دبلوماسي روسي: لهذا السبب توغّلت أوكرانيا بكورسك وموسكو جاهزة للرد (فيديو إرم)

شرح السفير الروسي السابق ألكسندر زاسبكين (Aleksandr Zasypkin)، كيفية حصول التوغل الأوكراني الأخير في منطقة كورسك الحدودية، إذ تمكّنت القوّات الأوكرانية من السيطرة على ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية في تلك المنطقة.

وقال لـ "إرم نيوز": إنّ "الدخول الأوكراني إلى روسيا عبر الحدود في مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك، لم يكن مستبعداً منذ أشهر، لكنّ احتمال ذلك التطوّر كان يعتبر ضئيلاً؛ لأنّ ذلك كان يتطلب تشغيل وحدات الجيش على حساب الجبهات الأخرى".

وتابع: "إلّا أنّ القيادة العسكرية الأوكرانية اتخذت ذلك القرار استناداً إلى عدم وجود الخط الدفاعي في تلك المناطق، حيث يقتصر وجود حرّاس الحدود على بعض التشكيلات في مواقع الدفاع المنفردة، وبالتالي تمكّنت مجموعات أوكرانية من التسرّب إلى أراضٍ روسية في منطقة كورسك دون اشتباك مع حراس الحدود، وفيما بعد انضمت إلى الهجوم وحدات الجيش الأوكراني المجهّزة بالأسلحة الثقيلة، واحتلت عدداً من القرى التي هرب أهلها سريعاً إلى مناطق آمنة".

وأضاف: "أمّا قوات الجيش الروسي، فتقدمت وحداته بصورة عاجلة إلى منطقة التوغل الأوكراني، وبالنتيجة توقف التقدّم الأوكراني ليستقر الوضع نسبياً"، لافتاً إلى أنه "من الصعب في الوقت الراهن التكهّن بكيفية سير الأمور خلال الأيّام المقبلة".

وقال: "نحن نرى أنّ تشكيلات الجيش الأوكراني موجودة في المنطقة حيث بدأت أعمال الحفر وتجهيز المواقع لتُمسك بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها، وفي الوقت نفسه ربّما تنضم إلى المعركة تشكيلات أوكرانية جديدة، ولو أنّنا نعرف أنّ احتياطات الجيش الأوكراني ليست كبيرة، وبالتالي من غير المستبعد إجراء محاولات تسرّب في مناطق مجاورة لكورسك مثل بيلغورود وبريانسك، مع العلم أنّ الطائرات المسيّرة دائماً ما تهدد بيلغورود وبريانسك، فيما مجموعات مقاتلة تحاول التوغل في بيلغورود".

 

وأوضح أنّ "تشكيلات الجيش الروسي تتمركز للقيام بالهجوم المضاد من أجل طرد القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية، وتجري معارك شرسة لتحقيق ذلك الهدف"، مشيراً إلى أنّ "القيادة العسكرية السياسية الأوكرانية كانت تسعى إلى الاستفادة من التوغل بأشكال متعدّدة، ومنها الحصول على الورقة الإضافية في حال بدء مفاوضات".

وتابع: "كما أرادت أن تؤثّر على الوضع الداخلي الروسي باتجاه زعزعة الاستقرار من خلال إخافة الناس، إلّا أنّ تلك الأهداف لم تتحقق، بل على العكس أصبح المجتمع الروسي أكثر تلاحماً، وتشارك أقاليم روسيا كلّها في تقديم الدعم والمساعدة للنازحين، فيما ازداد عدد المواطنين الراغبين بالانضمام إلى الخدمة العسكرية دفاعاً عن الوطن".

وختم المسؤول الروسي السابق، قائلا: إنّ "التطور الذي حصل ويحصل في كورسك  سوف يؤدّي إلى تسريع سير العمليات العسكرية"، مشيراً إلى أنّ "وتيرة الهجوم الروسي في الجبهات الأخرى ارتفعت خلال الأيّام الأخيرة، فيما التوغل الأوكراني أثر سلباً على أفق المفاوضات، وذلك ما عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصورة واضحة".

وكان قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي قال مؤخراً في اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ "القوات الأوكرانية سيطرت على ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية في منطقة كورسك الحدودية، في وقت قالت فيه السلطات الروسية إنّها أجلت المزيد من سكان المنطقة.

شاهدوا أيضاً: أمراض ومجاعة.. اليونيسف تحذّر من كارثة إنسانية قد تتجاوز حدود السودان