النخوة الإماراتية.. حديث العالم
النخوة الإماراتية.. حديث العالمالنخوة الإماراتية.. حديث العالم

النخوة الإماراتية.. حديث العالم

محمد خلفان الصوافي

الإمارات “قد” تكون الدولة الوحيدة في العالم التي أبدت مرونة كبيرة في التعاون مع منظمة الصحة العالمية في تنفيذ خطتها لمواجهة أزمة فايروس كورونا العالمية، على الأقل لأننا لم نسمع عن مبادرات قامت بها دول أخرى في مساعدة المنظمة التي تدير الأزمة عالميا.

وفي المقابل بمقدورنا أن نقسم الدول في التعامل مع أزمة كورونا إلى: دول انكفأت إلى الداخل وارتأت التركيز على مواطنيها بالدرجة الأولى لمواجهة أزمتها بنفسها لحين تسيطر على الوضع ومن ثم التفكير بالآخرين، ومع أن هذه السياسة طبقتها الصين في بداية الأمر إلا أنها السياسة التي فضلتها أغلب الدول.

أما القسم الثاني من تلك الدول فقد انشغل قادتها، للأسف، بملفات لا علاقة بها بما يحدث على الساحة العالمية بل إنهم ركزوا على أجنداتهم السياسية خدمة لطموحاتهم “ومغامراتهم” السياسية ليس فقط على حساب الإنسان في العالم، وإنما على حساب مواطني دولهم، ومن غير المستبعد أن يستغلوا انشغال العالم بالأزمة لتحقيق أقصى فائدة وهذا يمثله كل من نظام رجب طيب أردوغان في تركيا ونظام الملالي في إيران ووكلائهما المنتشرين في المنطقة خاصة في العراق واليمن.

أما دولة الإمارات فقد اختارت أسلوبين في “التشارك مع المجتمع الدولي” في مواجهة الأزمة الغريبة، وكل أسلوب يكمل الآخر، وقد كان الأسلوب الأول: “مبادرة” سلسلة الاتصالات التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع أغلب قادة العالم للاطمئنان على شعوبهم وإبداء استعداد الإمارات لمساعدتهم.

وفي لفتة ذات دلالات وعبر كثيرة، كسر “الصور النمطية” للعلاقات الدبلوماسية فتواصل مع النظام الإيراني، من خلال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومحمد ظريف وزير خارجية إيران، للاطمئنان على الشعب الإيراني والتأكيد على تعاضد الإمارات مع هذا الشعب الحضاري والمغلوب على أمره، واستعداد الإمارات لتقديم المساعدة الطبية المطلوبة وقد كان. بل إن التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد المعزول سياسيا عن العالم مثل لدولة لإمارات حضورا ونخوة لدى الرأي العام العربي لأن الهدف كان الوقفة مع الشعب السوري الذي تركه العالم تتجاذبه الصراعات الإيرانية – التركية – الروسية إضافة إلى ميليشيات أردوغان.

الأسلوب الثاني: وظفت الإمارات رصيدها الإنساني الكبير الذي بنته على مدى عقود لإضفاء بعد تضامني مع كل الدول من خلال سياسة المساعدات الطبية للذين صنفوا عالميا بأنهم “الجيش الأبيض” لمواجهة الأزمة، تأكيدا لدور الإمارات في دعم الاستقرار المجتمعي للدول بغض النظر عن نوعية “العدو” فشملت مساعداتها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية 27 دولة ويتوقع أن يزيد العدد خلال هذا الأسبوع، واستفاد من المساعدات إلى حد الآن حوالي 300 ألف طبيب وطبيبة في كافة أنحاء العالم.

ومن المواقف اللافتة في “زمن كورونا” أن الدول التي اعتادت أن تنافس الإمارات في هذا المجال انكشفت أمام “لحظة الحقيقة” فنظام قطر ونظام أردوغان لم يكونا على مستوى “تحدي كورونا” بل فضح مواقفهما ونياتهما في الصومال عندما تركا رئيس حكومتها -حليفهما القديم- مؤخرا يواجه الأزمة بنفسه فكان لا بد من دخول صاحبة الرسالة الإنسانية دولة الإمارات لتؤكد أن “اليد الطويلة” دائما للذين لا يعرفون “التمني”.

في “زمن كورونا” كان الدور الإماراتي فاعلا قويا على الساحة الدولية ويمكن القول إن الإمارات طرحت رؤية عالمية لتعزيز دورها الإنساني وهي تقوم بتطويره وفق التقسيمات التي تسير عليها الجائحة، فالتركيز بدأ في دول الجوار والمصابة بشكل أكبر مثل أوروبا وإيران والتركيز الآن على أفريقيا ما يعطي انطباعاً بأن المساعدات التي تقدمها الإمارات ليست خياراً تقدمه من أجل الحصول على مقابل أو مواقف سياسية لكنها عقيدة ومنهج إنساني تبنته منذ قيامها حتى أصبح من صميم عملها الذي تقوم به تحقيقا للتنمية الشاملة في المجتمعات.

استخدمت الإمارات المساعدات باعتبارها سلاحا في مواجهة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب كما في أفغانستان والعراق والصومال وتحولت اليوم إلى سلاح للقضاء على وباء يهدد الإنسانية، وعليه ليس من المستغرب أن تأتي منظمة الصحة العالمية وفريقها ليكرّرا الشكر والتقدير لدولة الإمارات وأن نسمع العديد من الناس في مختلف بقاع العالم يرددون نشيد دولة الإمارات، فالأمر لمن يدرك أبعاده وتحدياته كبير خاصة في ظل تراجع مواقف دول كبرى عن مسؤوليتها العالمية.

إحساس الدول بمسؤوليتها العالمية وقدرة قيادتها هما اللذان يوضحان مكانتها، وفي “زمن كورونا” تبرز دولة الإمارات في العالم باعتبارها من الدول الرئيسية في مواجهة الفايروس الذي غير الكثير من المعايير الدولية وكشف عن الكثير من الادعاءات “والفقاعات الإعلامية”، إنها سلسلة من القصص الجميلة التي تبذلها قيادة دولة الإمارات في ترسيخ استراتيجيتها التنموية: الإنسان هو الثروة الحقيقية.

العرب

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com