عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

"دبلوماسية ناعمة وخشنة".. أوكرانيا تسلك طريق "الدب الروسي" في أفريقيا

"دبلوماسية ناعمة وخشنة".. أوكرانيا تسلك طريق "الدب الروسي" في أفريقيا
رؤساء كل من سويسرا، والصومال، وأوكرانيا المصدر: أ ف ب
10 أغسطس 2024، 10:16 ص

تكافح أوكرانيا من خلال دبلوماسيتها الناعمة والخشنة لمقارعة روسيا في استقطاب دول القارة الأفريقية، عن طريق تكثيف فتح السفارات، ومِنَح الحبوب، ونشر قوات في الصومال، والوقوف وراء المتمردين "الأزواد" في مالي.

وظلت أفريقيا القارة الأكثر ترددًا في إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا خلال التصويت في مجلس الأمن على أول مشروع قرار أممي يدعو إلى الوقف الفوري للحرب في 2 مارس/ آذار 2022، فقد امتنع ما يقرب من ثلث الدول الأفريقية عن التصويت لمعارضة الحرب الروسية على نحو مباشر، فيما دعمته 28 دولة أفريقية فقط.

وكانت هذه المسألة بالنسبة لكييف مؤشرًا على ضعف الحضور الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي في القارة السمراء، الذي فرض عليها تقفّي النفوذ الروسية لإضعافه قدر المستطاع.

وقد ينفي كبار المسؤولين في الدبلوماسية الأوكرانية الاتهامات الروسية الأخيرة بشأن دعم الجماعات المتطرفة في دول القارة المؤيدة لموسكو منها مالي، ولكن موسكو تؤكد على هذه النقطة من خلال اتهام كييف بفتح "جبهة ثانية" في أفريقيا.

وقطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وعلّلت السبب بدعم كييف لـ"الإرهابيين المحليين"، كما حذت النيجر يوم الأربعاء حذو جارتها في إعلان القطيعة مع كييف أيضًا.

وفي نهاية يوليو/ تموز تعرض الجيش المالي وحلفاؤه الروس لواحدة من أكبر الانتكاسات منذ سنوات في شمال مالي، حيث تكبدوا خسائر فادحة بعد القتال ضد المتمردين "الأزواد" الذين هزموهم بدعم أوكراني.

واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا "خطوتي مالي والنيجر بأنها تهدف لاتخاذ خطوات منسقة لعزل كييف".

وجاءت التوترات الدبلوماسية في الوقت الذي بدأ كوليبا جولة أفريقية إلى مالاوي وزامبيا وموريشيوس في الفترة من 4 إلى 8 أغسطس/ آب الجاري، ما سلّط الضوء على جهود كييف لتوسيع علاقاتها مع الدول الأفريقية، التي تجسدت مع افتتاح العديد من السفارات في القارة.

وقد افتتحت كييف مؤخرًا 6 سفارات جديدة في دول أفريقية، من ضمنها رواندا وبوتسوانا وموزمبيق، مع التخطيط لإنشاء 4 سفارات أخرى، لكن يظل العدد الإجمالي ضئيلًا مقارنة بروسيا التي أعلنت في مايو/ أيار الماضي عزمها فتح 4 بعثات دبلوماسية جديدة، ليبلغ عدد سفارتها في القارة الإفريقية 47 سفارة، بالتزامن مع قيام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولات عديدة كان آخرها في يونيو/ حزيران الماضي حين زار غينيا وتشاد وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو.

أخبار ذات علاقة

كييف تخطط للتقارب مع 20 دولة.. صراع روسيا وأوكرانيا يمتدّ إلى أفريقيا

 دبلوماسية الحبوب

وضمن ما بات يعرف بـ"دبلوماسية الحبوب"، أطلقت كييف، في خريف العام 2022، برنامج المساعدات الغذائية "حبوب من أوكرانيا"، الذي يهدف إلى تصدير القمح، إذ تعد واحدة من الدول الرئيسة المنتجة له، إلى الدول الأفريقية التي تحتاج إليه. 

وأكد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، مطلع يوليو/ تموز الماضي، أن هذه المبادرة قادت بلاده إلى إيصال أكثر من 220 ألف طن من المنتجات الزراعية إلى عشر دول في أفريقيا وآسيا، ما يضمن الأمن الغذائي لـثمانية ملايين شخص.

وتلقى السودان شحنتين من الدقيق، بإجمالي أكثر من 21 ألف طن من القمح الأوكراني، مع تبرعات أخرى وصلت إلى نيجيريا وإثيوبيا وكينيا والصومال.

واضطرت أوكرانيا إلى استخدام طرق بديلة لتصدير حبوبها عقب الانسحاب الروسي من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر في منتصف العام الماضي، ما أعاق تصدير المواد الغذائية الأوكرانية الحيوية عبر البحر الأسود.

وجاء ذلك مع بدء روسيا إرسال شحنات من الحبوب مجانًا إلى أفريقيا بداية من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كجزء من تعهد قطعه الرئيس فلاديمير بوتين على نفسه بشحن الحبوب إلى ست دول أفريقية.

وتعتمد أفريقيا إلى حد بعيد على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا، حيث تستورد العديد من البلدان بما في ذلك بنين والصومال احتياجاتها كلها من القمح من هذين البلدين. وتعد مصر والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية أيضًا من الدول الأفريقية التي تعتمد إلى حد بعيد على القمح الروسي والأوكراني، إذ تستورد 81% و75% و68% من احتياجاتها من القمح من هذه المناطق على التوالي.

بين الدبلوماسية الناعمة والخشنة

وتضاف هذه التحركات الدبلوماسية الأوكرانية "الناعمة"، إلى تحرك عسكري موازٍ لها، برز مؤخرًا في مالي وقبلها بنشر قوات أوكرانية في الصومال لمواجهة النفوذ الروسي، كما تحدثت تقارير إعلامية غربية عن إرسال كييف وحدة قتالية خاصة إلى السودان لدعم جيش البرهان في قتاله ضد قوات "الدعم السريع".

وقال المسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، في تصريح لوسائل إعلام أمريكية إن "الاستخبارات الأوكرانية يجب أن تكون موجودة طالما دعت الضرورة لتدمير العدو الذي يشنّ حربًا واسعة النطاق ضد أوكرانيا". 

وأضاف "نحن حاضرون في أي مكان حيثما كان ذلك ممكنًا لإضعاف المصالح الروسية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC