حزب الله ينعى قائداً عسكرياً و13 مقاتلاً قضوا في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت

logo
اتجاهات

فصل جديد من التوتر بين واشنطن وموسكو

فصل جديد من التوتر بين واشنطن وموسكو
28 يوليو 2021، 11:36 م

في معرض اتهامه الجديد/ القديم لموسكو بنشر معلومات مضللة لعرقلة الانتخابات التشريعية الأميركية المقررة خريف العام المقبل, لتجديد جميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ, استعاد الرئيس بايدن المقولة التي طالما رددها الرئيس الأسبق أوباما بأن روسيا "لا تقدم شيئًا للعالم سوى.. النفط والسلاح".

ولكن بصيغة أخرى تغمز من قناة نظيره الروسي بقوله: إن "بوتين لديه مشكلة حقيقية، فهو -أضاف بايدن- على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط.. والشيء غير ذلك"، مضيفًا: "هذا يجعله (أي بوتين) أكثر خطورة بالنسبة لي".

تصريحات أكثر سخونة تتكئ على تحذير أقرب الى اتهام مباشر بالتدخل في الانتخابات التشريعية هذه المرة، وليس الرئاسية التي تمسك الديمقراطيون طوال السنوات الأربع الماضية ولا يزالون بأن موسكو تدخلت لصالح ترامب، ما أدى لفوزه ودفع غلاة الديمقراطيين للدعوة الى إجراء تحقيق شامل في المسألة.

لكن موازين القوى الداخلية لم تسمح بذلك، كون الأغلبية في مجلس الشيوخ (صاحب القرار النهائي في أي قانون) كانت بيد الجمهوريين رغم سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب. الاتهام الأميركي يتجدد ولكن هذه المرة من على منصة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية, التي زارها بايدن أمس قائلا: انظروا الى ما تفعله روسيا »منذ الآن بشأن انتخابات 2022 والمعلومات المضللة، في إشارة الى معلومات بهذا الخصوص حصل عليها خلا الإحاطة الاستخبارية التي يتلقاها، معتبرا ذلك بأنه انتهاك صارخ لسيادتنا.

خطورة تصريحات الرئيس الأميركي تكمن فيما ذهب اليه صراحة عندما قال في ما هو أقرب للتهديد: إذا انتهى بنا المطاف في حرب.. في حرب مسلحة حقيقية مع قوة عظمى أخرى, فسيكون ذلك بسبب هجوم إلكتروني.

وإذ لا تتهم واشنطن موسكو وحدها في تزايد وتيرة الهجمات الإكترونية، بل تضيف اليها بيجين عندما حملتها مسؤولية القرصنة الواسعة التي استهدفت آذار الماضي خدمات مايكروسوفت "إكستشينج". فإننا نكون أمام مشهد أكثر تعقيدًا وخطورة, في ظل التراشق الإعلامي العنيف بين أميركا وكل من روسيا والصين. تتداخل فيه السياسة مع الاقتصاد وخصوصًا معادلات التحالفات والاصطفافات والمواقع/الجبهات, الأكثر احتمالا للانفجار مثل أوكرانيا
(روسيًا)، وتايوان وبحر الصين الجنوبي (صينيا)، ناهيك عن بؤر أخرى لا تقل سخونة وإن كانت أقل احتمالا للصدام المباشر, سواء في سوريا أم العراق وحتى أفغانستان حيث يقترب موعد الانسحاب الأميركي منها, دون أن تنجح واشنطن في تلافي أو تأجيل سيطرة طالبان على كابول وسقوط حكومة غني, التي بات رحيل رئيسها أشرف غني
شرطًا لازبا لطالبان كي تنخرط في حوار وطني يفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية،

تزعم طالبان أنها لا تريد لنفسها هيمنة وحيدة على البلاد بل تروم إشراك القوى الأخرى في "إمارتها" الجديدة.

اللافت في كل ما يجري هو أن موسكو على وجه الخصوص التي امتدحت بحذر أجواء قمة جنيف, التي جمعت بوتين ببايدن ورأت أنها جرت في جو صريح وعملي، تسنى لنا كما قال رئيس الدبلوماسية الروسية.. الفروف (بحث الوضع في الشؤون الثنائية وتبادل الأفكار حول قضايا الأمن الاستراتيجي والرقابة على الأسلحة والنزاعات الإقليمية«.... حيث لا تكف موسكو عن تحذير واشنطن بعدم الحديث معها من موقع القوة, إذ قال لافروف: محاوالت مخاطبتنا من موقع القوة, محكوم عليها بالفشل أصلا, ونحن سنرد على الخطوات غير الودية بشدة وحزم".

تصعيد محسوب في ما يبدو لكنه غير مألوف، بعد التفاؤل الحذر الذي ساد بعد قمة جنيف ونحسب أن تداعيات وذيول حادثة المدمرة البريطانية »Defender »فرضت نفسها على المشهد المتوتر ,خاصة توعد موسكو منتهكي حدودها بالقصف«.

في السطر الأخير.. سخونة المشهد الدولي و"التوثب" الذي تبديه روسيا والصين, حيال ما تصفانه محاولات واشنطن المحكومة بالفشل للإبقاء على هيمنها, وكبح صعود قوى أخرى منافسة، لا تسمحان بترف توقع حدوث انفراجة في علاقات إدارة بايدن بهما، وإن كان من المستبعد الانزالق الى حرب مسلحة مفتوحة على ما هدد الرئيس بايدن. إذ ثمة كوابح عديدة تدفع بأصحاب الرؤوس الحامية.. للتفكير مليّا والتريّث.

الرأي

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC