الأزمات الإقليمية تقرب بين السعودية وتركيا
الأزمات الإقليمية تقرب بين السعودية وتركياالأزمات الإقليمية تقرب بين السعودية وتركيا

الأزمات الإقليمية تقرب بين السعودية وتركيا

أنقرة- تسعى تركيا إلى علاقات أوثق مع القيادة الجديدة في السعودية، إذ نحت جانبا خلافات قديمة مع الرياض بشأن الإسلام السياسي، وتحشد الجهود لحل أزمات إقليمية من بينها الحرب في سوريا.

ويؤتي التقارب بين إثنتين من أكبر القوى في الشرق الأوسط، ثمارا بالفعل على ما يبدو في سوريا، إذ يساعد على تعزيز نجاحات مقاتلين إسلاميين يحاربون جنبا إلى جنب مع جماعات مدعومة من الغرب ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وعرضت تركيا -صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي- أيضا تقديم دعم لوجيستي للتحالف الذي تقوده السعودية ويشن غارات جوية على المقاتلين الحوثيين في اليمن، في إطار استراتيجية إقليمية سعودية أقوى بعد تولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة.

ويعكس تحسن العلاقات إدراك أنقرة والرياض أن الخلافات بشأن جماعة الإخوان المسلمين يجب ألا تعوق ردا مشتركا على الأزمات التي تهدد الشرق الأوسط. وتساند تركيا جماعة الإخوان، لكن السعودية تعتبرها جماعة إرهابية.

وقال عضو كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومقرب من الرئيس رجب طيب إردوغان: "المنطقة بحاجة للتغيير".

وأضاف المسؤول التركي طالبا حجب اسمه حتى يتكلم بحرية أكبر، "بعد تغيير القيادة في الرياض فإن تركيا والسعودية ستسعيان للتغلب على الصراعات الإقليمية.. تجري صياغة إطار عمل جديد".

وأشار إلى أن أردوغان "يعتزم زيارة الرياض مرة أخرى قريبا للقاء الملك سلمان بعدما زارها مرتين هذا العام، كما يجري مشاورات هاتفية منتظمة معه".

من جانبه، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، ناجي بستانجي، في تصريح صحافي: "هناك مجالات يمكننا الوصول إلى اتفاقات بشأنها مع السعودية ومجالات لا يمكننا فيها ذلك. ليس من السهل العثور على مخرج في ظل النظام المعقد للشرق الأوسط".

لكن بستانجي أقر أيضا بتحقيق تقدم، قائلا: "هدفنا هو حل القضايا الإقليمية، وضمان الاستقرار والسلام في اليمن، واتخاذ الخطوات السليمة من خلال مبادرة مع السعودية لا تركز على الطوائف".

سعي أمريكا لفك الارتباط في الشرق الأوسط

ويقول دبلوماسيون إن "انعدام ثقة المملكة في جماعة الإخوان لم يتغير. لكن في اختلاف عن الملك عبد الله، الذي توفي في كانون الثاني/ يناير الماضي، فإن الملك سلمان يبدو أكثر استعدادا لدمج حلفاء يدعمونها".

ويمثل الخوف من التهديد المتمثل في إيران الشيعية، محركا رئيسيا للرياض، فهي تريد أن تشكل تحالفا وثيقا من الدول السنية ليكون حائط صد في مواجهة الخطر الذي تراه في الجمهورية الإسلامية.

وتتبنى تركيا موقفا أقل صراحة. وبينما انتقد أردوغان إيران لمحاولتها "الهيمنة على المنطقة" فإن علاقات بلده القوية مع طهران في مجالي الاقتصاد والطاقة تعني أنها لا يمكن أن تدير ظهرها لها.

ويبذل المسؤولون الأتراك جهودا كبيرة لتأكيد أن التقارب مع السعودية لا يعكس أجندة طائفية. وقال المسؤول الكبير في حزب العدالة والتنمية: "من الواضح أن الفهم السني والشيعي للمنطقة لا يسهم في حل الصراعات".

لكن الرياض وأنقرة تشعران بأن واشنطن تحاول فك ارتباطها بالشرق الأوسط.

وراقبت السعودية بقلق سعي الولايات المتحدة لإبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وغضبت أنقرة من تركيز واشنطن على قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وما تعتبره إحجاما من الولايات المتحدة عن مواجهة الرئيس بشار الأسد.

وقال المسؤول: "أحد الأسباب الجوهرية لهذا النهج الجديد هو غياب خطوات ملموسة من جانب المجتمع الدولي منذ تفجر الصراع في سوريا".

تحرك

وتأمل المعارضة السورية في أن تجني ثمار التقارب بين تركيا والسعودية، إذ تقول مصادر من المعارضة إن الرياض "تبدو أكثر تقبلا لتعاون مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم مع الفصائل المتشددة".

في التصريحات العلنية هون المسؤولون الأتراك من شأن فكرة أن العلاقات الأوثق أدت إلى تغير في سوريا، مؤكدين أن أنقرة "لا تدعم إلا فصائل المعارضة المعتدلة".

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيك: "وجهة نظرنا بشأن سوريا تتفق مع وجهة النظر السعودية. تركيا تتعاون ليس مع السعودية وحسب وإنما أيضا مع حلفائها الآخرين"، مضيفا أن "الوضع كان هكذا دائما.. ليس هناك أي عامل جديد".

لكن مصدرا من جماعات المعارضة السورية قال إن "هناك بالفعل المزيد من التنسيق اللوجيستي والتمويل بما في ذلك دعم من ضباط بالمخابرات السعودية".

وساعد هذا على ما يبدو تحالفا لجماعات المعارضة المسلحة الإسلامية في انتزاع السيطرة على بلدات في شمال غرب سوريا، منها إدلب، من أيدي القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف المصدر "تحسن العلاقات بين السعودية وقطر وتركيا له أثر إيجابي. كانت هناك خلافات بين الجماعات في الميدان. الآن نرى المزيد من الوحدة بسبب التوافق الإقليمي".

وتابع "التغيير في السعودية كان حاسما جدا. الأمر يتعلق الآن بالقيام بتحرك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com