ستارمر: أنشطة بن غفير وسموتريتش في الضفة الغربية "بغيضة" ومثيرة للقلق 

logo
العالم

هاريس تلجأ لـ"ورقة أوباما" في ربع الساعة الأخير.. ما السبب؟

هاريس تلجأ لـ"ورقة أوباما" في ربع الساعة الأخير.. ما السبب؟
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما - تعبيريةالمصدر: أ ب
12 أكتوبر 2024، 2:50 م

لجأت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في ربع الساعة الأخير، إلى استخدام أدوات القوة الناعمة المتوفرة لديها في رصيدها الاحتياطي، متمثلة بدخول الرئيس السابق باراك أوباما، على خط الحملة الانتخابية.

كانت حملة هاريس، أعلنت مطلع الشهر الحالي، أن أوباما سوف يُنشط تجمعات انتخابية لصالح المرشحة الديمقراطية في الولايات التنافسية المتأرجحة جميعها في تصويتها إلى غاية السابع والعشرين من الشهر الحالي.

خطة هاريس الانتخابية

يأتي هذا قبل أن تنضم إليه زوجته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما في وقت لاحق بوصفه جزءًا من هذه الخطة الإستراتيجية الانتخابية التي اختارتها هاريس لربع الساعة الأخير من سباق الوصول إلى البيت الأبيض. 

مع العلم أن استخدام عائلة أوباما في حملات الحزب الديمقراطي ليس جديدًا؛ لأن الأمر حدث حتى خلال وجود العائلة في البيت الأبيض في عامها الأخير عندما انضم باراك الرئيس، وقتها إلى حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وقدمها آنذاك أنها المرشحة الأكثر أهلية لمنصب الرئيس في تاريخ مرشحي الانتخابات الرئاسية.

أخبار ذات علاقة

كيف يوظف ترامب وهاريس مشاهير العالم في حملتيهما الانتخابيتين؟

مفاجأة صادمة للحزب الديمقراطي

ولكن ورغم ذلك الدعم الكبير من أوباما خسرت كلينتون الانتخابات وفاز وقتها الرئيس السابق دونالد ترامب بالسباق في مفاجأة مدوية وصادمة للحزب الديمقراطي كما لم يحدث في تاريخ  الحزب. 

ويحظى الزوجان أوباما، بشعبية هائلة داخل الحزب الديمقراطي، وهذا الأمر سيكون عاملًا مساعدًا على إضافة مزيد من التحفيز لقواعد الديمقراطيين، وكذلك اليافعين والمصوتين لأول مرة.

إلى جانب مساعدة المترددين من بينهم في جدوى خيار التصويت لصالح هاريس؛ بسبب الخلافات التي أظهرتها ولاية الرئيس بايدن الأولى التي سوف تكون الأخيرة، هناك أيضًا ذلك الرهان الأساسي الآخر الذي ترفعه حملة المرشحة الديمقراطية باللجوء إلى استخدام سلاح عائلة أوباما. 

تراجع التأييد لهاريس

وأظهرت استطلاعات الرأي أن هناك تراجعًا واضحًا في نسب التأييد لهاريس بين الرجال الأمريكيين من الأفارقة والبيض، وهذا القطاع الواسع والحاسم من الناخبين يحظى فيه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بنسبة تأييد مريحة.

وكذلك فإن مقارنة التأييد بين هاريس وأوباما وبايدن تظهر أن هاريس تسجل المعدل الأدنى من نسبة التأييد بين هؤلاء المرشحين الديمقراطيين السابقين جميعهم.

انطلاقًا من هذه الحسابات المرتبطة بخطاب ترامب الذي يركز بشكل واضح على عدم أهلية هاريس القيادية وافتقادها إلى المهارات التي تؤهلها لرئاسة البلاد يأتي أوباما ليقدم تلك الإضافات المرجوة، خاصة بين الأفارقة الذين يقول هؤلاء إن ترامب أكثر حدة وصرامة من الناحية القيادية، وأكثر قدرة على الدفع بوتيرة الاقتصاد التي يراها أغلب المواطنين أنها متعثرة في الوقت الحاضر.

أخبار ذات علاقة

ترامب: أوباما سيصوت لي

بنسلفانيا والسباق الطاحن

المحطة الأولى لجولة أوباما كانت من مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا التي تشهد سباقًا طاحنًا بين المرشحين وعلى مدار الساعة.

وهناك كشف الرئيس الديمقراطي السابق على معالم خطابه في هذه الحملة الانتخابية من خلال العودة مجددًا إلى التذكير بطريقة إدارة ترامب البيت الأبيض في ولايته السابقة.

وسيذكر بسجله الشخصي الخالي تمامًا من أي مساهمة في الشأن العام في مراحل حياته جميعها، وهو ما يجعل منه يفتقد إلى القدرة على تفهم معاناة الأمريكيين العاديين. 

كان هذا هو الخطاب الذي تحدث به أوباما إلى الأمريكيين السود في بيتسبرغ، وأشار إلى أن خيار التصويت لصالح ترامب أو حتى الامتناع عنه مجانب للصواب؛ لأنه "لا شيء يبرر من وجهة نظره التصويت لرجل كان ولا يزال حتى الآن يحرص على الترويج  للدعاية الزائفة".

وآخر المواقف التي ذكرها أوباما في هذا السباق استخدام أزمة إعصاري فلوريدا في خطابات السباق الانتخابي بصورة غير لائقة تمامًا باتهام ترامب لإدارة بايدن الديمقراطية بأنها لا تريد مساعدات الولايات الجمهورية المتضررة من الإعصار.

الأمريكيون الأفارقة 

الديمقراطيون يؤمنون أن حسابات التاريخ تقول إنه كلما صوت الأمريكيون الأفارقة بكثافة، كان الفوز لصالح الديمقراطيين، وكلما غاب هؤلاء عن صناديق الاقتراع، تضاءلت حظوظهم.

ومن هذا المنطلق يحرص أوباما على تحفيز هذه القاعدة الانتخابية، وهو أكبر رموزها في الولايات المتحدة وبقية العالم التي تصوت تاريخيًّا وتقليديًّا لصالح الحزب الديمقراطي، إلا أن معطيات الاقتصاد في السنوات الأخيرة غيرت من هذه القناعات السياسية بين الناخبين السود. 

لا يريد الديمقراطيون لذلك السيناريو المفاجئ لهم العام 2016 عندما خسرت "هيلاري" الانتخابات في مواجهة ترامب.

والأسباب كثيرة كما يراها هؤلاء، ولكن شبح ذلك السيناريو هو ما يعملون حاليًّا، وبكثافة لأجل تجنب حدوثه.

غياب صوت الأفارقة

وواحد من الأسباب الرئيسة كما يعتقد كثير من الديمقراطيين هو غياب التصويت المكثف بين الأميركيين الأفارقة في تلك الانتخابات لذلك لا يريدون تكراره في 2024.

هذا على المستوى الإستراتيجي أما على المستوى الشخصي فهناك شراكة سياسية عميقة وممتدة بين عائلة أوباما والمرشحة الديمقراطية كما هي الخصومة في المقابل مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب. 

الرئيس السابق باراك أوباما لا يزال يحتفظ لهاريس بذلك الموقف الشخصي الخاص عندما أعلن ترشيحة لانتخابات الرئاسة 2005 وكان وجوده على مسرح الحزب الديمقراطي محدودًا.

ولكن هاريس التي كانت أحد الوجوه الديمقراطية الصاعدة في ولاية كاليفورنيا حينها اختارت الانضمام إلى حملته، وإعلان تأييدها له على حساب المرشحة هيلاري كلينتون التي كانت تمثل وجه الحزب الديمقراطي الأبرز في ذلك الوقت مراهنة بمستقبلها السياسي بحسابات تلك المرحلة. 

الصداقة الحزبية

منذ تلك اللحظة بدأت هذه الصداقة الحزبية بين اسمين جديدين في الحزب الديمقراطي، وفي سماء السياسة الأمريكية يملكان الطموح الكبير للصعود، وكان لكليهما ذلك المسار الطويل والحافل، إذ انتهى أوباما إلى الرئاسة وانتهت هاريس لتكون اليوم مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات 2024. 

في كواليس الحزب الديمقراطي يقول العارفون بها إن الرئيس السابق كان أحد الداعمين الكبار لفكرة انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي بعد أدائه المثير للجدل في المناظرة الرئاسية ضد ترامب وتقديم هاريس بديلًا منه على بطاقة الحزب مطلع الصيف الماضي.

 النسخة الثانية من أوباما

ولذلك هناك من المنافسين الجمهوريين من يعتقد أن المرشحة هاريس هي النسخة الثانية من الرئيس الأسبق باراك أوباما بالنظر إلى التقارب الكبير بينهما في المسار الشخصي والقصة الشخصية والمواقف السياسية.

أضف إلى ذلك التقارب في الخلفية الأكاديمية المشتركة من خلال دراسة كليهما القانون والعمل في المحاماة والعضوية في مجلس الشيوخ قبل الوصول إلى البيت الأبيض؛ الأول بوصفه رئيسًا  للولايات المتحدة لعهدتين متتاليتين، والثانية من خلال وصولها نائبة لبايدن، ثم ترشحها بوصفها أول امراة من الأمريكيين الملونين لتكون الرئيس السابع والأربعين في تاريخ البلاد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC