طهران: المحادثات غير المباشرة مع واشنطن تشمل ملفي البرنامج النووي ورفع العقوبات

logo
العالم

قبيل تنصيب ترامب.. واشنطن ترسل الشحنة "72" لأوكرانيا

قبيل تنصيب ترامب.. واشنطن ترسل الشحنة "72" لأوكرانيا
أسلحة أمريكية المصدر: (أ ب)
16 ديسمبر 2024، 9:43 ص

قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قررت الولايات المتحدة منح أوكرانيا شحنة من المعدات للحماية من الهجمات النووية والكيميائية، ضمن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة نصف مليار دولار.

وتعد هذه الشحنة هي الرقم 72 من المعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وفقًا لِما أعلن البيت الأبيض، وهي حزمة أثارت الحديث عن احتمال استخدام روسيا أسلحة نووية في نزاعها مع الغرب، خاصة بعد تعديل عقيدتها النووية.

أخبار ذات علاقة

اليمين المتطرف الألماني يدعو للاعتراف بـ"انتصار روسيا" في أوكرانيا

وتشمل المعدات التي تم الإعلان عنها الخميس، والتي سترسل إلى كييف، خصوصًا ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ "هيمارس"، وقذائف مدفعية، وطائرات مسيرة، ومركبات عسكرية، ومعدات للحماية من الهجمات الكيميائية والإشعاعية والنووية، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.

وأكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في بيان، أن الولايات المتحدة ستقدم شحنة كبيرة أخرى من المعدات والأسلحة لشركائنا الأوكرانيين الذين هم بحاجة ماسة إليها، في وقت يدافعون فيه عن أنفسهم ضد الهجمات المستمرة من روسيا، مضيفًا أن بلاده وأكثر من 50 دولة تظل متحدة لضمان امتلاك أوكرانيا الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تقديم معدات إضافية حتى نهاية ولاية جو بايدن.

وأثارت المساعدات الجديدة من الإدارة الأمريكية لأوكرانيا تساؤلات حول مدى قدرتها على التصدي للمخاطر النووية الروسية المحتملة خلال الأيام المقبلة، في خضم تصاعد الصراع بين الطرفين. 

وأجمع الخبراء على أن المساعدات الغربية، وتحديدًا الأمريكية، لن توقف محاولات روسيا لتعزيز موقفها النووي، في خضم تمسك الغرب وكييف باستمرار الصراع وعدم الاستجابة لمساعي ترامب لوقفه.

قال السفير مسعود معلوف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعلم جيدًا أنه فور استلام الرئيس دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني المقبل، فإن أول قرار محتمل بلا شك سيكون وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا وإيجاد حل للحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما وعد به ترامب.

وأكد معلوف لـ«إرم نيوز» أن الرئيس جو بايدن يسعى بشتى الطرق الآن وقبل وصول ترامب إلى رئاسة البلاد إلى زرع الشوك في طريقه لعرقلة محاولاته لإتمام عملية الهدنة. لذا، فإنه يحاول أن يقدم أقصى المساعدات العسكرية والمالية لكييف.

وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية أن المساعدات الأخيرة لن تقف محاولات الروس النووية أو تخفف من وطأتها، وذلك لأن روسيا تمتلك الكثير من الأسلحة النووية المختلفة بالإضافة إلى صواريخ تحمل رؤوسًا نووية، وأبرزها الصواريخ "أوريشنك".

وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي أيضًا تقدم المساعدات الممكنة لأوكرانيا، ليس من أجل أن تقف كييف في وجه روسيا عسكريًّا، لأن ذلك معروف للجميع أنه أمر صعب جدًّا، ولكن من أجل أن يكون لأوكرانيا موقف قوي في المفاوضات المحتملة. كما أنه من المتوقع أن تخسر أوكرانيا جزءًا من مناطقها الشرقية التي تحتلها روسيا حاليًّا.

وأوضح المحلل السياسي السفير مسعود معلوف أنه في ظل المساعدات الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يتوقع أن توجه روسيا ضربة نووية ضد أوكرانيا رغم تهديدات الرئيس بوتين.

واختتم معلوف حديثه بأن الدعم العسكري الكبير لأوكرانيا ليس للوقوف ضد القوة النووية الروسية، وإنما لمنحها موقفًا جيدًا في المفاوضات المرتقبة.

29ac0ada-0b6f-4c8c-a8d0-45bb9f72009d

من جانبه، قال نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وحتى اليوم، قدم الغرب أكثر من 200 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا على أمل أن تتغير الأمور والمعادلة في جبهات القتال.

ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، باعتبارهما من أكبر الدول اقتصاديًّا، قدمتا دعمًا لأوكرانيا بأحدث الأسلحة والمعدات، وحتى أنهما ساعدتا أوكرانيا في الهجوم المضاد منذ عام مضى، فإن النتيجة جاءت عكس ما أرادتا.

واعتبر الخبير في الشؤون الروسية في حديثه لـ«إرم نيوز» هذه المساعدات الأمريكية بأنها فرصة أخيرة فقط خلال هذا الشهر لدعم أوكرانيا، وأن هذه المساعدات العسكرية لن تستطيع أن تقف أمام قوة روسيا النووية.

وأضاف أن روسيا لديها صواريخ فرط صوتية، ولا يمكن لأي منظومة دفاع جوي في العالم أن تصدها، ويمكن تحميل تلك الصواريخ برؤوس نووية، وعلى وجه التحديد صاروخ "أوريشيك".

c3a736d3-a0b3-4000-a950-c74784d62657

وأكد بوش أن روسيا تتقدم على الجبهات كافة وتقوم بتحرير البلدات واحدة تلو الأخرى في الدونباس، ولم يبقَ الكثير للانتهاء من تحريره. كما يتم حاليًّا القضاء على القوات الأوكرانية التي دخلت كورسك الروسية، ولم يبقَ سوى 40% منها في يد الأوكرانيين، بينما تم تحرير 60% من مساحة كورسك.

وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية الأمريكية الأخيرة، أوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، نزار بوش، أنها لن تغير شيئًا على جبهة القتال. 

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد تعقيد الأمور قبل أن يأتي ترامب إلى السلطة، والذي وعد بعدم تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

وخلص بوش إلى أن تلك الأموال الأمريكية من المساعدات لأوكرانيا قد تحترق في جبهات القتال أو ربما تذهب لجيوب زيلينسكي ومن حوله في السلطة، لأن ولاية زيلينسكي قد انتهت ولن يستطيع الاستمرار في الحكم في عام 2025 إذا تم توقف الحرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC