عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
اتجاهات

عندما تخذل واشنطن حلفاءها إلا واحداً

عندما تخذل واشنطن حلفاءها إلا واحداً
05 يناير 2022، 2:33 ص

حافظ البرغوثي

اتهم الرئيس الأفغاني السابق محمد أشرف غني الولايات المتحدة بخذلانه، في أول مقابلة إعلامية له، منذ أن سيطرت طالبان على أفغانستان، وقال إن "خطأه الوحيد كرئيس هو الوثوق بالولايات المتحدة وشركائها الدوليين".

ولعل كلام الرئيس السابق يشبه تصريحات سابقة قالها شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي، عندما اتهم واشنطن بأنها وراء إسقاطه ودفعه للسفر، لفسح المجال أمام الثورة الإيرانية للسيطرة على إيران.

وكان الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك انتقد الولايات المتحدة من أحداث بلاده وقال قوله الشهير "المتغطي بأمريكا عريان".

فالثقة بالسياسة الأمريكية يجب ألا تكون مطلقة، فليس في القاموس الأمريكي ثقة دائمة، بل هناك مصالح تُقاس بموجبها السياسة الأمريكية وتتغير بين فينة وأخرى..

فهي جاءت برئيس بنما عمر توريخوس إلى الحكم وأطلقت يده في القتل وقمع المعارضة وتهريب المخدرات، ولما انتهت منه اتهمته بتهريب المخدرات واعتقلته..

وبعد غزوها للعراق، قررت الانسحاب بعد تدمير العراق وسلمت مقاليد الحكم للميليشيات المسلحة ولحفنة من الفاسدين العائدين من الخارج فنكب العراق بهم حتى الآن.

السياسة الأمريكية في المنطقة العربية ككل ليست محكومة دوماً بالمصالح المشتركة، لأن الثابت الوحيد والدائم هو أمن اسرائيل فقط.

لهذا نلاحظ أن الأمريكيين ينزعجون عندما تحاول دولة عربية تنويع مصادر السلاح أو تحاول عقد صفقات تجارية كبرى مع دول أخرى، لكنهم لن يتورعوا عن خذلان أي بلد أو نظام، طالما أن مصالحهم تفترض ذلك.

رُوي لي أن الرئيس الراحل ياسر عرفات أراد معرفة المزيد عن السياسة الأمريكية، فطلب لقاءً مع الملك الراحل حسين، وتوجه إلى عمان، وفي جلسة ضيقة اشتكى أبو عمار أمام الملك الأردني المحنك والمخضرم سياسياً من أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ الانسحاب من الخليل بالكامل، وفقاً لبروتوكول الانسحاب المتفق عليه.

وكان رئيس الوزراء في تلك الفترة بنيامين نتنياهو، فردّ الملك بقوله: "خذ أية مساحة ممكنة ولا ترفض، فأنا من تجربتي أعتقد أن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية، وكما تعلم فإن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فوضني بالتفاوض معهم لإنقاذ الضفة الغربية، وحاولت كل جهدي لكنهم كانوا يرفضون، فخذ أي شبر ممكن ينسحبون منه، ولكنهم لن ينسحبوا من الضفة، فما منعوني عنه لن يعطوه لك".

وانتقل أبو عمار إلى السؤال التالي، وهو أين نحن في السياسة الأمريكية؟ فرد الملك بهدوء بعد أن طلب سيجارة من أحد الحاضرين، وهو الراحل الطيب عبد الرحيم المقرب من عرفات ومن الملك معاً، وهو الراوي لي هذه الحكاية، وكان الملك في تلك الفترة يحاول الامتناع عن التدخين، وقال: "هناك ثابت وحيد في السياسة الأمريكية، وهو إسرائيل أولاً وثانياً وعاشراً.. أما النفط ومصالحهم مع العرب فتأتي تالياً بعد عاشراً".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC