عاجل

بلغاريا: شركة نورتا جلوبال في صوفيا لا علاقة لها ببيع أو شراء أو تداول أجهزة البيجر

logo
العالم

"التجمع الوطني" و"الجبهة الوطنية".. من الأخطر؟

"التجمع الوطني" و"الجبهة الوطنية".. من الأخطر؟
زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان المصدر: رويترز
03 يوليو 2024، 6:43 ص

كيف أصبح "التجمع الوطني" الحزب الرائد في فرنسا؟ فبعد أن حصل على 62% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، تصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعية المبكرة، وهل يختلف عن "الجبهة الوطنية"  الذي أسسه جان ماري لوبان؟

إحدى الملاحظات التي تلفت الانتباه في الحال عند التحدث مع سكان "هينان بومونت"، بلدية تقع في إقليم بادو كاليه شمال فرنسا، هي أن معظمهم يعتقدون أن "التجمع الوطني" لم تعد له علاقة كبيرة بـ"الجبهة الوطنية".

ونقل تلفاز "RTBF" عن أحد المواطنين، ويدعى كريستوف خلال تجوله في سوبر ماركت وسط المدينة قوله "لم يعد هذا حزب جان ماري لوبان إطلاقا".

أما إيرين، البالغة من العمر 66 عامًا فقالت: هذا حزب مارين (في إشارة إلى الابنة مارين لوبان! والآن تغير كثيرًا. لقد أصبح حزبا كأي حزب آخر".

لذا، هل يختلف "الحمض النووي" لحزب "التجمع الوطني" عن "الجبهة الوطنية" التي أسسها جان ماري لوبان؟ بالنسبة لإروان لو كوير، الخبير السياسي في "ساينس بو جروبال"، فإن عملية تجديد واجهة الحزب، التي نفذتها مارين لوبان- من خلال تغيير اسم الجبهة الوطنية للتجمع الوطني في 2018- قدمت ذريعة جيدة للناخبين المحتملين، حيث وفرت نوعًا من العذر الذي يبحث عنه الناخبون.

أخبار ذات علاقة

مع فوز "اليمين المتطرف".. "ملفات شائكة" ستعقّد علاقة فرنسا والاتحاد الأوروبي

 

وأضاف "أنه كعبارة (أنا لست عنصريًا، ولكن!) أي أنا لست مع الجبهة الوطنية؛ لأنني أصوت لحزب التجمع الوطني. أنا أصوت لصالح مارين، وليس لجان ماري. أنا أصوت للحزب الذي تغير. وهذا أيضًا هو السبب الرئيس وراء تغيير مارين لوبان وجه حزبها، لإعطاء ذريعة لناخبيه في المستقبل".

وقد رافق ذلك أيضًا الكثير من العمل على الكلمات المستخدمة، كما يوضح إروان لوكوير: "لقد بدأ هذا العمل بالفعل في التسعينيات، لا سيما تحت قيادة شخص يدعى برونو ميجريه، الذي وضع نظرية مفادها أنه يتعين علينا التوقف عن قول (يجب أن نلقي العرب في البحر) ونقول بدلاً من ذلك (ندعو المهاجرين للعودة إلى ديارهم".

وتابع  لوكوير "تطور لفظي، تغير الكلمات والمواقف... ولكن في الأساس، لا يزال حزب التجمع الوطني والجبهة الوطنية هما الحزب نفسه. أعتقد أن الناخبين يعرفون ذلك في داخلهم".

التوجه ذاته

ويؤكد الخبير، المتخصص في اليمين المتطرف الفرنسي، أن مارين لوبان ورثت حزبًا لم يؤسسه والدها، بل أسسه النظام الجديد، أي أنه حزب أكثر تطرفًا، جاء من الغرب، وهو حزب قومي متشدد، تولى جان ماري لوبان قيادة الحزب، وأطلق عليه الجبهة الوطنية، "حزبًا جاذبًا"، حزب كل شيء، أي أنه حزب كان في الواقع بمثابة منصة للاتجاهات المختلفة لليمين المتطرف".

كان هناك أشخاص من الجزائر الفرنسية، وملكيون، ووثنيون جدد، وكاثوليكيون تقليديون، ومجموعة كاملة من الاتجاهات التي لا يمكن أن تصمد. فهم مختلفون جدًا بعضهم عن بعض، ولكن كان لديهم شيء واحد مشترك: لقد كانوا منبوذين منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يكن لديهم رأي، ولم يكن لديهم صوت، بحسب إروان لوكوير.

وتابع "جان ماري لوبان منحهم مكانًا للتجمع، وظل المتحدث الوحيد باسم الحزب فترة طويلة جدًا، وقد أعاد إحياء هذه الكلمات في وسائل الإعلام، وفي الحقيقة، لم يتطلع إلى أي مكانة أخرى غير ذلك، لم يكن يريد السلطة، كان يريد فقط الوجود في المجال السياسي".

لويس التطهير

ابنته مارين، يواصل الخبير، لم تغير الحمض النووي للحزب، بل غيرت هدف الجبهة الوطنية، وبما أنها تنوي الوصول للسلطة "ولتحقيق ذلك، طردت كبار السن، الكاثوليكيين التقليديين، وطلبت من رفيقها وقتئذ، لويس أليوت، القيام بعملية التنظيف الكبيرة هذه. أطلق عليه اسم "لويس التطهير"، حيث قام بتطهير الحزب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

ومنذ ذلك الحين، بدأت لوبان الترحيب بالشباب الجدد، الشباب الذين يأتون من أقصى اليمين، الذين ربما يكونون أكثر ذكاءً، وذوي مظهر حسن، يرتدون ربطات العنق، ويعرفون كيفية التعامل مع الخطاب المتغير بشكل أفضل كثيرا".

والرمز المطلق لذلك، كما يخبرنا إروان لوكور، هو جوردان بارديلا الذي دخل لعشيرة لوبان؛ لأنه كان على علاقة بابنة أخت مارين لوبان. لذا فإن بارديلا لا يزال ينتمي إلى لوبان، ولكن له وجهاً مختلفاً، فجوردان بارديلا هو رمز لحقيقة أننا ما زلنا في الجبهة الوطنية التي تؤمن بنظرية "الاستبدال العظيم"، والليبرالية المتطرفة التي سيكون المسلمون، والشباب من الضواحي، وغيرهم، كبش فداء لها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC