عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
العالم

"حالة ارتباك".. هل تتراجع طهران عن الرد أم ترضي "الحاضنات الشعبية"؟

"حالة ارتباك".. هل تتراجع طهران عن الرد أم ترضي "الحاضنات الشعبية"؟
تجمع في طهران بعد اغتيال إسماعيل هنيةالمصدر: AFP
10 أغسطس 2024، 6:50 ص

رأى محللون أن إيران في الوقت الحالي تعيش حالة تذبذب وارتباك في وقت تتحير فيه بين ضرورة الرد على إسرائيل لحفظ ماء الوجه وإرضاء للحاضنات الشعبية.

ويرى خبراء أن التخوف من إعطاء بنيامين نتنياهو "الفرصة التي يتمناها" والمتعلقة بأن أي ضربة إيرانية لمصالح إسرائيلية حتى لو كانت محدودة سيستغلها في استهداف مباشر للبنية التحتية الإيرانية ومنشآت نووية. 

وتطرق محللون في هذا الصدد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى ما تعاني منه المؤسسات السيادية الإيرانية من تخبط بين وجود تيار غاضب من عدم تقديم الدعم المطلوب للأذرع الإيرانية في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وتيار آخر يرى ضرورة تصحيح الأوضاع خارجيا مع المجتمع الدولي، حتى لو على حساب الأذرع، حفاظا على المشروع النووي وعدم تهديده والخروج قليلا من قيود العقوبات.

نتنياهو يستغل الفرصة

وباتت نوعية وطبيعة وموعد الرد إطاراً محرجاً لإيران في ظل ما يخرج من توعد وتهديد من طهران في العلن من جهة، وسعيها مع الغرب ليكون هناك رد متفق عليه ترضى به إسرائيل من جهة آخرى دون أن يكون له عواقب وخيمة بعد ذلك على الداخل الإيراني. 

ويؤكد المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني صلاح أبو شريف، أن إيران هي أكثر طرف يتدبر الرد على عكس ما يظهر قادتها في خطابات للاستهلاك الشعبي ، لتخوفها من استغلال أي رد حتى لو كان شكلياً من جانب "نتنياهو" الذي يريد أي فرصة تعطي له الحق تحت عبارة "الدفاع عن النفس" لضرب البنية التحتية ومنشآت نووية في إيران.

أخبار ذات علاقة

إيران: ردنا على اغتيال هنية لا علاقة له بالهدنة في غزة

ويوضح "أبو شريف" أن إيران تعيش حالة تذبذب غير مسبوقة، في ظل كونها ملزمة ومرغمة على الرد، والتراجع عن الرد أيضا تحت أي حجة؛ لأنها في النهاية إذا ردت فستكون ورطتها كبيرة في ظل انتظار "نتنياهو" لذلك ليستغل الأمر بضربة قاصمة لأهداف بعينها في العمق الإيراني لا تقدر بثمن بالنسبة لطهران، وعدم الرد يقلل من حجم إيران أمام ميليشياتها وجماهيرها وأيضا من يضغط في الداخل.

وتابع :"إيران تشهد أزمة داخل مؤسساتها بعد 7 أكتوبر داخل الحرس الثوري والأجهزة والقوى الأمنية، وهذا واضح من الاختراقات التي ضربتها وضرورة النظر إلى البيت في الداخل، بين وجود تيار غاضب من عدم تقديم الدعم المطلوب إلى أذرعها في المنطقة، حتى تتعاظم المواجهة الداخلية مع مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتيار آخر يرى ضرورة تصحيح الأوضاع خارجيا، حتى لو على حساب الأذرع حفاظا على المشروع النووي وعدم تهديده".

وأشار "أبو شريف" إلى أن الحشد الأمريكي له تأثير كبير في التفكير بالرد من جانب طهران التي إذا كانت ردت مرة بشكل متفق عليه في وقت سابق منذ أشهر، فسوف تتردد 100 مرة في ظل التواجد الأمريكي البحري والجوي.

 وبين أن ما يسعى إليه المسؤولون في إيران حاليا هو الوصول إلى رد محسوب بوساطة أمريكية، يرضي الحواضن الشعبية، ويقطع طريق الاستغلال على "نتنياهو" الراغب في أي فرصة للانقضاض على المشروع النووي الإيراني. 

أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل

ويقول مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات إبراهيم كابان، إن إيران قد لا تلجأ إلى الردود على مستوى الفعل الإسرائيلي نفسه في ظل قيام قنوات التهدئة بأدوار لعدم توسيع رقعة الصراع.

وتوقع أنه في حال وجود رد من طهران سيكون محدوداً للغاية، تخوفا من رد الفعل الذي لا يخص الحشد الأمريكي فقط في المنطقة، ولكن أيضا الفرصة التي تنتظرها إسرائيل حتى تمهد لها الطريق نحو أهداف بالداخل الإيراني تكون موجعة فعليا.

أخبار ذات علاقة

تحسبا لهجوم طهران.. قبرص تفعّل برنامج طوارئ لإجلاء الرعايا الأجانب

ويضيف "كابان" في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن تطورات المواجهات الإسرائيلية الإيرانية وصلت إلى درجة قد تتسبب في حرب إقليمية، وإذا عادت إسرائيل لتنفيذ أي عملية جديدة فستكون الضربة بمستوى أعلى ومن ثم فإن طهران تضع في اعتبارها ذلك الأمر، وتدرس التبعات كافة.

وأردف : "هذا الصراع أصبح على درجة خطيرة لاسيما أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل والحال نفسه للدول الغربية؛ نظرا لأن إيران تشكل معادلة صعبة، لاسيما مع دورها وما تمارسه من تهديد لدول المنطقة؛ ومن ثم الجميع متفق على ضرورة تحجيم الدور الإيراني في سوريا ولبنان والعراق واليمن".

فيما يرى الباحث والمحلل السياسي جمال ترو، أن هدف إيران من هذه الوضعية تعزيز وجودها على طاولة المفاوضات، وهناك تجربتان قريبتان حول علاقة سيناريوهات الردود وتقوية أوراقها التفاوضية، الأولى التعامل مع حادث اغتيال قاسم سليماني، والثانية عندما ضربت إيران في عمقها، فردت بشكل متفق عليه.

ويستكمل "ترو" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، قائلا إنه بغض النظر عن الوجود الأمريكي وسط هذه الأجواء، فإن الذهاب من جانب إيران لخلق هذه الحالة، يستهدف تعزيز أوراقها بالمفاوضات وكيفية تحقيق أرباح على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، في ظل ما يفرض عليها من عقوبات دولية.  

وأضاف "ترو" أن إيران تعلي سقف الحديث عن المواجهات عبر استخدام أذرعها ضمن محور ما يسمى "الممانعة" بقيادة طهران، الذي لا يفعل شيئا سوى بيع الشعارات على مدى 40 سنة، ولكن عندما دقت ساعة الصفر، يتمسك بالمفاوضات التي تتعلق بـ"مصلحته" هو فقط.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC