خبراء: روسيا على أعتاب "المرحلة الأخيرة" من الحرب

أفادت الأنباء الواردة من "كورسك"،  بأن قوات كييف تلقت خسائر فادحة في المقاطعة الروسية، بعد مرور ما يزيد على شهرين على هجومها داخل الأراضي الروسية.

ووفق مجلة "مليتري ووتش"، فإن الخسائر الأوكرانية في محور "كورسك" يمكن أن تسرع المكاسب التي تحققها الوحدات البرية الروسية في "دونباس" بمجرد هزيمة قوة التوغل بالكامل بالمدينة الروسية.

وتكبدت القوات الأوكرانية على مدار الشهرين الماضيين،  خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكرية داخل كورسك الروسية.

حصيلة الخسائر الأوكرانية

وكشفت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، حصيلة الخسائر الأوكرانية، التي تضمنت، مقتل وإصابة 21550 عسكريًّا، 139 دبابة، 66 مركبة مشاة قتالية، 892 مركبة قتالية مدرعة، 177 مدفعًا، 33 قاذفة للصواريخ، 46 محطة حرب إلكترونية، و12 رادارًا مضادًّا. 

بدورهم، أكد خبراء أن "روسيا على أعتاب المرحلة الأخيرة من الصراع مع أوكرانيا، وذلك بعد خسارة الغرب هذه المعركة من الناحية الإستراتيجية، بعد تقدم القوات الروسية في الجبهات القتالية كافة".

وأشاروا إلى أن ذلك "يأتي بالتوازي مع الإخفاقات السياسية للولايات المتحدة، وضعف أداء القوات الأوكرانية في الحرب".

تحديات روسية 

وقال أستاذ العلوم السياسية، عمار قناة،  إن القوات الروسية ما زالت مستمرة في التقدم في جبهات القتال كافة داخل الأراضي الأوكرانية، وأيضًا كورسك الروسية، بعد التغلب على التحديات والمعوقات التي واجهت الدب الروسي في بداية العملية العسكرية، التي من دونها كانت موسكو أحرزت تقدمًا ملحوظًا بشكل سريع وحسم المعركة العسكرية.

وأكد قناة لـ"إرم نيوز"، أن روسيا لا تواجه القوات الأوكرانية فقط، وإنما تواجه تقريبًا 50 دولة ممن يدعمون أوكرانيا بالسلاح والأقمار الصناعية والاستخباراتية وكل ما يتعلق بالأمور العسكرية.

وأردف: "إننا اليوم على أعتاب المراحل الأخيرة من هذا الصراع الذي خسره الغرب إستراتيجيًّا، ولذلك نرى سرعة غير مسبوقة في تقدم القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، وسقوط كثير من المدن الإستراتيجية التي كان آخرها "أوغليدار وتوريتسك"، ويأتي كل هذا بالتوازي مع الإخفاقات السياسية للولايات المتحدة وأداء القوات الأوكرانية في تلك الحرب".

وتابع: "مع نهاية العام القادم ستكون هناك قراءات جديدة ليست عسكرية، وإنما سياسية للتوصل إلى حل سياسي، الذي لن يرضي المنظومة الغربية، وإنما سيكون بمنزلة واقع جيوسياسي وعسكري في الوقت نفسه".

معارك كر وفر

من ناحيته، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن الأوضاع الميدانية داخل المعركة الروسية الأوكرانية حتى الآن تشهد معارك كر وفر.

وأوضح أنه "لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على جزء من منطقة كورسك الروسية، وهناك تقدم إستراتيجي مهم للقوات الروسية في منطقة دونيتسك ومنطقة الدونابس، وخسرت القوات الأوكرانية في المقاطعات الأربعة كثيرًا من القرى الإستراتيجية المهمة، وحتى الآن يمكن القول إن المعركة إسترايجيًّا وميدانيًّا في صالح القوات الروسية" .

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "مقاطعة كورسك الروسية لا تزال هي أحد المشكلات التي تواجه القيادة الروسية والجيش الروسي وهذا يعني أن أوكرانيا قد تذهب لمقايضة روسيا بمناطق في كورسك مقابل مناطق سيطرة عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في 2022، وهي ورقة ضغط يريدها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي".

وأردف: "الطرف الروسي يفهم أن المعركة طويلة الأمد، لذا هناك استعدادت حاليًّا في الجيش الروسي لشن مزيد من الهجمات في المقاطعات الأربعة التي سيطرت عليها روسيا لإحكام السيطرة عليها، وكذلك مقاطعة كورسك الروسية التي لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على أجزاء منها ويبدو أن القوات الأوكرانية وضعت خطوط فخ فيها، وبالتالي لم تكن هذه المعركة سهلة للقوات الروسية، وهناك خسائر في الطرفين الروسي والأوكراني أيضًا".

استهداف العمق الأوكراني 

وفيما يخص استهداف العمق الأوكراني، أكد ديميتري بريجع أنه لا يوجد نشاط روسي كبير لاستهدف كييف أو أوديسا، وهناك حالة ترقب لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تقرر مصير الأزمة الأوكرانية، وكيف ستكون العلاقات بين موسكو وواشنطن، وهل ستذهب الإدارة الأمريكية الجديدة إلى التفاوض لحل الأزمة الأوكرانية أم لا؟

ولفت إلى أنه "بحسب تصريحات المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس وصفت الرئيس بوتين بالديكتاتور، وقالت إن التفاوض معه غير ممكن، وهذا يدل على أن الديمقراطيين لن يذهبوا إلى التفاوض مع الطرف الروسي، ولن يقبلوا ببقاء الرئيس الروسي في السلطة".

وتابع: "أما الحزب الجمهوري ومرشحه دونالد ترامب فيرى أن حل الأزم الأوكرانية مهم بالنسبة للولايات المتحدة، وهي من أولويات إدارته في حالة نجاحه في الانتخابات الرئاسية، إذ يرى ترامب أن التقارب الروسي الصيني يهدد المصالح الأمريكية، على حين أن استمرار الأزمة الأوكرانية لن تخدم المصالح الأمريكية".