قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأ بوضع قواعد جديدة لحل النزاعات المعقدة في غزة وأوكرانيا، وقد تكون تايوان هي المحطة التالية في خططه، لافتة إلى أن مقترحات ترامب لحل تلك الأزمات تمثل رفضًا للسياسة الأمريكية التقليدية التي استمرت لعقود.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن ترامب يعيد تشكيل الطريقة المقبولة دوليًا للتعامل مع الأزمات المستعصية، حيث يعرض مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال تقديم تنازلات لروسيا، بينما يسعى لتحويل قطاع غزة إلى مشروع إعادة توطين دائم لسكانه بدلاً من إنشاء دولة فلسطينية.
وتعد هذه الحلول، بحسب الصحيفة، تجاوزًا للسياسات الأمريكية التي كانت تركز على الوصول إلى تسوية سلمية طويلة الأمد.
وأوضحت الصحيفة أن كلا الصراعين في غزة وأوكرانيا يشتركان في تشابه كبير في العديد من الجوانب. ففي كل منهما، يُقتل الآلاف، ويُدمر البنية التحتية للمدن، وتستمر الكراهية والتوترات القديمة في تغذية الصراع.
كما أن الحلول التي يقترحها ترامب تستند إلى ثقته في قدراته على الإقناع، ورغبته في أن يُنظر إليه كصانع سلام ذي تأثير تاريخي، مع ميله إلى فرض حلول على الدول الأضعف، حتى على حلفائه.
وقال ويليام ويشسلر، المدير الأول لمركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "ما يسعى إليه ترامب في كلا الصراعين هو الهدوء والسلام مع تقليل المشاركة، والمخاطر الأمريكية".
وأضاف أن نهج ترامب غير التقليدي قد يؤدي إلى تطورات استراتيجية غير متوقعة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيسعى إلى تطبيق نفس الأسلوب في قضايا أخرى مثل تايوان، التي تتزايد المخاوف بشأنها في ظل تزايد التوترات مع الصين.
وتنقل الصحيفة أيضاً بعض المخاوف التي أثارها نهج ترامب في أوكرانيا، حيث يشعر بعض المسؤولين في كييف بالقلق من أن الرئيس الأمريكي السابق قد يسعى إلى الوصول إلى اتفاق مع موسكو دون موافقة أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى وقف مؤقت للقتال لكنه لا يقدم الدعم الكافي لأوكرانيا لمقاومة الضغوط الروسية على المدى الطويل.
أما في غزة، فقد قوبل اقتراح ترامب بنقل نحو مليوني فلسطيني إلى الأردن ومصر مع معارضة شديدة من الحكومات العربية وبعض سكان غزة أنفسهم.
وكان من الملاحظ أن أي إدارة أمريكية سابقة لم تقترح إخراج الفلسطينيين بشكل دائم من غزة، وهو أمر يعتبره معظم الرؤساء الأمريكيين جزءًا من الحل النهائي في سياق الدولة الفلسطينية.
ولكن خطة ترامب، التي تتضمن إخراج الفلسطينيين من غزة وإعادة بناء القطاع من خلال سيطرة أمريكية مباشرة، تسعى لإحداث تحول جذري في المنطقة التي يرى البعض أنها عالقة في الماضي.
وتساءلت الصحيفة عن كيفية تأثير أفكار ترامب بشأن غزة وأوكرانيا على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، وكيف يمكن أن تُلهِم أفكارًا مماثلة في مناطق ساخنة أخرى مثل تايوان وغيرها.