"الاحتمال" الثالث
"الاحتمال" الثالث"الاحتمال" الثالث

"الاحتمال" الثالث

الياس الديري

من أول الطريق لا من آخرها. ثمة حركة واسعة النطاق، هدفها في الدرجة الأولى اختراق "حزمة المرشّحين" المدرجة منذ شهور، في اتجاه ما يسمّيه الخبراء "الاحتمال الثالث" أو الاتجاه نحو "البديل الثالث".

ويستند هؤلاء الى إشارات أوسع نطاقاً وتعبيراً من التلميحات في هذا الصدد، صدرت قبل أيّام عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كما عن السيّد حسن نصرالله. ولندع هنا تغريدة القائم بالأعمال السعودي موقّتاً، وريثما نقترب من مختلف المواعيد والاحتمالات.

ليست الخطب والتصريحات هي مَنْ يحلِّل ويحرّم، أو يسمح ويمنع على الصعيد الرئاسي، وترجيح الكفَّات، واستبعاد هذا وتقريب ذاك.

صحيح أن طهران "متهمة مباشرة" بالنسبة الى الفراغ الرئاسي، ضمن "برنامج توسعها" ورغبتها في توسيع رقعة نفوذها في المنطقة، إلا أن القرار الأخير في هذا الأمر، في هذه الخطوة جملة وتفصيلاً عائد الى واشنطن حيث تتم "الروتشة" لصناعة الرئيس.

واقعياً، الاستحقاق الرئاسي اللبناني قيد "التوقيف الاحتياطي" في طهران. وعند باريس، لا عند جُهينة، الخبر اليقين. فالرئيس فرنسوا هولاند حاول مراراً وتكراراً "تحرير" الاستحقاق واطلاق سراحه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. سافر الى العاصمة الايرانية في هذا الخصوص، كما استضاف الرئيس الايراني في باريس، في هذا الخصوص طبعاً. إلا أن مساعيه ذهبت أدراج الرياح.

نَقَزَ كثيرون من إعلان السيِّد نصرالله رغبته في تنشيط الحكومة الكسولة، ودفع وزرائها للقيام بالحد الأدنى من الواجبات والمسؤوليات، وكذلك الأمر بالنسبة الى مجلس النواب. وسبب النقزة الخوف من أن تكون خلف هذه "الإشارة" مفاجأة "تأسيسيّة".

خصوصاً أن حليف "حزب الله" الأبرز الجنرال ميشال عون يعدُّ العدة لاحتفالات بذكريات أحداث سابقة، تمهيداً لتحضير الساحة ومتطلِّبات جلسة الواحد والثلاثين من الشهر الجاري الانتخابيَّة... والتي يعتبرها كبار العونيين "يوم المنى"...

عهد الرئيس باراك أوباما أتاحَ لطهران فرصاً ومجالات، لم تكن لتحلم بها في ذروة صعود نجم عهد الشاه محمد رضا بهلوي، الذي أطبق ما بين طرفة عين والتفاتتها على الجزر الثلاث: الطنب الكبرى، الطنب الصغرى وأبو موسى.

ولا تزال هذه الجزر على "وفائها" لإيران. وعلى عين واشطن وأعين المجتمع الدولي والشرعية الدولية.

إذاً، في لعبة الأمم لا مطرح لـ"الصداقات"، بل المطارح كلها في خدمة المصالح.

فهل حلّ وقتُ "الشخص الثالث"، أم أنه لا يزال من المبكر؟

النهار

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com