حزب الله ينعى قائداً عسكرياً و13 مقاتلاً قضوا في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت

logo
اتجاهات

طالبان «تتوعّد» تركيا وتراها.. «قوّة احتلال»

طالبان «تتوعّد» تركيا وتراها.. «قوّة احتلال»
14 يوليو 2021، 9:16 م

محمد خروب

تساؤلات وسجالات حادّة تدور في أوساط واسعة من الجمهور التركي, حول الأهداف والأسباب التي تدعو أنقرة إلى إبقاء قواتها في أفغانستان, خصوصاً بعد إتمام الانسحاب الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي المُقرر أميركياً 31 آب القريب، فيما يواصل المسؤولون الأتراك وآخرهم وزير الدفاع خلوصي أقار, تأكيد ان القوات التركية التي وصلت أفغانستان كجزء من قوات الناتو, ستبقى في مطار كابول لحمايته وتأمين وصول ومغادرة البعثات الدبلوماسية الدولية.

في وقتٍ تَبث حركة طالبان المنتشية بما تُحققه ميدانياً وبخاصة سيطرتها على المعابر الحدودية مع طاجكستان وإيران, المزيد من التحذيرات والدعوات لسحب القوات التركية إلتزاماً (من أنقرة) بالإتفاق الذي وقّعته طالبان مع إدارة ترمب بالإنسحاب الأميركي والأطلسي, مُتوعّدة استهداف أي قوات أجنبية ستبقى بعد 31 آب ستراها كقوات إحتلال. ما يُعرّض القوات التركية (تطمح أنقرة إلى دعم مالي ولوجستيّ من واشنطن) للخطر ناهيك عن احتمال محاصرة تلك القوات من قبل طالبان, في حال اقتصرت مهمتها على مطار كابول فقط ولم تتمدّد وظيفتها إلى مجالات ومهمات أخرى.

ما يزال يتوفر لدى صانع القرار في أنقرة الوقت الكافي لحسم المسألة، خاصة في ظل توقّعات من قبل جنرالات وسياسيين أميركيين تقول: إن حكومة أشرف غني ستنهار خلال ستة أشهر بعد انسحاب القوات الأميركية/الأطلسية. الأمر الذي يضع أنقرة أمام معضلة كبيرة لأن طالبان ستجد نفسها في مواجهة القوات التركية التي تسيطر على مطار كابول, وهو الرئة الوحيدة التي تربط أفغانستان بالعالم الخارجي (الحدود البرِية لا تُوفر حماية كافية لمن يجتازها, من أي دولة تحيط بأفغانستان في حال لم تستقر الأمور بيد طالبان أو أي حكومة إئتلافية لاحقة), ما يمنح المطار أهمية استثنائية ستسعى طالبان للسيطرة عليه أو محاصرته, ونحسب أن أميركا غير معنية بالعودة إليها رغم تلويحها مواصلة غاراتها الجوية إذا ما اجتاحت طالبان كابول).

صحيح أن أنقرة والرئيس أردوغان خصوصاً حريصة على بقاء «السخونة» النسبية التي باتت عليها علاقاتها مع واشنطن, بعد اللقاء الذي ضم بايدن وأردوغان في بروكسل على هامش قمة دول حلف الناتو الشهر الماضي، ما قد يمنحها هامش مناورة أوسع لتخفيف الضغوط والتهديدات/العقوبات التي تعرّضت لها منذ وصول بايدن للبيت الأبيض, بتركيزه على مسألة منظومة الصواريخ الروسيةS-400 التي ابتاعتها من موسكو. فضلاً عن اعترافه بالإبادة الجماعية للأرمن, ووقوفه إلى جانب اليونان وقبرص في خلافهما مع تركيا حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط, إضافة إلى مساندة واشنطن للإنفصاليين الكرد في سوريا. إلاّ أن ذلك كله لن يمنع أو يحول دون انزلاق أنقرة إلى المستنقع الأفغاني في بلاد «اكتسبت» صفة «مَقبرة الإمبراطوريات».

في السطر الأخير... محاولة أردوغان توظيف «تفاهماته» مع بايدن, لخدمة حملته الانتخابية الرئاسية/والتشريعية العام/2023, ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تأتي بنتائج عكسية, في حال بدات نعوش الجنود الأتراك في الوصول الى أنقرة, في ظل تراجع شعبية الرئيس وحزبه/العدالة والتنمية... وفق استطلاعات الرأي.

الرأي

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC