قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إعجاب الرئيس الأمريكي المُنتخب، دونالد ترامب، بأفراد العائلة المالكة البريطانية قد يجعلهم أداة دبلوماسية قوية.
وبحسب الصحيفة، أظهر لقاء بين ترامب والأمير ويليام أمل بريطانيا في أن تساعد عائلة وندسور على حماية العلاقات مع واشنطن.
ورغم لقاء ترامب عام 2019 مع الملك تشارلز، أمير ويلز آنذاك، فإنه لم يكن من الواضح ما إذا كان لدى ترامب، البالغ من العمر الآن 78 عامًا، وتشارلز، البالغ من العمر الآن 76 عامًا، الكثير من القواسم المشتركة، بما يتجاوز العمر والثروة الموروثة، وفق الصحيفة.
وأوضحت أن البريطانيين كانوا حينذاك يهدفون إلى محاولة تعميق العلاقات الشخصية بين ترامب والعائلة المالكة، إذ كان ينظر بالفعل إلى الملكة إليزابيث الثانية، والدة الملك، باحترام يصل إلى حد الرهبة، ما جعل زيارة ترامب لقصر باكنغهام تُصنف كأحد أبرز الأحداث في ولايته الأولى.
وتابعت الصحيفة: "مع عودة ترامب الوشيكة، وقيادة الحكومة البريطانية الآن من قبل رئيس وزراء يسار الوسط، كير ستارمر، الذي قد يجد نفسه على خلاف سياسي مع ترامب، قد ينتهي الأمر بالتاج إلى أن يكون سلاحًا مفيدًا في حملة بريطانيا للحفاظ على مشاعر الرئيس المنتخب".
ويوم السبت الماضي، أقام ترامب علاقات مع الجيل القادم، فقد التقى الأمير ويليام، نجل الملك تشارلز الثالث، البالغ من العمر 42 عامًا، بعد أن حضر كلاهما إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس.
ولم تترك تعليقات ترامب بعد ذلك أدنى شك في أنه يستمتع بتعامله مع أفراد العائلة المالكة البريطانية في أي عمر، وفق الصحيفة ذاتها.
وقال ترامب للصحيفة: "لقد أجريت محادثة رائعة مع الأمير".
وتابع: "إنه رجل وسيم؛ لقد بدا وسيمًا جدًا الليلة الماضية؛ وبعض الناس تبدو أفضل شخصيًا".
وبعيدًا عن اللهجة المتدفقة، أثار ترامب دهشة المراقبين الملكيين عندما بدا أنه يشارك تفاصيل حول صحة والد ويليام وزوجته كاثرين، أميرة ويلز، وكلاهما تم تشخيصهما بالسرطان هذا العام.
وبحسب مؤرخين ملكيين، فإنه في ضوء مودة ترامب لعائلة وندسور الواضحة، فقد تتمكن العائلة المالكة من تقريب وجهات النظر بين حكومة بريطانيا والرئيس الأمريكي المقبل.
وأكد المؤرخون أنهم يمكن أن يتخيلوا أن يكون لتشارلز حضور مريح إذا واصل ستارمر خطته لتقريب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ وهو الأمر الذي لم يشجعه ترامب في ولايته الأولى.
ورغم افتتان ترامب أكثر بالملكة إليزابيث الراحلة، وأن الملك يتجنب السياسة بشكل متعمد، فإن تشارلز لديه اهتمام طويل الأمد بموضوعات مثل البيئة، بحسب تقرير الصحيفة.
ويأمل المسؤولون أن يتناول تشارلز بلطف موضوع تغير المناخ، لا سيما أن لديه وترامب وجهتي نظر مختلفتين بشكل صارخ بشأن هذا الموضوع، وفق الصحيفة.
ونقلت عن السفير البريطاني السابق في واشنطن، الذي شغل في السابق منصب نائب السكرتير الخاص لتشارلز، بيتر ويستماكوت، قوله إن الملك "يستمتع بالمحادثات الموضوعية أكثر من العبارات المبتذلة، لذلك قد يكون هناك مجال له لبناء علاقة جوهرية مع الرئيس المنتخب".