن تكون "تل أبيب" دائما متفوقة وقادرة على خوض الحروب والاعتداءات سواء في غزة أو لبنان والمنطقة ككل.
أما الملف الذي يحمل تباينا كبيرا بين "ترامب" و"هاريس" في منطقة الشرق الأوسط ، بحسب خبراء، ما يتعلق بالتعامل مع إيران وسياسة فرض العقوبات والتعامل مع مشروعها النووي.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في جنين، د. أيمن يوسف، إن المقاربات بين "هاريس" و"ترامب" مختلفة، ولكن هناك نقاطا تحمل تقاربا واجماعا، تتعلق بضرورة حماية أمن إسرائيل، وأن تكون دائما متفوقة في المنطقة وقادرة على خوض الحروب والاعتداءات سواء في غزة أو لبنان والمنطقة ككل.
ويذهب "يوسف" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى المواقف المتباينة بين "ترامب" و"هاريس" في تحديد مسار نزاعات الشرق الأوسط، والتي تتعلق في الأساس بالإستراتيجية المعروفة لكل حزب، سواء "الجمهوري" أو "الديمقراطي".
وفسر "يوسف" ذلك، بالقول إن الإدارات الديمقراطية في النزاعات مثلما جاء في عهد الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته المرشحة كامالا هاريس، تفضل عادة الأدوات الدبلوماسية والمفاوضات الهادئة، مدللا على ذلك بما يحدث الآن، والذي يكمن في عدم رغبة "الديمقراطيين" وضع ضغوط كبيرة على إسرائيل لإنهاء العدوان سواء في غزة أو لبنان، وبالتالي يشعروا بأن هناك متسعا وإمكانيات للعمل الدبلوماسي.
أما "الجمهوريون" إذا كانوا في السلطة في الفترة الحالية، بحسب "يوسف"، فإنهم عادة ما يفضلون، أن يكون هناك سقف زمني لإسرائيل، لإنهاء هذه الحرب، سواء في غزة ولبنان بعد تحقيق الأهداف، والأمر نفسه سيكون في وضعية إيران، بأن يكون هناك قرار وتعامل بتوجيه الضربة مباشرة.
وحول العلاقة مع "طهران"، يرى أن الديمقراطيين يفضلون المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي والإشكاليات العالقة الأخرى، بينما يذهب الجمهوريون إلى الأدوات القسرية بما فيها فرض العقوبات وتطبيق حصار حقيقي على إيران وعدم التفاعل الإيجابي معها في المنطقة، وحتى ربما تشجيع إسرائيل على استهداف طهران بشكل مباشر.
فيما يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، ناصر عباس، أن هناك اختلافا ما بين الخطاب السياسي والمواقف التي سيتم اتخاذها، ولكن ما لا يحمل تباينا أبدا هو ما يتعلق بأمن إسرائيل في المنطقة، والذي يحمل نوعا من "المسكنات" من جانب "الديمقراطيين" بالعمل على حل الدولتين، ولكن في النهاية، فإن الدولة الفلسطينية ليست قائمة في ذهن سواء الديمقراطي أو الجمهوري.
ويوضح "عباس" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات "ترامب" تنحاز بامتياز إلى إسرائيل، أما "هاريس" فهي تريد مثل "الديمقراطيين" الحفاظ على أمن إسرائيل من خلال أطول الطرق، رغبة في الحفاظ على مصالح أمريكا بالشرق الأوسط، حيال تراكم استفزازات تتعلق بالتعامل مع الملف الفلسطيني بشكل عام.
ويستكمل "عباس" أن ما يتم قراءته في تباين بالمواقف تجاه "الشرق الأوسط" بين "ترامب" و"هاريس"، يكمن في فارق وهو أن "ترامب" ظاهر يقدم نفسه كما هو في تحقيق الأهداف، أما "هاريس" فهي تراوغ وتتلاعب للحصول على ما هو لصالح السياسة التي تريد تطبيقها، وأن يكون ذلك بشكل "ناعم"، وهذا المسار يسير عليه "الديمقراطيون" وخير دليل على ذلك الرئيس الحالي جو بايدن.
وأشار "عباس" إلى أن الملف الذي يحمل تباينا كبيرا دون سقف بين "ترامب" و"هاريس" في منطقة الشرق الأوسط ، ما يتعلق بالتعامل مع إيران وسياسة فرض العقوبات والتعامل مع مشروعها النووي.
موضحا أن "ترامب" له سياسة مباشرة تعمل على استهداف أكبر لإيران ومشاريعها في المنطقة، في حين أن "الديمقراطيين" يرون أن المساحة التي تتواجد فيها طهران في هذا الصدد، قد تكون لها انعكاسات تضمن استقرارا لمصالح أمريكية في المنطقة، في ظل قدرة إيران في السيطرة على أكثر من فصيل وجماعة، وعدم خروجهم عن النص.